28-أكتوبر-2019

يواجه أسرى داعش لدى قسد مصيرًا مجهولًا بعد اغتيال أبو بكر البغدادي (يوتيوب)

بطريقة تشبه ما يحدث في الأفلام الأمريكية؛ تم قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في سوريا، عقب عملية إنزال للقوات الأمريكية. غارات جوية؛ ومطاردة بالكلاب وأنفاق وحزام ناسف، تفاصيل سردها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال إعلانه رسميًا عن انتصاره الكبير في سوريا، وذكر ترامب في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض تفاصيل العملية التي انتهت بتحول البغدادي إلى أشلاء، في حين ما يزال مجهولًا مصير أسرى التنظيم المحتجزين لدى ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية بعد مقتل زعيمهم.

يتزامن مقتل  البغدادي مع إعلان ترامب انسحاب قوات بلاده من شمالي سوريا، بعد شن تركيا والجيش الوطني السوري عملية نبع السلام ضد قوات سوريا الديمقراطية

وقال ترامب: "أنا أبحث عنه (البغدادي) منذ 3 أعوام. العملية الحقيقية بدأت منذ أسبوعين وشاركنا مع أناس رائعين وأذكياء للغاية المعلومات، البغدادي يغير أماكن وجوده ولديه نقود كافية للتنقل، وبالتالي تضطر لتغيير خطتك ومن ثم حصلنا على تأكيد وتحقق من مكانه".

اقرأ/ي أيضًا: الدليل المختصر لفهم إستراتيجية داعش الإعلامية

وتابع قائلًا: "تحدثنا للروس وقلنا لهم نحن قادمون. لقد حلقنا فوق مناطق تحت سيطرتهم، قالوا لنا شكرا لإبلاغنا وكانوا جيدين، لم يعرفوا السبب قلنا لهم ستكونون سعداء، لقد عرفوا المنطقة التي سنحلق فوقها". فيما أشار إلى تعاون أطراف أخرى.

ويتزامن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية مع إعلان ترامب انسحاب قوات بلاده من شمالي سوريا، بعد شن تركيا والجيش الوطني السوري عملية نبع السلام ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المسؤولة عن احتجاز عدد كبير من أسرى التنظيم من جنسيات متعددة في مخيمات بالشمال السوري.

خطة أمريكية لمنع داعش من الظهور

تحدث الرئيس الأمريكي خلال خطاب النصر عن تأمين النفط السوري في مناطق سيطرة قسد شرقي سوريا، مشيرًا إلى أن تنظيم الدولة يغتني من النفط، كما طلب من الميليشيات الكردية الانسحاب لـ7 أميال، لافتًا أن تركيا تتكبد خسائر في الأرواح بسبب سعهيا لإقامة المنطقة الآمنة، وتابع: " نريد جنودنا أن يعودو إلى الوطن".

في السياق قال السناتور الجمهوري لينزي جراهام إن قادة عسكريين أمريكيين يعدون خطة من شأنها منع تنظيم الدولة الإسلامية من العودة للظهور في سوريا ومنع وقوع النفط السوري في أيدي إيران أو التنظيم المتشدد.

وأضاف جراهام للصحفيين بعد أن تلقى إفادة من رئيس هيئة الأركان المشتركة في البيت الأبيض، إن "هناك خطة قيد الإعداد من هيئة الأركان المشتركة أعتقد أنها قد تنجح.. قد يمكنا ذلك مما نريد لمنع داعش من العودة للظهور ومنع إيران من الاستيلاء على النفط وداعش من الاستيلاء على النفط". وتابع قائلا "أشعر إلى حد ما بأن خطة يجري إعدادها ستلبي أهدافنا الجوهرية في سوريا".

ما مصير أسرى داعش؟

قال المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إنه تم تحرير عشرات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منذ أن بدأت تركيا عملية "نبع السلام" في شمالي شرقي سوريا، حسب وكالة رويترز.

وقال جيفري في جلسة للكونغرس ردًا على سؤال للسناتور الديمقراطي كريس كونز إن كان يعرف عدد مقاتلي الدولة الإسلامية الذين تم تحريرهم: "أقول عشرات (منهم) في هذه المرحلة". من جهته شدّد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون على أن "مكافحة" تنظيم الدولة الإسلامية تُعد حجر الزاوية في عمليات تركيا الرامية إلى مكافحة الإرهاب بسوريا. جاء ذلك، في تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر"، وأشار إلى أن تركيا ستواصل القبض على عناصر التنظيم، بما في ذلك الذين أطلقتهم قسد من السجون في الأسابيع الأخيرة، وستسلمهم إلى العدالة.

وتابع المسؤول الرئاسي التركي: "سنتعاون مع دول المصدر لضمان إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب المنتمين لداعش إلى بلادهم". وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو قد قال في وقت سابق إن بلاده لن تكون مسؤولة عن مقاتلي "داعش" المحتجزين في المناطق الواقعة خارج المنطقة المخطط إقامة منطقة آمنة فيها بسوريا، حسب وكالة الأناضول.

وأوضح الوزير التركي أن العملية تهدف إلى القضاء على العناصر والمخاطر الإرهابية التي تهدد تركيا من الجانب السوري وإقامة منطقة آمنة، وإعادة الاستقرار للمنطقة، وتمكين السوريين من العودة إلى منازلهم. وأكد جاويش أوغلو أن "عمق المنطقة الآمنة يصل إلى 30 كم، وفي بعض المناطق سيزيد وبعض المناطق الأخرى سينخفض هذا العمق".

