28-سبتمبر-2022

غموض بشأن احتمالية جولة مفاوضات قادمة (Getty)

استأنفت منظمة الطاقة الذرية حوارها مع إيران في فيينا بحسب ما ذكره الثلاثاء، رئيس المنظمة رافاييل غروسي الذي التقى نظيره الإيراني محمد إسلامي،في لقاءٍ هو الأول من نوعه بينهما منذ عدة أشهر، وبالتحديد منذ حزيران/يونيو الماضي.

تعليقًا منها على الحوارات الحالية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعتبرت طهران أن الحوار سيعزز التعاون مع الوكالة "إذا تعاملت معها تقنيًا لا سياسيًا"

وجاء اللقاء حسب غروسي لتوضيح المسائل الإشكالية المتعلقة بالمواقع الإيرانية الثلاثة غير المصرّح عنها والتي سبق للوكالة الدولية أن عثرت فيها على آثار يورانيوم. مع العلم أن أحد شروط طهران للتوقيع على مسودة الاتفاق النووي التي قدمها الاتحاد الأوروبي كان يتمثل في غلق التحقيق في ملف المواقع الثلاثة المشار إليها، وهو المطلب الذي يبدو أنه لم تتم الاستجابة له في ظل تأكيد وكالة الطاقة الذرية أنّها غير قادرة على ضمان "الطابع السلمي الصرف" لبرنامج طهران النووي.

من جهته، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي استئناف المناقشات بين الوكالة وإيران، حول ما وصفها بقضايا الإجراءات الوقائية المعلقة، في إشارة إلى آثار اليورانيوم المكتشفة في مواقع غير مصرح بها لتخصيب اليورانيوم في إيران. وذكرت مصادر غربية أن حوار الوكالة مع إيران يقع حاليًا في صميم مساعي إحياء الاتفاق النووي التي تعثّرت.

وتعليقًا منها على الحوارات الحالية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعتبرت طهران أن الحوار سيعزز التعاون مع الوكالة "إذا تعاملت معها تقنيًا لا سياسيًا"، وفقًا لما جاء على لسان وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان. حيث جادلت إيران طيلة الفترة القليلة الماضية على أن عمل الوكالة مسيّس وأنها ترضخ لضعوط إسرائيلية. علمًا بأن الوكالة  أصدرت مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الجاري تقريرًا حاد اللهجة تجاه إيران، عندما أعلنت أنها غير قادرة على ضمان "الطابع السلمي الصرف" لبرنامج إيران النووي.

أما رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي فقال إن بلاده "تتوقع من الوكالة الالتزام بمصداقيتها، والتوقف عن العمل بناء على ادعاءات"، مصرًّا  على أنه "لا توجد أي نشاطات نووية غير مصرح بها في إيران".

يأتي ذلك في ظل تأكيد وزير الخارجية الإيراني أن "واشنطن لم تتمكن بعد من اتخاذ قرار واقعي في المفاوضات النووية، وأن بلاده لن تترك طاولة المفاوضات لأن الدبلوماسية لا تزال تعمل بشكل جيد" وفق تعبيره.

وجاء تصريح وزير الخارجية الإيراني ردًّا على ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الذي اعتبر"الرد الإيراني على المقترحات التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي خطوة إلى الوراء"، مؤكدًا "عدم وجود فرصة لإبرام الاتفاق في وقت قريب"، ما دامت إيران لم تستجب للشروط الأمريكية.

إيران: نريد غموضًا أقل

وكان وزير الخارجية الإيراني قد قال في مقابلة مع موقع "المونيتور"، إن "لدى الوكالة الدولية أسئلة حول ثلاثة مواقع يورانيوم مزعومة، ونحن مستعدون لتقديم إجابات على هذه الأسئلة".

وردًا على سؤال حول سبب تحفظ طهران على المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة، قال أمير عبد اللهيان إن الأمريكيين نقلوا رسالة في نيويورك الأسبوع الماضي، يطالبون فيها بالتحدث مباشرة. مضيفًا: "نحن لسنا خائفين من إجراء محادثات وجهًا لوجه مع الولايات المتحدة، لكن يجب أن نشعر أنها تريد تغيير قواعد اللعبة، وأنه سيكون هناك نوع من المكاسب بالنسبة لنا".

وشأن ما إذا كانت إيران ستدعم، في ظل غياب المحادثات المباشرة، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة التي ييسرها الاتحاد الأوروبي، لم ير أمير عبد اللهيان حاجة للقيام بذلك

وبشأن ما إذا كانت إيران ستدعم، في ظل غياب المحادثات المباشرة، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة التي ييسرها الاتحاد الأوروبي، لم ير أمير عبد اللهيان حاجة للقيام بذلك بالضرورة، قائلًا إن موقف إيران في الجولات الأخيرة كان يتلخص في جعل الاتفاق أكثر شفافية وأقل غموضًا". لكنه استدرك بالقول إنه إذا شعر الجانب الأمريكي أن هناك حاجة إلى إجراء جولة أخرى، فـ"لن نرفض ذلك".