05-سبتمبر-2019

لا يملك اليمنيون لمواجهة أسراب الجراد سوى اصطيادها (أ.ف.ب)

خلال الأسابيع القليلة الماضية، غزا الجراد على اليمن ثلاث مرات، خسرت فيها الجراد كثيرًا من أسرابها بصيد اليمنيين لها لأكلها، لكنها في المقابل أتلفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العديد من المناطق.  

حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، من غزوة جديدة لأسراب الجراد على اليمن، الذي شهد خلال الأشهر الماضية ثلاث غزوات للجراد

وتنحصر سبل مواجهة أسراب الجراد الغازية، على صيدها بأيدي المواطنين، مع حالة التدهور الشامل التي تعرفها البلاد، على خلفية الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.

اقرأ/ي أيضًا: اليمنيون يواجهون أسراب الجراد بالتهامها!

غزوة جراد جديدة على اليمن

ومن المتوقع أن يواجه اليمن أسرابًا أخرى من الجراد خلال الفترة المقبلة، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة، خاصة وأن الجغرافيا والبيئة اليمنية، مواتية لتكاثر الجراد مع هطول الأمطار، لذا قد تمثل هجمة جديدة لأسراب الجراد كارثة زراعية حقيقية.

الجراد في اليمن
ينتظر اليمن غزوة جديدة لأسراب الجراد

ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن أسراب الجراد المنتظرة، ستشتد خطورتها على كل من الهند وباكستان واليمن، كما يتوقع أن يتفاقم أثرها على إثيوبيا وإريتريا.

اليمن خط النار

هذا ويعتبر اليمن من بلدان خط المواجهة الرئيسي للجراد الصحراوي، بسبب مناطق تكاثره الشتوي على امتداد سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، والتي كانت مصدر أوبئة مدمرة في الماضي.

وتزداد خطورة أسراب الجراد مع تعرض المعدات اللازمة لمراقبة حركة الجراد ومكافحتها، خلال سنوات الحرب، إما للدمار أو السرقة والضياع.

وما يزيد من خطورة الوضع كذلك، الأزمة التي يشهدها اليمن على كافة الأصعدة، بما في ذلك الدواء والغذاء، والتي وصفت بأنها الأسوأ في العالم منذ نصف قرن!

وخلال الهجمات الماضية لأسراب الجراد، تكبد المزراعون اليمنيون خسائر فادحة، تفاوتت من منطقة لأخرى حسب كثافة الجراد.

الجراد في اليمن
لا يملك اليمنيون لمواجهة الجراد سوى اصطياده

وتعد العاصمة صنعاء ومحافظات حجة وذمار وصعدة ومأرب وعمران من أكثر المناطق اليمنية تضررًا من هجوم الجراد. 

وفي منتصف شهر آب/أغسطس المنصرم، بدأ الجراد بالانتشار في مناطق السهل التهامي غربي اليمن، وهي المناطق التي تمثل سلة غذائية للبلاد، وتمد الأسواق بأهم المحصولات الزراعية

الزراعة في موسم الجراد

لا تُزرع معظم المحاصيل في اليمن إلا في فصل الصيف، حيث موسم نزول الأمطار، وهو نفسه الموسم الذي تكثر فيه هجمات أسراب الجراد، كونه الملائم لتكاثرها.

وبسبب الأزمة التي تعرفها البلاد على خلفية الحرب، عملت منظمة الفاو على جمع 300 ألف دولار أمريكي، لاستخدامها في مكافحة الجراد، بتوفير المعدات اللازمة، بعد تدمير وتلف وسرقة معظم المعدات في اليمن.

وفي هذا السياق، قالت منظمة الفاو، إنها ستعمل على مساعدة حوالي 100 ألف من المزارعين ومربي الماشية، خاصة في محافظات لحج وشبوة وحضرموت وأبين وصنعاء والحديدة.

الجراد في اليمن
يزيد من خطورة هجمات الجراد على اليمن، المجاعة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب

يُذكر أن الجراد الصحراوي، الذي يهدد اليمن بهجوم جديد قريبًا، يعيش لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، تضع خلالها الأنثى الواحدة ما يقارب 300 بيضة.

ما يزيد من خطورة هجمات الجراد، الأزمة الشاملة التي يعيشها اليمن بسبب الحرب، والتي وصفت بأنها الأسوأ منذ نصف قرن

ويمكن للجرادة الواحدة أن تستهلك ما يعادل وزنها من الطعام كل يوم، فيما يبإمكان سرب صغير جدًا من الجراد، أي يأكل طعامًا يعادل ما يستهلكه 35 ألف إنسان تقريبًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسؤول أممي: اليمن يتراجع أكثر من 20 عامًا للوراء

وباء حرب اليمن.. موجة رابعة من الكوليرا تتفشى في البلاد