31-مارس-2018

فرص المغرب لاستضافة مونديال 2026 أفضل من المرات السابقة (Viva Morocco)

في غضون شهرين من الآن، سيصوت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اختيار مضيفي كأس العالم لكرة القدم لعام 2026، حيث يتنافس المغرب مع عرض الولايات المتحدة وكندا رفقة المكسيك.

للمرة الخامسة في تاريخه، يتقدم المغرب بعرض رسمي للفيفا، لتنظيم واحتضان كأس العالم لكرة القدم

وكان المغرب قد قدم رسميًا عرضه لاحتضان مونديال 2026 لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم في 16 آذار/مارس الماضي، للمرة الخامسة في تاريخه دون أن يحالفه الحظ في المرات السابقة، إلا أن احتمال النجاح هذه المرة في الظفر به لا يبدو بعيدًا جدًا كما سنرى.

اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم لكرة القدم.. أهم الحقائق والأرقام في تاريخ البطولة

هل يستطيع المغرب حقًا تنظيم كأس العالم 2026؟

لكي يربح ورقة تنظيم مونديال 2026، على المغرب الحصول على 104 صوت من أصل 207 صوت من أعضاء "الفيفا"، ويشمل ذلك 55 دولة أفريقية و47 دولة آسيوية، بالإضافة إلى البلدان الأوروبية ودول القارة الأمريكية.

مبدئيًا، يعترف مسؤولو حملة المغرب 2026، أنه إذا تم تنظيم كأس العالم غدًا، فإنه لن يكون قادرًا على استضافة البطولة، بسبب عدم جاهزية البنية التحتية اللازمة لتنظيم كأس العالم، إلا أنه وضع خططًا في ملف عرضه، لتوفير 14 ملعب موزعة على 12 مدينة مغربية، تلبي معايير الاتحاد الدولي (الفيفا)، بحلول سنة 2026. وهي مهمة ليست بتلك الصعوبة بالنظر إلى أن هناك 10 ملاعب جاهزة سلفًا.

وصحيح أن شبكة النقل داخل المغرب لا تستطيع أن تنافس العرض الموحد المقدم من قبل الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ولكنها ليست أسوأ من البرازيل التي استضافت كأس العالم في عام 2014، فهناك حوالي 15 مطار دولي في المغرب، بجانب شبكة طرقية منتشرة في ربوع البلاد، وسيدشن هذا العام أول قطار فائق السرعة في أفريقيا بالمغرب.

ولأجل ذلك، يخصص المغرب ميزانية قدرها 15.8 مليار دولار، منها مليار و200 مليون دولار لتشييد ستة ملاعب جديدة، فيما سيخصص 9,6 مليار دولار للاستثمار في البنى التحتية المرتبطة بالمواصلات والمستشفيات والمراكز الصحية حتى تستجيب للمواصفات التي تفرضها الفيفا.

خصص المغرب ميزانية قدرها 15.8 مليار دولار لتجهيز البنية التحتية وإنشاء الملاعب بما يتناسب مع استضافة كأس العالم

وقد أثارت هذه الميزانية الضخمة استياء قسم من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروها "إهدارًا للمال العام"، في الوقت الذي يفتقد فيه المواطنون للشغل والخدمات الصحية والتعليمية الجيدة. فيما رأى آخرون في حال احتضان كأس العالم فرصة للبلاد للعمل والتطوير تحت ضغط الفيفا.

ماهي نقاط قوة العرض المغربي ونقاط ضعفه؟

ربما يكون جانبه السياحي ومنطقته الزمنية المتواجدة على خط غرينيتش، هما الميزتان الأساسيتان وربما الوحيدتان التي يمتلكهما المغرب لمنافسة العرض الأمريكي الكندي المكسيكي، إذ تحول البلد خلال السنين الأخيرة إلى وجهة سياحية آمنة نسبيًا، بعد الاضطرابات الأمنية التي ضربت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلًا عن بعض المناطق السياحية المغرية للأجانب، كالشأن مع مدينة مراكش الحافلة بالتقاليد الشعبية، وشواطئ أكادير المطلة على الساحل الأطلسي.

