31-يناير-2020

جلب الإنتر أنتونيو كونتي كي يزيح فريقه الأسبق يوفنتوس من الريادة (Getty)

بعد الإنجاز الكبير الذي حققه إنتر ميلانو في عام 2010، ونجاحه بالتتويج بالثلاثية التاريخية بقيادة جوزيه مورينيو، وانتقال المدرب البرتغالي في السنة التالية لتدريب ريال مدريد، دخل الفريق الأزرق والأسود في مرحلة تخبّط طويلة، ولم ينجح في التتويج بأي لقب منذ تلك السنة، وقد قام الفريق بتغيير 12 مدربًا خلال عشر سنوات فقط الأمر، الذي يعكس حالة عدم الاستقرار الفني والإداري الذي يعيشه الفريق.

الرمز اليوفنتيني على رأس تدريب الأفاعي

في أيار 2019، وقع خيار إدارة الفريق على المدرب أنطونيو كونتي لاستلام دفة الفريق ومحاولة إعادته إلى مضمار المنافسة مجدّدًا، وقد كان الخيار مفاجئًا نوعًا ما للمتابعين، على اعتبار ان كونتي يعد أحد رموز جوفنتوس، الخصم اللدود لإنتر، حيث لعب معه بين عامي 1991 و2004، ودرّبه بين بين 2011 و2013. ولعل الخلاف الذي وقع بين كونتي وجوفنتوس لدى مغادرته تورينو، والطريقة السيئة التي قال انه عومل بها، جعلت مصالحه تتلاقى مع مصالح إنتر ميلانو، وبالتالي أصبح لدى الطرفين هدفًا واحدًا : "إزاحة اليوفي عن عرش الكرة الإيطالية".

اشتهر كونتي خلال مسيرته التدريبية، باعتماده على ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع ما يعطي حرية هجومية أكبر للأظهرة الأسلوب الذي طبقه المدرب مع تشيلسي وجوفنتوس والمنتخب الإيطالي أحضره معه إلى إنتر، في ظل توفر الخيارات في قلب الدفاع خاصة بعد التعاقد مع غودين، وفي ظل وجود كاندريفا وأسامواه الأظهرة ذوي النزعة الهجومية.  

سوقا انتقالات مشتعلان يعيدان ترميم الفريق

كان إنتر ميلانو أكثر الأندية الإيطالية نشاطًا في الميركاتو الصيفي السابق. نجح الفريق في استعارة نجمي خط وسط منتخب إيطاليا، نيكولا باريلا وستيفانو سينسي من كالياري وساسولو، فأعطى الثنائي اليافع خيارات كبيرة في خط الوسط، في ظل قدرتهما على القيام في العديد من الأدوار فيما يخص التحكم بالكرة وبناء الهجمات.

التقت مصالح الإنتر ومدرّب اليوفي الأسبق أنتونيو كونتي ، وأصبح هدف الطرفين هو إزاحة اليوفي عن سيادة الكرة الإيطالية

 

 واستفاد الفريق من المشاكل التي تعصف بمانشستر يونايتد، فتعاقد مع المهاجم الكولومبي روميلو لوكاكاو مقابل 65 مليون يورو، وقد أثبت الصفقة نجاحها حيث نجح اللاعب بتسجيل 14 هدفًا في الدوري في 20 مباراة لعبها، مع العلم أن لوكاكو كان هدفًا لكونتي خلال فترة تدريبه تشيلسي، لكن مانشستر يونايتيد نجح في خطفه من إيفرتون يومها.

 كذلك تعاقد الفريق في الصيف الماضي مع جناح مانشستر يوناتيد أليكسيس سانشيز، بعد فشل التشيلي في التأقلم مع أسلوب الشياطين الحمر، وقد نصّ الإتفاق على دفع الفريق الإنكليزي جزءًا من راتب اللاعب، ما يعكس حسن سير إدارة النادي في السوق، بالرغم من ملاحقة لعنة الإصابات للاعب، ما منعه في إثبات حضوره مع الفريق حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا: جمهور يوفنتوس يفقد الثقة في ساري رغم الصدارة محليًا وأوروبيًا.. لماذا؟!

بعد انتهاء النصف الأول من الموسم، فشل إنتر ميلانو في التأهل إلى ثمن نهائي دوري الأبطال، حيث حل ثالثًا في مجموعته القوية خلف برشلونة ودورتموند، فيما نجح الفريق في الوصول إلى المركز الثاني في الدوري، وتشكيل تهديد حقيقي للمتصدر جوفنتوس. دخل " النيرا تزوري " الميركاتو الشتوي بقوة لمعالجة الثغرات التي ظهرت في النصف الأول، فلجأ الفريق مرة أخرى للشياطين الحمر وحصل على توقيع الظهير الايمن أشلي يونغ، والذي نجح في صناعة هدف في أول مشاركة له مع الفريق، كذلك استعار الفريق الظهير\الجناح النيجيري فيكتور موسيس من تشيلسي، وهو اللاعب الذي كان يحظى بثقة كونتي الكاملة أثناء توليه تدريب الفريق اللندني.

وفي واحدة من اهم الصفقات في اوروبا في النافذة الشتوية، خطف إنتر ميلانو توقيع النجم الدانماركي  كريستيان إيرسكين المطلوب بقوة في ريال مدريد،  من فريق توتنهام الإنكليزي، مقابل 20 مليون يورو ( عقده مع الفريق اللندني كان سينتهي في الصيف القادم) ولغاية العام 2024. وسيحاول كونتي الإستفادة من براعة إيريكسين في صناعة الألعاب وتنفيذ الركلات الحرة، وهو أمر افتقده الفريق في النصف الأول من الموسم، حيث بدا لاوتارو ولوكاكو منفصلين عن خط الوسط.

بمكن القول أن إدارة إنتر ميلانو نفذت معظم طلبات كونتي، وبات الفريق يمتلك تشكيلة متجانسة إضافة إلى خيارات ممتازة على مقاعد البدلاء، وبالتالي فإن المدرب الذي حقق بطولة الدوري في السابق مع جوفنتوس وتشيلسي، مطالب اليوم وبقوة بتحقيق لقب واحد على الأقل هذا العام في المسابقات الثلاث التي ينافس عليها الفريق ( الدوري، الكأس، والدوري الأوروبي ) فيما سيكون هدف الفريق ابتداءً من الموسم القادم هو انتزاع القمة من جوفنتوس، وهذا هو  المعيار الذي سيحدد مدى نجاح كونتي في مهمته.

اقرأ/ي أيضًا:

نابولي يهزم جوفنتوس في قمة السان باولو وديربي العاصمة ينتهي بالتعادل

إنتر ميلان في الصدارة.. توقعات بنهاية عصر احتكار يوفنتوس للدوري الإيطالي