27-يوليو-2020

تصعيد إسرائيلي جديد ضد حزب الله (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

بعد أقل من 24 ساعة على تصريح لنائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، استبعد فيه نشوب حرب جديدة مع إسرائيل، أعلنت وسائل إعلام عبرية ظهر الإثنين حدوث "تبادل لإطلاق" النار على الشريط الحدودي في جنوب لبنان، وهو ما نفاه بيان لحزب الله، أكد أن ما حدث كان إطلاق نار من طرف واحد.

ادعت وسائل إعلام عبرية  وقوع ما قالت إنه "تبادل لإطلاق النار" في مزارع شبعا قرب الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، بينما قال حزب الله إنه كان إطلاق نار من طرف واحد

وفي حين أكد قاسم في مقابلة مع شبكة الميادين الإعلامية أن مقتل القيادي البارز في الحزب علي كامل محسن بالغارة الجوية الإسرائيلية يعتبر بمثابة "عدوان"، وأنه "لا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء"، أضاف أن الحزب أصبح يعتاد التهديدات الإسرائيلية التي "لا تقدم لنا رؤية سياسية جديدة، وتأتي في إطار العنتريات".

اقرأ/ي أيضًا: التصعيد الإسرائيلي في دمشق وبيروت.. ما الجديد؟

وفي معرض إجابته على سؤال مرتبط بأنه في حال رد الحزب على مقتل محسن، فإن لبنان سيتجه إلى حرب جديدة مع إسرائيل، اعتبر قاسم أن "الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع ترامب في الداخل الأمريكي"، لافتًا إلى أن "الإسرائيليين لا يضمنون ربحهم في أي حرب، بل يرجحون الخسارة، وهو ما جعلهم مرتدعين طيلة 14 عامًا"، في إشارة منه لحرب تموز/يونيو عام 2006.

وجاء الحديث عن مواجهة عسكرية محتملة بين الحزب وإسرائيل من جديد على خلفية الغارة الجوية التي شنتها مقاتلات إسرائيلية في جنوب سوريا، ومحيط العاصمة دمشق قبل أقل من أسبوع، واستهدفت فيها مخزنًا كبيرًا للذخيرة الإيرانية، بالإضافة لمواقع عسكرية أخرى يتواجد فيها مقاتلو حزب الله وجماعات مسلحة موالية للحرس الثوري الإيراني، وأسفرت عن مقتل القيادي في حزب الله.

بعد ساعات من تصريحات قاسم، ادعت وسائل إعلام عبرية وقوع ما قالت إنه "تبادل لإطلاق النار" في مزارع شبعا قرب الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة، في الوقت الذي نقلت شبكة الميادين عن مواقع عبرية أن مقاتلي الحزب استهدفوا بصاروخ كورنيت دبابة ميركافا إسرائيلية، فيما قالت مواقع عبرية إن تبادلًا لإطلاق النار وقع بين مقاتلي الحزب والجيش الإسرائيلي في مستوطنة هاردوف في الجولان المحتل.

لاحقًا، نفى الحزب الرواية الإسرائيلية لما حدث، ووصف الادعاء الإسرائيلي بإحباط عملية تسلسل إلى شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه "غير صحيح إطلاقًا"، واعتبر أن "الحدث الأمني" الإثنين، كان بسب "حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية"، في إشارة إلى مخاوف تل أبيب من رد منتظر على استهداف محسن.

وفيما تجاهلت وسائل الإعلام الإسرائيلية رواية حزب الله، فقد أفاد الإعلام العبري بأن أصوات الانفجارات التي دوت في المنطقة الحدودية مع لبنان، تبيّن أنها ناجمة عن قصف المدفعية الإسرائيلية لتلال قرية كفرشوبا ومحيط مزارع شبعا في الجنوب اللبناني، وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن "حادثًا أمنيًا غير بسيط وقع على الحدود الشمالية مع لبنان"، وطالب سكان المنطقة بالتزام منازلهم.

وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرنوت إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو توجه إلى مجمع كيريا مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب، لعقد مشاورات أمنية مع وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، مشيرةً إلى أن نتنياهو أخبر نواب حزب الليكود في البرلمان الإسرائيلي قبل أن يقطع اجتماعه معهم بأن "الوضع الأمني معقد"، فيما نقل على لسان مصدر إسرائيلي كبير أنه سيكون هناك خلال الأيام القادمة "المزيد من التوتر".

مساء الإثنين، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد اجتماع عقده في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال سيحاول ردع ما قال إنها محاولات إيران للتموضع عسكريًا في المنطقة، متهمًا نصر الله بأنه "يورط دولة لبنان بسبب إيران".

وكرر نتنياهو الادعاء الإسرائيلي، قائلًا: "لقد تسللت اليوم مجموعة تابعة لحزب الله إلى إسرائيل، غير أن الجاهزية العسكرية لقوات الجيش والقادة الميدانيين أحبطت هذه المحاولة. إننا نعتبر محاولة التسلل إلى أراضينا أمرًا خطيرًا. يتحمل حزب الله ولبنان المسؤولية عن هذه العملية، وعن كل هجوم قادم من أراضي لبنان ضد إسرائيل". وتابع نتنياهو: "سُيقابل كل هجوم علينا بقوة كبيرة. لقد ارتكب نصر الله خطأ كبيرًا في تقدير استعداد إسرائيل للدفاع عن نفسها، ولبنان يدفع نتيجة لذلك ثمنًا كبيرًا. أقترح عليه ألا يكرر هذا الخطأ".

في السياق، وخلال الأيام الماضية، تداولت تقارير أنباء عن حراك دبلوماسي تقوده تل أبيب، بوساطة أممية، لإبلاغ حزب الله بأنها لم تكن تقصد قتل محسن حين استهدفت مخزن الذخيرة قرب مطار دمشق، محذرة الحزب من أي عملية رد انتقامية.

 بدا أن المخاوف الإسرائيلية من رد محتمل، ترجمت فعليًا على أرض الواقع من خلال إعلان حالة التأهب على حدود المنطقة الشمالية

فيما بدا أن المخاوف الإسرائيلية من رد محتمل، ترجمت فعليًا على أرض الواقع من خلال إعلان حالة التأهب على حدود المنطقة الشمالية، في ظل توقعات إسرائيلية بأن يكون الرد على شكل إطلاق نيران أو حتى صواريخ مضادة للمدرعات ضد قوات الجيش المنتشرة عند الحدود، في مقابل تأكيد وسائل إعلام مقربة من الحزب أن الرد سيكون "حتميًا"، وأن "توقيته لم يعد مرتبطًا بحالة سياسية أو بخطاب أو موقف" إنما "بالوضع الميداني".