اقرأ/ي أيضًا: انعزالية ترامب تهدد ملف كأس العالم 2026

بيد أن الميزة التي يمكنها أن تقلب الموازين لصالح المغرب، هي تموقعه في منطقة زمنية قريبة من أوروبا، تجعلها بقعة مفضلة لدى الفيفا، إذ ستتمكن كل أوروبا وأفريقيا من مشاهدة جميع المباريات، وسيتمكن عاشقو الكرة المستديرة في الأمريكيتين وآسيا من مشاهدة بعض المباريات في ساعات معقولة، وهو ما سيزيد إيرادات البث التلفزيوني للمباريات إلى أقصى حد، الإيرادات التي ستصب في خزائن الفيفا.

فضلًا عن أن شمال أفريقيا هي أرض جديدة بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم، فلم يسبق للنصف الشمالي من القارة الأفريقية أن استضاف كأس العالم على مدى تاريخ انطلاقه، على عكس أمريكا الشمالية التي سبق لها أن احتضنت ثلاثة كؤوس عالمية.

في المقابل، لا يتوفر المغرب لحد الآن على بنية تحتية جاهزة وفق المواصفات الدولية، بل لا أحد من الملاعب المقترحة مستعد حاليًا لاستضافة كأس العالم، وهنا يكمن التحدي الصعب، المتمثل في مدى قدرة المغرب على إقناع اتحادات الفيفا حول سبب أحقيته بتنظيم البطولة في سنة 2026، رغم ثغرات بنيته التحتية، بينما تملك أمريكا الشمالية أكثر مما يكفي من الملاعب الحديثة الكبيرة الجاهزة لاستضافة البطولة اليوم قبل الغد.

وثمة تحدٍ آخر يقع على عاتق المغرب أيضًا، وهو أنه يجب عليه إقناع العالم بقدرته على تنظيم كأس العالم في مناخ هادئ وآمن، فبالرغم من أن المغرب لم يعان من الهجمات الإرهابية الكبيرة منذ عقدين، إلا أنه يعرف احتجاجات اجتماعية متوالية في الفترة الأخيرة، بجانب الاضطرابات السياسية المشتعلة في بعض دول شمال أفريقيا، خصوصًا في ليبيا، وهي الأخطار الخارجية التي من شأنها ربما أن تثير مخاوف الفيفا بشأن قضية الأمن.

ومع ذلك يبقى المغرب منافسًا حقيقيًا للعرض الأمريكي وحلفائه في استضافة كأس العالم، كما تنظر مجلة فوربس الأمريكية، إذ في الغالب سيحصل على دعم معظم بلدان أفريقيا والشرق الأوسط في التصويت، وكذا دعم عدد من البلدان الأوروبية التي تربطها علاقات وثيقة بالبلاد، مثل إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبلجيكا، كما أنه من المرجح أن تدعم روسيا وحلفاءها المغرب بدلًا من محاولة الولايات المتحدة، لأسباب سياسية.

يمثل المغرب منافسًا حقيقيًا لأمريكا في استضافة مونديال 2026، فيرجح حصوله على دعم أغلب دول أفريقيا والشرق الأوسط وروسيا وحلفائها

إذا استطاع المغرب الظفر بأغلبية أصوات أعضاء الفيفا في 13 حزيران/يونيو المقبل، فسيكون ثاني بلد أفريقي يحظى بتنظيم كأس العالم بعد جنوب أفريقيا في 2010، وإلا سيكون على المغرب الانتظار حتى سنة 2034 لتجربة حظه مرة أخرى، بالنظر إلى أن الأرجنتين تتجهز لتقديم عرض مشترك بمعية الأوروغواي لاستضافة مونديال 2030، وهو عرض سيحظى بالدعم الأوروبي الكامل على الأرجح.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ثلاثي شمال إفريقي في المونديال للمرة الأولى منذ 1986

19 حقيقة مثيرة عن النسخة الأولى لكأس العالم