في أمسية كروية لا تُنسى، خطف إنتر ميلان بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوزه المثير على برشلونة الإسباني بنتيجة 4-3 بعد التمديد (7-6 بمجموع المباراتين)، في مباراة درامية جرت على ملعب "جوزيبي مياتزا" ضمن إياب نصف نهائي البطولة.
المواجهة كانت أشبه بفيلم سينمائي مليء بالتحولات، حيث تقاسم الفريقان السيطرة، وتبادلوا الأهداف في عرض كروي مذهل امتد لـ120 دقيقة، حسمه البديل دافيدي فراتسي بتسجيله هدف الفوز القاتل في الشوط الإضافي الأول.

دخل إنتر ميلان اللقاء وهو يعلم أن التعادل لا يكفيه بعد نتيجة الذهاب التي انتهت بالتعادل 3-3، فلم يركن للدفاع، بل بادر للهجوم وأرسل إشارات قوية منذ البداية. لكن هذه الإشارات كانت أكثر قوة وخطورة من قبل برشلونة، والذي أراد تسجيل هدف في الثواني الأولى، أسوة بما فعله الإنتر ذهابًا.
بلغ إنتر نهائي دوري أبطال أوروبا بعد لقاء ملحمي مع برشلونة، فقلب تأخره إلى فوز بعد التمديد بنتيجة 4-3، وبحصيلة 7-6 من مباراتي الذهاب والإياب
لكن الهدف أتى لصالح أصحاب الأرض في الدقيقة 21، حينما افتتح لاوتارو مارتينيز التسجيل من هجمة مرتدة خاطفة، قبل أن يتحصل بنفسه على ركلة جزاء بعد تدخل من جول كوندي، ترجمها هاكان تشالهان أوغلو إلى هدف ثانٍ قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، ليضع النيراتزوري قدمًا في النهائي.
في الشوط الثاني، عاد برشلونة إلى اللقاء بروح قتالية، ونجح إيريك غارسيا في تقليص الفارق عند الدقيقة 54 من متابعة ذكية داخل منطقة الجزاء، ثم أضاف داني أولمو هدف التعادل بعد ست دقائق فقط برأسية متقنة.

التعادل 2-2 أعاد برشلونة للحياة، ومع توالي الدقائق ازدادت وتيرة الضغط على مرمى الحارس يان سومر الذي تألق في عدة مناسبات أمام تسديدات لامين يامال ورافينيا. وفي الدقيقة 87، ظن الجميع أن برشلونة حسم التأهل حين تابع رافينيا كرة مرتدة من زومر وأسكنها الشباك، ليتقدم الفريق الكتالوني 3-2 ويبدو أن النهائي أصبح على مرمى حجر، بل كاد برشلونة أن يضيف الهدف الرابع في الوقت بديل الضائع، إلا أن القائم رفض تسديدة يامال.
لكن إنتر لم يرفع الراية البيضاء، ففي الوقت بدل الضائع، أرسل دينزل دومفريس تمريرة عرضية إلى المدافع المخضرم فرانشيسكو أتشيربي، الذي سدد مباشرة داخل الشباك معلنًا عن هدف التعادل (3-3)، في أول أهدافه الأوروبية خلال مسيرته الممتدة لـ20 عامًا، ليأخذ المباراة إلى شوطين إضافيين وسط فرحة جنونية من جماهير "الجيوسيبي مياتزا".

دخل الإنتر الأشواط الإضافية بمعنويات عالية، خصوصًا بعد نجاته من وداع البطولة في الوقتين الإضافيين، إلا أن قلب المعطيات لصالحه في الدقيقة 99، عندما كتب البديل دافيدي فراتسي اسمه بأحرف من ذهب، حين استقبل تمريرة رائعة من ماركوس تورام، راوغ مدافع برشلونة الشاب باو كوبيارسي، وسدد كرة مقوسة بذكاء في الزاوية البعيدة للحارس تشيزني، ليمنح إنتر التقدم 4-3 وسط انفجار جماهيري في مدرجات الإنتر.
رمى برشلونة بكل ثقله الهجومي، من أجل تسجيل التعادل، فيما تراجع كل لاعبي الإنتر نحو الدفاع، ومع ذلك كاد يامال أن يضيف هداف التعديل، إلا أن تسديدته أبعدها ببراعة الحارس السويسري سومر، والذي سار بفريقه إلى النهائي.
بهذا الانتصار، يحجز إنتر ميلان مقعده في نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، بعد خسارته نهائي 2023 أمام مانشستر سيتي. وسيواجه في النهائي الفائز من مواجهة باريس سان جيرمان وأرسنال، علمًا أن النادي الفرنسي فاز ذهابًا بملعب الإمارات بهدف دون رد.

إنتر، بقيادة سيموني إنزاغي، أثبت أنه يملك روحًا قتالية عالية وأسماء قادرة على صناعة الفارق في اللحظات الحرجة، ويبدو أكثر جاهزية من أي وقت مضى لتحقيق الحلم الأوروبي الرابع في تاريخه، من خلال حضوره السابع في المباراة النهائية.