13-فبراير-2020

سيكون فيلم "صوفيا" المغربي ضمن 7 أفلام عربية ستعرض في المهرجان الإسرائيلي

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تنظيم البلدية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، مهرجان سينمائيًا خاصًا بمنطقة الشرق الأوسط، بمشاركة أفلام سينمائية من سبع دول عربية، دون أن يصدر عن صناع الأفلام المشاركة في المهرجان تعليق ينفي أو يؤكد موافقتهم على مشاركة أفلامهم التي سيبدأ عرضها اعتبارًا من الأسبوع القادم.

تنظم إسرائيل مهرجانًا خاصًا للسينما، قالت إنها ستعرض فيه 7 أفلام من دول عربية، دون تعليق من صناع هذه الأفلام حتى الآن

أفلام عربية في إسرائيل

وقال الموقع الرسمي لمهرجان "سينما الشرق الأوسط" الذي تنظم فعالياته بالتعاون مع معهد فان لير في القدس، خلال الفترة ما بين يومي 17 و24 من شباط/فبراير الجاري، إن الهدف من عرض الأفلام العربية "تسليط الضوء على أفضل أفلام منطقة الشرق الأوسط، أملًا في تعريف الجمهور المحلي بالثقافات والمجتمعات المتنوعة في المنطقة والقضايا التي تواجهها".

اقرأ/ي أيضًا: التطبيع مع إسرائيل بأموال النفط وملوك الطوائف

وبحسب ما جاء في الموقع الرسمي، فإنه سيرافق عروض الأفلام المختارة للمشاركة في المهرجان، محاضرات قصيرة حول "القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية الواسعة" التي تطرحها نفس الأفلام، من خلال تقديمها لـ"منظورات مبتكرة ومتفردة لمراقبة الواقع والحالة الإنسانية والإبداع"، كما جاء في الموقع.

ولم تتطرق البيانات الصادرة عن إدارة المهرجان لما إذا كانت قد حصلت على أذون مسبقة من صناع الأفلام التي ستعرض، فضلًا عن عدم تعليق أي من صناع الأفلام العربية التي قال موقع المهرجان إنها ستعرض.

وقال حساب "إسرائيل تتكلم بالعربية" على فيسبوك، إن الأفلام التي سيتم عرضها خلال المهرجان هي: فيلم "صوفيا" للمغربية مريم بن مبارك، وفيلم "المومياء" للمصري شادي عبد السلام، وفيلم "ما زلت أختبئ كي أدخن" للجزائرية ريحانة، وفيلم "في سوريا" للبلجيكي فيليب فان ليو، وهو الفيلم الوحيد المشارك في المهرجان بتوقيع مخرج أوروبي.

وبالإضافة إلى الأفلام السابقة يعرض في المهرجان فيلم "Arab Blues" للتونسية مانيل لبابيدي، وفيلم "الحديث عن الأشجار" للسوداني صهيب جاسم الباري، وأخيرًا فيلم "قضية 23" للمخرج اللبناني الفرنسي زياد دويري، الذي نافس بالفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في عام 2018.

وباستثناء فيلم "Arab Blues" الذي سيكون عرضه الأول في صالات السينما اللبنانية اعتبارًا من اليوم 13 شباط/فبراير الجاري، والفيلم الوثائقي "الحديث عن الأشجار" الذي عرض لأول مرة في صالات السينما الفرنسية يوم 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي، فإن أربعة من أصل الأفلام الخمسة المتبقية أنتجت ما بين عامي 2016 و2018، بينما كان فيلم "المومياء" من أقدم الأفلام المختارة، نظرًا لأن تاريخ إنتاجه يرجع لعام 1969، وقد توفي مخرجه شادي عبد السلام عام 1986.

"التطبيع الثقافي جزء من التطبيع السياسي"

المهرجان الذي تسعى إسرائيل من خلاله للانفتاح على العالم العربي، بعد موجة التطبيع المتصاعدة التي شهدتها المنطقة العربية عمومًا ومنطقة الخليج خصوصًا، بتنظيم البحرين لـ"ورشة المنامة" التي ناقشت الجانب الاقتصادي من صفقة القرن العام الماضي، بحضور إسرائيلي غير مسبوق؛ تعرض لانتقادات من قبل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الإسرائيليين بعرض الأفلام التي تفضح "الإرهاب الحقيقي".

وغرّد حساب لشخص يدعى طارق، معلقًا على المهرجان، قائلًا: "تسرقون الأرض والتراث وكل شيء من العرب والمسلمين لأنكم بلا تاريخ، ستعودون إلى المنافي التي أتيتم منها إن قدر لكم الحياة".

