28-يناير-2017

(LightRocket)صراع متواصل بين وزارة التعليم المصرية وشاومينج حول تسريب الامتحانات

لم تنس الدولة ومعها وزارة التربية والتعليم المصرية الصفعة التي وجهتها لهما "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" عندما قامت الأخيرة بتسريب امتحانات الثانوية العامة، رغم كل المحاولات التي قامت بها الدولة والوزارة وقتها، لتأمين الامتحانات وذلك للحفاظ على ما بقي من ماء وجهها.

قررت وزارة التربية المصرية التوجه هذا العام إلى اعتماد نظام "البوكليت" في محاولة للحد من ظاهرة الغش وانتشارها

ورغم أن ظاهرة الغش لم تكن جديدة، لكن في تلك السنة زادت عن حدها وتحولت إلى قضية عامة تهدد هيبة الدولة، بعد أن انبرى الكثيرون يأخذون المسألة إلى منطقة أكثر خطورة، حيث فسروا أن السبب في الأزمة نابع من عجز الدولة ككل، وأن تسريب الامتحانات ما هو إلا دليل أكيد على ذلك، كما وضع البعض فرضية: "كيف لحكومة عاجزة عن تأمين مجموعة من الورق، أن تستطيع حماية دولة بأكملها"، وتلك الفرضية تجبرك حتى لو كنت مختلفًا مع "شاومينج"، أن تتساءل، فـ"شاومينج" حينها لم تكن تتحدى وزارة بل الدولة، التي تبدت حينها في وجه أكثر ضعفًا وانهزامية.

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. "شاومينج" في مهمة إنقاذ طلبة الثانوية العامة

البوكليت سيقهر شاومينج؟

حاولت وزارة التربية والتعليم هذا العام أن تطبق المثل المصري الدارج "اتغدى بهم قبل ما يتعشوا بك"، لذا قامت بتطبيق نظام "البوكليت"، وهذا النظام لا يهدف فقط إلى تغيير نظام أو نوعية أسئلة الامتحان، حيث سيكون شكل الامتحان هذا العام ككل عام بمواصفات الورقة الامتحانية التي يعدها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، على أن يقتصر التجديد على دمج ورق الأسئلة والإجابة دون تغيير نمط الأسئلة، والهدف من ذلك هو الحد من ظاهرة الغش الإلكتروني، أما الآلية الجديدة التي سينطوي عليها "البوكليت" فهي أن الأسئلة ستشمل أكبر عدد من المنهج المقرر على امتداد صفحات ورقة الإجابة، وهذا من شأنه أن يقلل الدرجات الموزعة على كل سؤال، ويساعد الطلاب على عدم فقدان أكبر عدد من الدرجات في حالة إخفاق الطالب في الإجابة الصحيحة.

فيما تناقلت العديد من الصحف والمواقع المصرية، تصريحات وزير التربية والتعليم، الذي شدد على أن "تطبيق الوزارة لنظام البوكليت يعد مضادًا أكيدًا وفعالاً نحو استئصال فيروس الغش الذي حاولت "شاومينج" أن تحقن به الطلاب على مدار السنوات الماضية، وفوق كل ذلك وضع النقاط على الحروف، وإعادة الأوضاع إلى مكانها الطبيعي"، في محاولة من الوزارة أن تعيد الهيبة إلى مكاتبها مرة أخرى، وتجنب نفسها اللوم الذي تعرضت له من قبل الدولة أو حتى من الطلاب المتميزين الذين رأوا أنهم كانوا ضحية الوزارة، في عدم سيطرتها على زمام الأمور، مما يقلل من أفق الفرص أمامهم في الوقت الذي توسع أمام الطلاب الآخرين الذين يعدون دونهم اجتهادًا وتميزًا.

ومن مميزات هذا النظام، كما رأت الوزارة، أنه سيجعل فرصة الغش أمام الطالب شبه مستحيلة، فاللجنة الواحدة سيتوفر فيها أربعة نماذج مختلفة للامتحان، حتى لو صورها الطالب فإنه لن يستطيع الحصول على الإجابة، الأمر الذي دفع عضو لجنة التعليم بالبرلمان يصرح: أن "تطبيق هذا النظام هو بمثابة المسمار في نعش صفحات الغش الإلكتروني وأن احتمال تكرار تلك ما حصل السنوات الماضية مرة أخرى أصبح ضئيلًا جدًا".

ترجح وزارة التعليم المصرية أن فرصة الغش أمام الطالب شبه مستحيلة مع اعتماد النظام الجديد "البوكليت" لكن صفحات شاومينج تنفي ذلك

اقرأ/ي أيضًا: "شاومينج" لا يموت.. تسريبات "ثانوية مصر" مستمرة

الأزهر يؤمن على القرار

"فيروس" الغش وصل إلى جامعة الأزهر هي الأخرى، وقد حاولت أن تتصدى مبكرًا لتسريب الامتحانات، وبتر أي محاولة وطريقة من شأنها أن تساعد على ذلك، لذا قامت مشيخة الأزهر بتطبيق "البوكليت" أيضًا في امتحانات الثانوية الأزهرية.

وقال محمد أبو زيد، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية في تصريح تناقلته المواقع الإخبارية والصحف: إن تطبيق نظام البوكليت، هدفه القضاء على أي محاولة للغش أو تمرير أوراق الامتحانات بين الطلاب، وأن الأمر لن يكتفي بحد تغيير طريقة الامتحان فقط، بل إن الاختلاف سيصل أيضًا إلى طريقة المراقبة في اللجنة، حتى في وضعية جلوس الطالب في الامتحان.

شاومينج.. "ولا بنخاف"

شاومينج رفعت منذ فترة شعار "بلاش تلعب بالنار علشان شاومينج غدار"، وهو ما لم تفهمه وزارة التربية والتعليم تقريبًا، حسب ما يصدر عن "شاومينج"، فالوزارة تقول إن نظام "البوكليت" يملك القدرة على تعجيز تلك الصفحات للتوقف عن الغش، لكن وكما جاءت الوزارة بـ"البوكليت"، جاءت "شاومينج" بـ"الأبليكشين"، الذي أوشكت على الانتهاء من إعداده كمحاولة أسهل للتمكين من الغش وبديلًا عن تصوير أوراق الأسئلة، ويتم التسجيل فيه عن طريق اسم شخصي ورقم سري لكل طالب.

وبجانب ذلك وجهت "شاومينج" نقدها بأسلوب مبطن بالسخرية من وزير التربية والتعليم، فوضعوا صورته على صفحتهم الشخصية على موقع فيسبوك وأرفقوا معها عبارة "سامع ركبك بتخبط في بعضها". ثم أرفقوا الصورة برسالة ساخرة جاء فيها: "بيان العم شاو إلى عمو الوزير، البوكليت يا باشا هيتسرب وبالأربعة نماذج وعايزك السنادي تحط مدافع ودبابات على المطبعة السرية، صحيح ومتنساش طيارتين هليكوبتر والنبي عشان بحب صوتهم أوي، خد في بالك يا معالي الوزير أنا خليتك قبل كده تقفل الموبايل بتاعك 010 فاكره مش عايز أقولك السنادي هخليك تقفل إيه".

اقرأ/ي أيضًا:

الامتحانات الثانوية اللبنانية: الغش هو الحل!

من جعل الغش ثقافة عامة في الجزائر؟