16-أكتوبر-2016

حركت السلطات الصينية الآلاف من الجنود والدبابات لسحق الاحتجاج في ميدان تيانامين، والذي استمر لشهور، الأمر الذي أدى لمقتل المئات من الأشخاص ( مانويل سانتيا/أ.ف.ب)

قالت جماعة حقوقية صينية، إن الصين تخطط لإطلاق سراح آخر سجين من سجناء احتجاجات تيانانمين، بعد أكثر من 27 عامًا من وجوده خلف القضبان، الرجل سيعود للعالم مريضًا، جسديًا وعقليًا، كما نقلت صحيفة الواشنطن بوست عن الجماعة.

في هونج كونج ما زال يتم إحياء ذكرى فض اعتصام ميدان تيانانمين عام 1989، عن طريق إشعال الشموع وبحضور الآلاف من الأشخاص

مياو ديشون، وهو عامل من بكين، لم يكن شخصية قيادية في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية والإصلاح، وقتها، ولكنه مع ذلك، واجه حكمًا بالإعدام، بتهمة إلقاء سلة على دبابة تحترق، في 4 حزيران/يونيو 1989، أثناء محاولة السلطات لفض الاعتصام.

اقرأ/ي أيضًا: أمريكا تقرر..لا ضربات لبشار حاليًا

عقوبة الإعدام على ديشون تم تخفيفها بعد ذلك إلى السجن مدى الحياة، قبل أن تخفف مرة أخرى، كما قالت مؤسسة هوا دوي، وهي مجموعة حقوقية صينية، تدافع عن السجناء السياسيين في الصين، ومقرها في سان فرانسيسكو الأمريكية.

في عمر الـ51، يكون ديشون قد أمضى أكثر من نصف عمره داخل السجن، وفقد كل اتصاله مع العالم خارج السجن، حيث توقفت عائلته عن زيارته قبل أكثر من عشر سنوات.

ديشون يعاني من "التهاب الكبد B" ومن الشيزوفرينا. أحد زملاء ديشون السابقين في السجن يتذكره كرجل نحيف يرفض المشاركة في أعمال السجن، وهو ما كان يعرضه مرارًا للتعذيب وللحبس الانفرادي نتيجة لذلك.

ويذكر أنه في يومي الـ3و4 من حزيران/يونيو 1989، حركت السلطات الصينية الآلاف من الجنود والدبابات لسحق الاحتجاج في ميدان تيانانمين، والذي استمر لشهور، الأمر الذي أدى لمقتل المئات من الأشخاص على الأقل، وسجن أكثر من 1600 نتيجة لذلك.

اقرأ/ي أيضًا: لأول مرة..مصر وروسيا تقيمان مناورات عسكرية مشتركة

وشهد ذلك اليوم، الصورة الشهيرة لوقوف رجل الصين أمام عشرات من الدبابات لمنع وصولها إلى الميدان لتفرق المحتجين، وهي الصورة التي تعتبر واحدة من أشهر الصور الاحتجاجية في التاريخ.

ميدان-تيانانمين.jpg

 

اليوم، الشباب الصيني يعلم القليل عن هذه الأحداث التي مثلت التحدي الشعبي الأكبر لحكم الحزب الشيوعي في الصين، لكن في هونج كونج ما زال يتم إحياء الحدث عن طريق إشعال الشموع بحضور الآلاف من الأشخاص.

"وو وينجان"، وهو متمرد سابق ورسام، عاصر ديشون في السجن منذ 1990 حتى 1994، يقول إن رفض مياو المستمر للاعتراف بتهمته، أو كتابة خطابًا للتوبة عنها، هو أحد أسباب استمرار سجنه كل هذه المدة الطويلة.

إطلاق السراح من السجن قد لا يعني بالضرورة مزيدًا من الحرية

مؤسسة هوا دوي قالت إنه كان من المنتظر أن يتم الإفراج عن مياو يوم السبت الماضي، بعد تخفيض 11 شهرًا من عقوبته، لكن التاريخ لم يكن مؤكدًا، وينتظر الإفراج عنه في أي لحظة.

"هيو جيا"، وهو ناشط حقوقي بارز، قال إن حياة مياو قد دمرت، وأنه بحاجة لإعادة تكييف نفسه مع حياة جديدة مختلفة تمامًا عن الحياة التي عرفها قبل سجنه.

وقال جيا إن ديشون "قد يجد نفسه خرج من السجن لصغير، إلى سجن آخر أكبر، ومن المحتمل أن يجد نفسه محاطًا برقابة أمنية، حتى بعد إطلاق سراحه"، قبل أن يضيف أن "إطلاق السراح من السجن قد لا يعني بالضرورة مزيدًا من الحرية".

من جانبه، قال "تشي وينج" وهو محتج فقد ساقه أثناء فض الاحتاجات في تيانانمين إنه متحمس لأنباء إطلاق سراح مياو ديشون مضيفًا: "نحن من نفس الجيل.. الجيل المقموع".

اقرأ/ي أيضًا: 

فهم الاستراتيجية الصينية عن طريق ثقافتها

ما الذي دفع الصين للانخراط في الحرب السورية؟