06-فبراير-2019

فقد اليمنيون الأمل من المفاوضات حول وضع الحديدة (فيسبوك)

لم تنجح مفاوضات لجنة إعادة الانتشار اليمنية في البر، فلم يجد رئيس المراقبين الأمميين باتريك كاميرت، مكانًا مناسبًا لعقد اجتماعاته مع الأطراف اليمنية، بمدينة الحديدة، سوى سفينة تابعة للأمم المتحدة بميناء المدينة في مياه البحر الأحمر، للتشاور مع ممثلي حكومة هادي، وجماعة الحوثيين. ولا زالت الاحتماعات متواصلة  دون مؤشرات إيجابية.

أثار اجتماع باتريك كاميرت في عرض البحر الأحمر سخرية كبيرة لدى الشارع اليمني، الذي بات ينظر إلى المشاورات السياسية غير المثمرة بعين الاستهتار

أثار اجتماع باتريك كاميرت بشأن الصراع في عرض البحر الأحمر، سخرية كبيرة لدى الشارع اليمني، الذي بات ينظر إلى المشاورات السياسية المتكررة وغير المثمرة أيضًا بعين الاستهتار، فعقب كل مشاورات تزداد الأوضاع سوءًا، وتزداد معها حدة المعارك بين الطرفين.

اقرأ/ي أيضًا: مارتن غريفيث في صنعاء مجددًا.. قفزة في هواء اتفاق ستوكهولم

سطح القمر

في هذا السياق، سخر الناشط اليمني، عسكر أحمد زعيل، من الاجتماع قائلًا إن فريق الحوثيين في الحديدة يقود إلى انفجار الوضع نتيجة لتعنتهم ورفضهم لكل مساعي السلام الأممية ومن يساندها. وأضاف في تغريدة على تويتر أن "ما يدور اليوم في عرض البحر من جانبهم لا يختلف عنه في البر، ولو صعدت بهم الأمم المتحدة إلى سطح القمر، فالعقلية التي توجههم تعيش في كهوف مظلمه لا ترى النور ولا بعضه".

من جهته شبه عبدالفتاح هلبوب، سفينة الأمم المتحدة، بسفينة المساكين الذين ذُكروا في سورة الكهف، وغرد قائلًا: "هل ستكون قصة هذة السفينة كقصة سفينة المساكين الذين كانوا يعملون في البحر" وتابع متسائلًا:  "ومن هو الشخص الذي سيمثل شخصية الخـضِر، فهل ستُخرقٌ السفينة أم سيأتي الملك الذي سيأخذ السفينة غصبًا".

وأضاف في تغريدة أخرى، أنه "لو يعقدوا مشاورات فوق سطح القمر الأمل مفقود والخبر نفس الخبر".

"اليوم تحاوروا مع الحوثيين فوق هذه السفينة، بعد أن فشلوا في السابق على أرض الحديدة". يقول الكاتب الصحفي، فيصل الشبيبي، ويضيف موجهًا خطابه لحكومة هادي، "لو تحاوروهم في السماء السابعة، وبوجود جبريل عليه السلام، والله ما آمنوا، بغير خرافة الولاية، ولكم الخيار".

بينما تداول ناشطون آخرون بيت الشعر العربي الشهير "لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أحلام الرجال تضيق". وفي تهكم واضح اقترح ناشطون على حكومة هادي، التي عجزت للعام الرابع على التوالي عن تدبير مكان لعقد جلسات مجلس النواب، تخصيص خيمة في قلب صحراء الربع الخالي لعقد جلسات البرلمان اليمني المتعثرة منذ سنوات.

‏وقال الصحفي اليمني أحمد شبح، إن الأمم المتحدة اتخذت سفينة في عرض البحر لعقد اجتماع لجان تنفيذ اتفاق ستوكهولم، بشأن الحديدة بعد تعثر عقده في اليابسة. وأردف أن "السلطة الشرعية التي تعجز للعام الرابع عن تدبير مكان لعقد جلسات مجلس النواب، يمكنها تخصيص خيمة في قلب صحراء الربع الخالي لعقد جلسات البرلمان إن لم تجد مكانَا".

يأتي ذلك بعد فشل محاولات حكومة هادي، عقد جلسة خاصة لمجلس النواب اليمني، في الأراضي اليمنية غير الخاضغة لسلطة الحوثيين، عقب اكتمال النصاب القانوني لعقد جلسة برلمان. ورفض المجلس الانتقالي الجنوبي، عقد جلسة للبرلمان بمدينة عدن العاصمة المؤقتة، واعتبر ذلك تحديًا لإرادة الجنوبيين المطالبين بالانفصال.

وتواصل لجنة إعادة الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة غربي اليمن، عقد اجتماعات لها على ظهر سفينة تابعة للأمم المتحدة، كنقطة التقاء محايدة بعد أن تعذر لقاؤهما في البر. وعقد الاجتماع في السفينة التابعة للأمم المتحدة، "فوس أبولو" بعد أن رفض الحوثيون اجتماعات اللجنة في مناطق سيطرة القوات المشتركة، وعقب مخاوف الوفد الحكومي من هجوم قد يتعرضون له في مناطق سيطرة الحوثيين.

في هذا السياق، يتوقع الشارع اليمني فشل الاجتماعات في التوصل إلى إتفاق حول مدينة الحديدة، لانعدام الثقة بين الطرفين. ويقول المحلل السياسي أكرم الحاج، إنه "إذا لم يتفقا على مكان لعقد المشاورات في محافظة الحديدة، لانعدام الثقة بينهما، فهل من المتوقع أن يسحب الطرفان قواتهما من الخطوط الأمامية؟".

موضحًا في حديثه لـ"ألترا صوت"، أن كل محاولات الأمم المتحدة ستبوء بالفشل، لعدم وجود مرونة لدى الطرفين لتنفيذ اتفاق ستوكهولم". مؤكدًا أن الطرفين يستعدان لمعارك قادمة، ستكون هي الأعنف، إذا لم تضغط الأمم المتحدة عليهما، لسحب قواتهما من موانئ ومدينة الحديدة،  وتسليمها لطرف محايد.

اقرأ/ي أيضًا: مسرحية المساعدات السعودية لليمن.. أوقفوا القصف أولًا!

وقد عقد الاجتماع المشترك الأخير للجنة تنسيق إعادة الانتشار في الثالث من كانون الثاني/يناير. ومنذ ذلك الوقت واصل كاميرت وفريقه عبور الخطوط الأمامية للانخراط مع الأطراف وبحث تطبيق الاتفاق. وهذا قد يكون آخر اجتماع للجنة برئاسة كاميرت الذي استقال من مهامه، فيما عينت الأمم المتحدة الجنرال الدنماركي لوليسجارد الذي وصل اليمن.

يتوقع الشارع اليمني فشل الاجتماعات في التوصل إلى إتفاق حول مدينة الحديدة، بسبب عدم جديتها، ولانعدام الثقة بين الطرفين وبين الشعب

وكان الطرفان، حكومة هادي والحوثيون، قد اتفقا في مشاوراتهما في السويد نهاية العام الماضي على إعادة الانتشار المشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 مخلفات الحرب.. آلاف المعاقين في جنوب اليمن

اليمن.. خمس سنوات في الطريق إلى الصوملة