بعد قرن من عرضه بالمتحف المصري.. قناع "الفرعون الذهبي" يغادر إلى المتحف الكبير
15 يونيو 2025
بعد عرضه لمدة قاربت قرنًا من الزمن، يترقب المصريون والعالم أجمع، نقل القناع الذهبي للملك الفرعوني توت عنخ آمون (1332 – 1323 ق.م) إلى المتحف المصري الكبير بالقُرب من أهرامات الجيزة؛ والذي تقرر افتتاحه رسميًّا في الثالث من تموز/يوليو المقبل.
ليس هناك سوى 26 قطعة من مجموعة توت عنخ آمون هُنا في المتحف بميدان التحرير؛ بينها القناع الذهبي والتابوتان
وقد صرَّح مدير المتحف المصري بميدان التحرير علي عبد الحليم بالقول: "ليس هناك سوى 26 قطعة من مجموعة توت عنخ آمون هُنا في المتحف بميدان التحرير؛ بينها القناع الذهبي والتابوتان".
وتابع في تصريح رسمي لوكالة "فرانس برس": "إنّ القطع كلها ستُنقل قريبًا، من دون تحديد موعد ذلك، لافتًا إلى عدم نقل المومياء من وادي الملوك؛ باعتبارها جزءًا مُهمًا من الموقع الأثري".
وكان الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أحمد غنيم، قد كشف في مقابلةٍ تلفزيونيةٍ أجراها مؤخرًا أن حفلًا مبهرًا، سُيقام لمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير "باستخدام إمكانيات مصر التاريخية والسياحية"، بما يسلط الضوء على "المتحف والأهرامات والعلاقة بينهما".
يظهر الملك، مُرتديًّا غطاء الرأس النمس المعقود عند الظهر بأشرطةٍ زرقاء، تعلوه الحية المقدسة والعُقاب رمزي مصر السُفلى والعُليا
وبالعودة إلى الكتاب التذكاري "الفرعون الذهبي" (مطابع المجلس الأعلى للآثار، 2005)، يتضح أن القناع المذكور، يضمُّ مجموعة من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة: ذهب؛ لازورد؛ عقيق؛ مرو؛ فيروز؛ سبج؛ زجاج ملون. ويبلغ ارتفاعه 54 سم وعرضه 39.3 سم ويزن 11 كيلوغرام. وهو ينتمي إلى الأسرة الثامنة عشر، ومُسجل في المتحف برقم 60672. وفيه يظهر الملك، مُرتديًّا غطاء الرأس النمس المعقود عند الظهر بأشرطةٍ زرقاء، تعلوه الحية المقدسة والعُقاب رمزي مصر السُفلى والعُليا. وقد زُيِّن النمس بأشرطةٍ زرقاء اللون من الزجاج الملون، في حين طُعِم كلًا من الحية والعُقاب بالأحجار الكريمة والزجاج الملوَن. وملامح الوجه مثلت بدقة الملك الشاب. فطُعمت العينان بالسبح والمرو. وكذلك الجفون والحواجب أما وشرطة الكحل فمن الزجاج الأزرق. يرتدى الملك اللحية المُستعَارة وهي مضفورة من الزجاج المذهب. وطبقًا لفن العمارنة، نلاحظ ثقب الأذن، لكي يرتدى الملك الأقراط. يرتدى الملك قلادةً عريضةً؛ مكونة من 12 صف من الأحجار الكريمة، عُلقت على الكتفين برأس صقر من الذهب.
يُذكر أن كان هذا القناع البديع، وقاء لرأس مومياء الملك توت عنخ أمون، ليوفر الحماية للمومياء. ولتأكيد هذه الحماية نُقشت على منكبي القناع صيغة سحرية هي الفصل 151 من كتاب الموتى في الدولة الحديثة.
ويؤكّد "غنيم: أنّ هذا المتحف الذي يمتد على "500 ألف متر مربع" هو "أكبر متحف في العالم متخصص في الحضارة المصرية". وتوازي مساحته "ضعفي مساحة متحف اللوفر في باريس وضعفين ونصف الضعف مساحة المتحف البريطاني".