10-يونيو-2021

لوحة لـ أنسليم كيفر/ ألمانيا

1

يحتفلونَ بالأعالي

وجوهُهم تغزو السَّلامةَ

...

وجومٌ حضورُهُمْ

أزيزٌ حينَ يُقبِلُونْ

...

أصبحوا مِنْ تُخمةِ الملابسِ عراةَ مآثر

أجلْ

تتيسّرُ الهاويةُ في ارتفاعِ مناصِبِهم.

 

2

هذا المُغَنّي الشَّاسعُ المَكان

الطائرُ وحدَهُ مَنْ يَنالُه

هذا الّذي بعضُهُ سيدومُ كالبُلدان

كِلانا مِنَ اللِّحاءِ الّذي يَجودُ بالإِملاقِ

نارُهُمْ مشبوهةُ النارِ.

...

ناركَ:

حفنةٌ مِنَ القصائدِ قادرةٌ على إيواءِ السُّنبلة

قادرةٌ على تنقيةِ صُراخِنا مِنَ التّجاعيد

ناركَ:

صحراءُ النّارِ

حصى لا يدّخرُ ماءً لمكوثِهِ

أحجارٌ

حفيفُها يسبقُ الرَّسائلَ

وليلٌ

يتلعثَمُ بنزوحِهِ.

ناركَ:

أرقُ التَّضاريسِ لا يَسنِدُهُ النَّومُ

صوتُكَ كالبذارِ

جُلُّ أمانيهِ الخُضرةُ

مفتونٌ أنتَ بالبساطِ الّذي فيهِ اشتغالُ اليدِ

فيه يتنحى الغدرُ عنْ ماضيهِ

وتلبَثُ الأصابعُ مَرسى

أيُّها المائلُ في مُعاقَرةِ الكأسِ

جُموعُ الدّفاترِ مساؤكَ

أحيانًا

أسمعُكَ مِنَ العاج.

...

ثمَّةَ ساقيةٌ مجزّأةٌ لانقطاعكَ عَنْ مائِها

هاكَ سماءً محتشدةَ العيونِ

انبهاركَ

يسيلُ مِنْ مُعظمها

كأنكَ تتلقّفُ أحْواضًا وارفٌ بللُها

إليكَ الجسدُ يتحاشَى هَزالهُ

هناكَ مساءٌ أستعيرهُ ناقصًا دونَ اشتعالكَ

فمكَ الملآنُ نادرُ الوقوعِ في الشّتيمة.

أراكَ مُلمًّا بشعابِ الصَّيفِ

لنا مِنْ شَحِيحِها عناقٌ

يا مَنْ يفرِشُ للمكانِ إقامةً إذا أزاحَهُ الفراق.

...

أراكَ

شمعةً غيرَ قابلةٍ للكُسُوف

وسَطرًا

وحيدًا يُنشرُ

ولكنَّهُ جَمهرةٌ

أنتَ المقصودُ بالفجيعَةِ

وهُنا يمكنُني اقتناؤكَ.

 

3

مفتوحَةٌ في الصّباحِ نوافذُ البيوتِ المطلّةِ

على الغريبِ

لكنْ

أبوابُها مُغلقَة

...

هذهِ البيوتُ مرائيةٌ أشكالُها

تدَّعي التَّسامحَ

تقهرُ المجذافَ.

 

4

صبيٌّ جُرّدَتْ يَداهُ عن العُشبِ

يُرسِلُ أصابعَهُ في المياهِ

فتعودُ متوّجةً بالحَصَى

جرَّبَ ساقيةً أخرى

فمشَتْ متكئةً على الرَّمل.

...

أيُّها الصَّديقُ السَّائرُ نحوَ الواحَةِ الجَميلةِ:

أصابعُكَ الّتي جُرِّدَتْ

أمْ هيَ أيدينا الّتي يشكُرُها الهَجيرُ.

...

أهَذا أفقكَ حيثُ الدِّيارُ قبَّعةٌ لهُ

أمْ هوَ إقامةٌ جرْداءُ في طاووس.

 

5

ترنَّمْ أيُّها الفمُ ذو المياهِ الرَّاكدةِ الّذي يجوبُ

مخيلةً تتبنّى الصَّيفَ.

أراكَ تعزِفُ للنايِ منامهُ

وهوَ يتسلّلُ منَ الشَّوكة وتقتنيهِ الزَّهرة.

 ...

أراكَ تحزمُ ملاذَنا قُبلةً يتلاشى نَهَمُها

لأنَّكَ اصطحبت مهبَّ أحلامِنا

كوسائل للتنزّهِ

أيُّ هرمٍ سيمخرُ الحرائقَ؟

ترنّمْ

هذهِ الأكتافُ تفّاحةٌ محروثةٌ

أحيانًا عكازةٌ حلَّ تعثّرها.

 

6

أدخلُ في جمرةِ المياه

لعلَّ الغيثَ يشرحُني

وكالغبطةِ أرتمي عندَ بابِكَ.

أيُّها اللَّيلُ

هلْ تأخذُ فيضَ السَّاقيةِ

وحديقتي مكتملةُ الفؤوسِ؟

 ...

أيُّ خللٍ سيقودُ النهارَ نحوَ الغُرفِ

وأيُّ الزوارقِ ستعطّرُ البحرَ

بالقليلْ؟

 

7

مَتى تغمرُ اللّيلَ بالسّاحلِ المُضيء؟

تسألُ

امرأةٌ أتعبَها جمعُ الضِّفافِ مِنْ دونِ فائدة

 ...

قُلْ

أيُّها الحَريقُ أنجزْ ذلكَ اللَّهبَ

اقضمْ أسرابَ المواساةِ

عندها

سوفَ تجدُ انخفاضكَ الّذي لا يذودُ عنْ سعيِ الآبارْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صورة بانورامية لحياة السيدة "هـ"

إلى امرأة نعرفها جميعًا