27-مارس-2017

محمد شقديح/ الأردن

كم مرة يتوجب عليّ القول 
بأن هذه المدينة مجرد مزحة
وأن بيتنا ذا الطراز الحديث وغد
وأن غرفتي التي 
لا تتوقف عن الركض بعيدًا 
يتقعّر خصرها عليّ 
وأن الحائط الذي
خلف سريري
يمتلىء بصورة الخائن مبتسمًا؛ جورج كلوني
الذي سُرق مني مؤخرًا
وأن أبي الجاني المظلوم
كلما خط الشيب رأسه فَزِع
وكلما رأى النساء هنا 
صغر عشرين عامًا
وكبرت أمي ألفًا.

وأنا أمتلك جسدين مختلفين
نعم ابنة البادية، أنا 
ولا أكف عن الاعتزاز بذلك 
أدلل جدتي في كل عُطلة 
برداء أنتمي له يزينني 
وأنتفض ببنطالٍ يُظهِر ما يفتِن
وأواكب موضة المدينة في يومٍ آخر 
بفستان فاحش يسقط عليّ 
ليتبرأ مني عمودي الفقري عندما 
أتلقى صفعته الكبيرة
وأنفق الكثير من النقود
لأكون اثنتين:
أنا وأنا.

في صحرائنا أُهمل سُرّتي 
ويبحر هو إليها 
فيهتزّ عالمي الصغير 
المكوّن من غرفة 
تشاركنني فيها أخواتي الـربع
ونسقط جميعًا من الخوف 
متشابهات نتكوّم
فوق بعضنا 
لتتكسر عقائدنا الموروثة
ونكمم أفواه بعضنا خوفًا من فضيحة. 

في صحرائنا النساء حقيقيات
والرجال مصنوعون من كذباتهم 
وأربع نساء بالحلال 
لا ينفضن الذاكرة عن واحدة تسكنها 
فتجمع قصتك الأسطورية 
ومبادئك 
وهلوساتك
وتلقي بها في عفن قاماتنا 
لتستوي فيه رؤوس القبائل على سطحٍ ولا تستوي!

 

اقرأ/ي أيضًا:

للغائب سبعون ألف عذر

لَمْ يَعُدْ للابتسامات صِيت