وعن مصير عناصر تنظيم داعش المحتجزين لدى ميليشيا قسد، سواء في المعسكرات أو السجون، قال جاووش أوغلو، إنه "إن كانت هذه المعسكرات أو السجون التي يحتجز بها إرهابيو داعش واقعة داخل المنطقة الآمنة، فإن تركيا ستكون مسؤولة عنهم، وفي حال وقعت خارج المنطقة الآمنة، فإنه على الولايات المتحدة أو الدول الأخرى أن تتولى مسؤوليتهم".

وأضاف: "نحن غير قادرين على الوصول إلى هناك (عناصر داعش المحتجزين في سجون إرهابيي ي ب ك)، فالولايات المتحدة والدول الأخرى صرحوا بشكل واضح أنهم باقون في الجنوب، وأما الباقين جنوب المنطقة الآمنة التي سنشكلها، فالولايات المتحدة والآخرون هم المسؤولون عنهم".

وشدد وزير الخارجية التركي على أن المدن والقرى التركية المتاخمة للحدود مع سوريا، تعرضت لأكثر من ألف اعتداء وتحرش من قبل "التنظيمات الإرهابية" في سوريا، خلال العام الأخير. وكانت وكالة الأناضول قد كشفت عن إخلاء سجن في تل أبيض في سوريا من مقاتلي داعش التي ذكرت وكالة الأنباء التركية أنادولو أن مقاتلي الأكراد أطلقوا سراحهم.

وأبلغت مصادر أمنية الأناضول أن السجن، الذي كانت تركيا تخطط للسيطرة عليه كجزء من حملتها العسكرية في شمال سوريا، قد تم العثور عليه فارغًا. ولم يتم العثور على مقاتلين من داعش في المبنى الذي تم التخلي عنه وأبوابه مفتوحة بالكامل. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن "لدينا صور ومقاطع فيديو تصور إرهابيين من وحدات حماية الشعب الكردية أثناء إجلائهم لسجن، حيث يتم احتجاز إرهابيي داعش في شمال سوريا".

داعش على وسائل التواصل الاجتماعي

لجأ تنظيم داعش إلى استخدامTikTok ، وهو التطبيق الموسيقي الشعبي الذي يحظى بشعبية بين المراهقين، لنشر أيديولوجيته بينهم. ويقال إن تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي المملوك للصينيين قد أزال العشرات من الحسابات التي تتضمن دعاية داعش في خرق لشروط خدمته.

ونقل موقع "مونيتور" الأمريكي عن المتحدثة باسم التطبيق في بيان: "هذا تحد على مستوى الصناعة يعقده ممثلون سيئون يسعون بنشاط للتحايل على تدابير الحماية، لكن لدينا فريق مكرس للحماية بقوة من السلوكيات الضارة على TikTok، واستفاد داعش بنشاط من منصات الوسائط الاجتماعية الشهيرة مثل Twitter و Facebook و YouTube لاكتساب مجندين.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" لأول مرة في أعقاب تحقيق أجرته وكالة استقصاء وسائل التواصل الاجتماعي "ستوريفول" ، مقاطع فيديو تظهر مقاتلي داعش يحملون البنادق وكلمات جهادية تستخدم التسمية العربية "الشوق إلى الجهاد" مع رموز تعبيرية عن الزهور الوردية وهتافات وأغاني ولاء باللغة العربية. و ذكرت جريدة وول ستريت جورنال أن الجثث تجمعت في الشوارع - وتم تعديل بعضها باستخدام مرشحات TikTok ذات القلب والنجمة في محاولة محتملة لجعل مقاطع الفيديو أكثر جاذبية للجماهير الأصغر سنًا.

وخلال الشهر الماضي، قام تنظيم الدولة الإسلامية أو حاول شن هجمات في الرقة، العاصمة السابقة "للخلافة". و قد تم السيطرة على المدينة من قبل ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف في عام 2017، لكن داعش يمكن أن يحاول زعزعة استقرار المنطقة، وفقًا لمجموعة الأزمات الدولية، بحسب موقع بزنس إنسايدر.

ويعتقد أن التنظيم لديه شبكات سرية أكثر تطورًا في محافظتي الرقة والحسكة، حيث يقوم بهجمات معقدة وطموحة نسبيًا، وفقًا لتقرير بعنوان "تجنب عودة داعش في العراق وسوريا". ويشير التقرير إلى أن الهجمات المزعومة في مدينة الرقة تبين أن الوضع الأمني في الرقة آخذ في الانخفاض.

وقالت المجموعة إن "الرقة المستقرة هي بديل سياسي لداعش" وهو ما يسعى التنظيم للقضاء عليه. أما الاحتجاجات الشديدة ضد قوات النظام، التي تشق طريقها الآن إلى المنطقة المحيطة بدير الزور وغيرها من المناطق السابقة التي كانت تسيطر عليها ميليشيات الدفاع الوطني، يمكن أن تفتح الباب أمام تجنيد داعش، وفقًا لمعهد دراسات الحرب.

اقرأ/ي أيضًا: المؤشر العربي: كيف ينظر العرب إلى داعش؟

في السياق قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي على تويتر: "البغدادي تقاعد مبكر لإرهابي لكن ليس لتنظيمه". وتابعت "نواصل الحرب ضد الدولة الإسلامية مع شركائنا وسوف نتعامل مع الظروف الإقليمية الجديدة".

يعتقد أن التنظيم لديه شبكات سرية أكثر تطورًا في محافظتي الرقة والحسكة، حيث يقوم بهجمات معقدة وطموحة نسبيًا

وتقول ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية التي تصنفها تركيا على قائمة الإرهاب، إنها تحتجز 70 ألف أجنبي من نحو 60 جنسية منهم متشددون وزوجاتهم وأطفالهم علاوة على آلاف المقاتلين السوريين والعراقيين.