18-يناير-2017

صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى لوبان وهي تجلس في المقهى (تويتر)

لم تسبب زيارة زعيمة "الجبهة الوطنية الفرنسية" (اليمين المتطرف) مارين لوبان إلى نيويورك سوى مزيد من السخرية منها. إذ ضجت مواقع التواصل الفرنسية على مدى الأيام الماضية، بخيبتها من مقابلة ترامب، الذي تجاهل وجودها في مقر إقامته في "ترامب تاور". وكانت لوبان زارت برج ترامب، وهي تعتقد أنه سيلتقي بها أو على الأقل يمنحها تحية تستطيع الكاميرات الاستدلال بها إلى العلاقة القائمة في توجهاتهما المشتركة، والتي من المفترض أن وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية يساعد في دعمها كمرشحة سياسية تعد العدّة لخوض معركة الرئاسة الفرنسية في الربيع المقبل.

عمّت السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي لأيام من مارين لوبان بسبب فشلها في مقابلة ترامب في نيويورك

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فبعد تواجدها لساعات في المبنى وجلوسها في أحد المقاهي لم تتمكن لوبان من الالتقاء بترامب ولو صدفة. وعلق أحدهم بالقول: "كان عليها أن تضع يافطة كي يراها"، في إشارة ساخرة إلى انتظارها الطويل. وقال أحدهم إن الجلسة ربما صارت "مضجرة"، في مقهى "ترامب بار"، إلا أنها تحاملت على نفسها وهي تقنع الجالسين معها بالانتظار قليلًا. وجمعت الجلسة زوجها لوي آليو ورجل الأعمال جورج لومباردي الذي يعمل على مد الجسور بين ترامب والأحزاب اليمينية المتطرفة. وتناقلت صورها وسائل الإعلام، لكن كل هذا لم يثمر شيئًا.

اقرأ/ي أيضًا: اليمين الفرنسي ينادي فيون من بعيد: فخامة الرئيس!

وكتب البعض تعليقات تنتقد تصرف لوبان "غير الناضج" في السياسة، والذي قرئ كأنه "استجداء" لليمين الأمريكي، وهي محاولة باءت بالفشل ويبدو أنها فرصة لن تفتح المجال أمام المرأة المعادية للمهاجرين لتحظى بـ"الرعاية الترامبية"، على ما كتب أحدهم. وعلق أحدهم ساخرًا أن ترامب أبلغ قناة "إي بي سي" بأنه يعاني من صعوبة بالغة في النوم "لكثرة طرق لوبن على باب غرفته".

وكان من المفترض أن يكون لقاء لوبان بترامب أول لقاء سياسي فرنسي بالرئيس الأمريكي المنتخب، خصوصًا أنه التقى بعد انتخابه زعيم حزب "الاستقلال" الشعوبي البريطاني نايجل فاراج. لكن كل المؤشرات أكدت عدم نية ترامب بلقائها، لا سيما أن شون سبايسر، وهو الناطق باسم ترامب، أكد أثناء وجودها في المبنى أن لوبان لن تلتقي الرئيس ولا أيًّا من أفراد فريقه الانتقالي.

وكانت لوبان أول من أيد وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، وفي مقابلة أدلت بها إلى شبكة "سي إن إن" عبّرت لوبان عن هذا التأييد وحرصت على إبراز التقارب بينها وبين ترامب الذي كان لا يزال مرشحًا بقولها إن كليهما من "خارج السراي السياسية"، و"لسنا مرتهنين لأحد ولا نتلقى أوامر من مصالح مالية أو مراكز نفوذ عملاقة". وعند فوز ترامب بالرئاسة ووسط ذهول أصاب الطبقة السياسية الفرنسية، كانت لوبان الوحيدة التي أعربت عن بهجتها لانتخابه وقالت إنه سيعتمد "سياسة أتمناها منذ زمن طويل" وهي "الوطنية الاقتصادية وإجراءات الحماية الذكية".

اقرأ/ي أيضًا:

السباق نحو الإليزيه.. انشقاقات وفضائح فساد وشعبوية

هل حان دور فرنسا للخروج من الاتحاد الأوروبي؟