فيما قال حساب آخر إن "التطبيع الثقافي جزء من التطبيع السياسي"، مضيفًا بأن "من شارك  في هكذا أسبوع (المهرجان)، فقد خان وأفلس رصيده لدى أبناء بلده".

أما مروان صالح، فغرّد مطالبًا الإسرائيليين بتسليط الضوء على "إرهابهم الحقيقي". وكتب صالح في هذا السياق: "أرجو أن تسلطوا الضوء على أفلام الإرهاب الحقيقية التي تقومون ببطولتها يوميًا بحق الشعب الفلسطيني على أرضه المغتصبة".

بينما اكتفى المغرد علي آل سرور في تغريدته بسؤال القائمين على تنظيم المهرجان: "هناك فيلم جديد اسمه القدس عربية، هل سوف يعرض لديكم؟".

وفيما يخص الأفلام المشاركة في مهرجان سينما الشرق الأوسط وصناعها، فيذكر أن زياد دويري، مخرج فيلم "قضية 23"، قد أثار الجدل سابقًا عندما أوقف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أثناء زيارة أجراها بالتزامن مع عرض فيلمه بدور السينما اللبنانية في أيار/مايو عام 2018، وذلك بتهمة "التعامل مع إسرائيل".

وأحيل دويري حينها للقضاء اللبناني بتهمة "التعامل مع إسرائيل"، بسبب تصويره مشاهد من فيلمه "الصدمة" في إسرائيل التي دخل إليها باستخدامه جواز سفره الفرنسي، فضلًا عن انتشار تقارير تشير لإجراء دويري مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قيل إنه تتحدث فيها عن ارتكاب "الفلسطينيين مجازر ضد المسيحيين".

إلا أن دويري نفى في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، إجراء حوار مع أي صحيفة إسرائيلية أو غيرها، مشيرًا إلى دعوته في أكثر من حديث صحفي لـ"محاربة التطرف الإسلامي وتنظيف البيت العربي"، قبل أن يؤكد عدم منحة أي حديث صحفي "ليديعوت أحرونوت، ولا لأي صحيفة إسرائيلية أخرى".

ولفت دويري في بيانه حينها، إلى أنه طلب من فريقه الإعلامي "رفض الطلبات التي تلقاها لمقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية"، قبل أن يقول في نهاية البيان إن الفترة التي استبقت حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2018 كانت تزخم بتواجد الصحفيين، إلا أنه لم يتحدث "بعلمه ومعرفته" مع أي صحيفة إسرائيلية.

مشاركة سعودية سابقة

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تثير فيها إسرائيل الجدل عربيًا فيما يخص محاولاتها المستمرة للتطبيع مع الدول العربية على مستوى ثقافي، خاصة في إطار السينما، ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي، عرض مهرجان سينما المرأة الإسرائيلية في حفل افتتاحه، فيلم "المرشحة المثالية" للسعودية هيفاء منصور، لحقته حملة ترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن "استمتاع وتأثر الإسرائيليين بقصة الفيلم"، كما جاء في مقطع فيديو يستطلع آراء الإسرائيليين نشرته صفحة إسرائيل بالعربية.

إلا أن عرض الفيلم أثار الكثير من الانتقادات التي وجهت للسعودية هيفاء منصور، بسبب قبولها عرض فيلمها في إحدى المهرجانات الإسرائيلية، خاصة بعد تداول تغريدة قديمة لصفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، نشرت في تموز/يوليو 2018، تقول فيها إن هيفاء منصور، صرحت في حوار مع موقع واينت الإسرائيلي بقولها: "لا أستبعد إمكانية إنتاج أفلام مع منتجين إسرائيليين في المستقبل من خلال القنوات الرسمية التي ستسمح بها السعودية"، مضيفةً على لسان منصور: "ولي العهد السعودي رائع. شيء جيد جدًا يحدث في السعودية".

وعلى الرغم من محاولة منصور التقليل مما ورد في تغريدة الصفحة الإسرائيلية، بالرد عليها قائلةً إنها: "في مرحلة تروجية للأفلام الأمريكية حاليًا"، وبأنها تقابل يوميًا العديد من الصحفيين من مختلف أنحاء العالم، فإنها حاولت تجنب توجيه الانتقاد لإسرائيل بسبب عرضها لأفلامها، وذلك بقولها: "في أحيان كثيرة يسألوني هل ممكن تعملين مع  إسرائيل، وردي دائمًا واضح: أنا أعمل فقط مع الدول المسموح بها بشكل رسمي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"عشق" التطبيع مستمر.. رياضيون إسرائيليون في أبوظبي بدعوات رسمية واستقبال دافئ

الدعوة إلى "التطبيع".. أسئلة النموذج والدولة