11-أغسطس-2020

ميليشيات تابعة لقوات الدعم السريع تحارب مع قوات حفتر في ليبيا (تويتر)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشف الحساب الرسمي لعملية بركان الغضب التي تقودها قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية بهدف استعادة مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية من سيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عن رصدها لعشرات الآليات العسكرية الخاصة بمرتزقة الجنجويد السودانية كانت في طريقها إلى سرت شرق العاصمة طرابلس، مما يظهر محاولة قوات حفتر تعزيز تواجدها عسكريًا في المنطقة تحسبًا لخسارتها، مما سيشكل إحراجًا للدول الإقليمية التي تحدت الشرعية الدولية بدعمها لحفتر في الصراع الليبي الراهن.

كشف الحساب الرسمي لعملية بركان الغضب التي تقودها قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، عن رصدها لعشرات الآليات العسكرية الخاصة بمرتزقة الجنجويد السودانية كانت في طريقها إلى سرت شرق العاصمة طرابلس

وقالت "بركان الغضب" في تغريدة عبر حسابها الرسمي على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي إنها رصدت صورًا "تظهر رتلًا مكونًا من 70 آلية مسلحة وشاحنات ذخيرة لمرتزقة الجنجويد المساندين لمليشيات حفتر الإرهابية"، مشيرةً إلى أن "الصور التقطت خلال مرور تلك المليشيات بمنطقة البريقة باتجاه سرت"، وهو ما يؤكد مخاوف قوات حفتر من انطلاق عملية عسكرية ضد منطقة الهلال النفطي في حال تمكنت حكومة الوفاق من استعادة سرت والجفرة.

اقرأ/ي أيضًا: اتفاق تركي روسي بشأن وقف إطلاق النار في ليبيا ومسارات مصرية متناقضة

ووفقًا لعديد التقارير السابقة فإن قوات الجنجويد تم دمجها مع قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم بالسودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" في تموز/يوليو 2019، ويبلغ تعدادها قرابة 50 ألف مقاتل، وكان لها دور عند تأسيسها في عام 2017 بالمشاركة في العمليات العسكرية للحكومة السودانية في بعض الولايات، كما أنها تشارك ضمن التحالف السعودي في اليمن، فضلًا عن تقارير حقوقية وثقت ممارستها انتهاكات بحق المتظاهرين في الاحتجاجات التي عمت الخرطوم العام الماضي، بما فيها مسؤوليتها عن مجزرة القيادة العامة.

وكان حميدتي قد أكد على أن الجنجويد يقاتلون إلى جانب الرياض في الحرب التي تشنها في اليمن منذ عام 2015، وقال حميدتي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية العام الماضي، إن الجنجويد يقاتلون مع الرياض وأبوظبي في اليمن، مضيفًا على حد قوله إن الجنجويد من "أكبر القوات المشاركة في التحالف، حيث يبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي"، مما يعطي صورة مصغرة عن حجم قواته في اليمن، والتي أصبح له دور متعاظم على الأرض، تلاحقها أيضًا اتهامات بتجنيد الأطفال للقتال معها مقابل المال.

في الأثناء شدد مدير إدارة التوجيه المعنوي العميد ناصر القايد على أن ما رصدته قوات الوفاق من استعدادات لمرتزقة مجموعة فاغنر الروسية بالإضافة للجنجويد عبر "قيامها بتحصينات كبيرة، يدل على أنها تريد البقاء أكبر فترة ممكنة في ليبيا"، موضحًا أن المرتزقة الروس يحاولون في المرحلة الراهنة تعزيز وتثبيت مواقعهم على جبهتي سرت والجفرة، في حين أشارت وكالة الأناضول التركية إلى وصول سلاح نوعي لقوات حفتر في منطقة الهلال النفطي الواقعة خلف خط سرت – الجفرة.

كما أشار المسؤول العسكري الليبي إلى أن المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب قوات حفتر في ليبيا، يحاولون استغلال وقف إطلاق النار لاستكمال عمليات التحشيد وإحكام الدفاعات البرية والجوية، وضمان استمرار غلق منطقة الهلال النفطي بما يضمن خدمة المصالح الروسية، ويؤكد على دور موسكو كلاعب رئيسي في الملف الليبي لأطول مدة ممكنة، لافتًا إلى أن سياسة "لا حرب ولا سلم، تخدم الاستراتيجية الروسية في تثبيت أرجل موسكو بجنوب المتوسط لفترة طويلة وبأقل الخسائر".

وقبل أيام قليلة من إعلان بركان الغضب رصدها لآليات عسكرية خاصة بالجنجويد، كشف رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري عن رصد قوات الوفاق وصول أكثر من 110 طائرات تحمل معدات ومرتزقة لدعم قوات حفتر خلال شهر واحد، فيما قالت مواقع مختصة برصد حركة الطيران إن أربع طائرات شحن روسية وصلت إلى مطاري بنينة في مدينة بنغازي، والأبرق في مدينة البيضاء (شرق) يوم 2 آب/ أغسطس، إضافة لرصد هبوط خمس طائرات أخرى في قاعدة القرضابية الجوية في اليوم عينه.

وكانت قوات حفتر قد بدأت هجومًا عنيفًا للسيطرة على العاصمة طرابلس في نيسان/أبريل من العام الماضي، في مقابل حصولها على دعم عسكري وسياسي من أبوظبي، وبشكل خاص القاهرة، وموسكو لاحقًا، قبل أن تتغير موازين القوى العسكرية بعد تقديم الحكومة التركية دعمًا عسكرية وسياسيًا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا في آذار/مارس من العام الجاري، مما ساعدها على استعادة سيطرتها على المناطق التي كانت خارجة عن سيطرتها في محيط العاصمة طرابلس، وإطلاق معركة جديدة للسيطرة على سرت والجفرة.

تأتي التحركات الأخيرة التي ترمي من خلالها قوات حفتر لتعزيز مواقعها في المناطق التي تسيطر عليها خوفًا من أي هجوم محتمل، بالتزامن مع الحراك الذي تقوده واشنطن بشكل نشط مع الأطراف الليبية بهدف خفض التصعيد، والعمل مع الأطراف الليبية الرافضة للتدخلات الخارجية على إيجاد حل سلمي للأزمة اليبية التي مضى عليها ما يقارب عقد من الزمن.

تأتي التحركات الأخيرة التي ترمي من خلالها قوات حفتر لتعزيز مواقعها في المناطق التي تسيطر عليها خوفًا من أي هجوم محتمل، بالتزامن مع الحراك الذي تقوده واشنطن بهدف خفض التصعيد

وقال بيان صادر عن سفارة واشنطن في طرابلس العاصمة يوم الجمعة الماضي، إن مدير مجلس الأمن القومي الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميغيل كوريا، وسفير واشنطن لدى طرابلس ريتشارد نورلاند، توصلا خلال مشاوراتهما عبر دائرة تلفزيونية مع مسؤولين ليبيين إلى ضرورة اتخاذ "خطوات ملموسة وعاجلة" لإيجاد حل منزوع السلاح في سرت والجفرة، وإعادة فتح قطاع النفط الليبي بشفافية كاملة، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

توسع دور المرتزقة الروس في ليبيا.. هل يقتصر حظر الأسلحة الأوروبي على تركيا؟

"النواب" المصري يصوت على التدخل بليبيا.. والإمارات تروج لـ"حتمية مواجهة" أنقرة