12-أكتوبر-2022
عدنان سيد

عدنان سيد(NPR)

أعلن المدّعون القائمون على قضية عدنان سيد إسقاط جميع التهم الموجّهة له في قضية قتل رفيقته السابقة "هاي مين لي" عام 1999. وكان ذلك بعد تناول بودكاست صحفي استقصائي للقضية وإثارة الجدل هو الأدلة التي تم الاعتماد عليها في إدانته. 

أكّد الادعاء العام في المدينة أن البحث سيستمر للكشف عن حقيقة مقتل الضحية والمتورطين فيه عام 1999

وجاء الإعلان على لسان "مارلين موزبي" المدعية العامة في مدينة بالتيمور، التابعة لولاية ميريلاند الأمريكية، التي قالت يوم أمس الثلاثاء أنها أصدرت تعليماتها لمكتبها بإسقاط التهم بعدما أثبت فحصٌ حديث للحمض النووي عدم تورّط سيد بالقضية.

"سيريال" هو برنامج بودكاست أمريكي لقي رواجاً هائلاً منذ العام 2014، يهتم بتغطية قضايا تتعلق بالجرائم الواقعية وملابساتها، ويتناول في كل موسم من مواسمه قضيةً جنائيةً يعرض ملابساتها ويغوص في تفاصيلها، كان أولها قضية مقتل "هاي مين لي" وإدانة عدنان سيّد المثيرة للجدل، والتي حامت حولها الكثير من الشكوك في نظر معدة البرنامج، الصحفية سارة كينيغ. 

عدنان سيد

وأضافت المدعية العامة أن "المواد التي عايناها [كان منها حذاء الضحية وملابسها] لم تتمّ معاينتها من قبل من قبل. استخدمنا تقنياتٍ متقدّمة لفحص الحمض النووي وهو ما أثبت أن الحمض النووي لا يعود لعدنان سيد."

وأكّد الادعاء العام في المدينة أن البحث سيستمر للكشف عن حقيقة مقتل الضحية، إلا أن هذه القضية لم تعد تعني عدنان سيد على حد وصف موزبي، مع اعتذارها لذكرى الضحية وأسرتها، والاعتذار كذلك لعدنان سيّد وأسرته، ولو أن مسؤولية هذه الإدانة الخاطئة تقع على عاتق إداريين سابقين.

"لا يقلّ الأذى والألم والتضحيات التي قاساها عدنان وعائلته عن تلك التي تعرّضت لها "لي وعائلتها. لقد أمضى عدنان وعائلته 23 عاماً وراء القضبان بسبب إدانةٍ خاطئة."

ويأتي ذلك بعد إطلاق سراح عدنان سيد الشهر الماضي بعد فقدان الولاية "بالثقة في متانة الإدانة." إلا أن الدولة لم تبتّ ببراءته قطعاً حتى اللحظة.

وبالعودة إلى القضية الأصلية، وجدت السلطات عام 1999، أي قبل 23 عاماً، الضحية وعليها علامات خنق في إحدى الغابات بعد ثلاث أسابيع من اختفائها. وتبع ذلك اعتقال سيد، الذي لم يتجاوز عمره 17 عاماً حينها، بتهمة القتل من الدرجة الأولى والاختطاف والحبس غير المشروع للضحية التي كانت رفيقته السابقة وزميلته في المدرسة. وصدر الحكم بالسجن مدى الحياة بحقّ سيد في حكم صدر عام 2000. 

 وكان لبودكاست "سيريال" دورٌ كبيرٌ في إبراء سيد وإعادة النظر في قضيته. وتناول بودكاست "سيريال" القضية في موسمه الأول عام 2014، وشكّك بصحة الإدانة والتمثيل القانوني الذي ناله سيد، ولاقى الموسم بحلقاته نجاحاً كبيراً، شجّع على نموّ هذا الشكل من برنامج البودكاست في الولايات المتحدة وخارجها، كما أثار شهيّة شبكات إعلامية عديدة بالاهتمام بقضية عدنان، من بينها شبكة HBO التي قامت بإنتاج سلسلةٍ وثائقية عن ملابسات القضية.

بعد ذلك، ظهرت أدلةٌ جديدةٌ العام الماضي توجّه أصابع الاتهام لمشتبهين آخرين، بالتزامن مع ظهور شكوكٍ بصحة سجلات الهاتف التي استُخدمت للمصادقة على شهادة أحد الشهود الذي قال أنه ساعد سيد بحفر قبر الضحية. 

من ناحيتها رحّبت "إريكا سوتر" محامية عدنان سيد بهذا القرار، قائلةً أن فحوصات الحمض النووي أثبت ما كان معروفاً لهم أصلاً، مع تعبيرها عن أسفها على سيد الذي "... خسر 23 عاماً من حياته في السجن بسبب جريمةٍ لم يرتكبها." وكشفت المحامية أن خطط سيد هي إتمام تحصيله العلمي مع حلمه بدراسة القانون، ولكن قبل كل ذلك يريد قضاء الوقت مع أحبابه دون الحاجة للبقاء تحت الإقامة الجبرية في المنزل.

عدنان سيد

أما "ستيف كيلي"، محامي عائلة الضحية، فقد عبّر عن استيائه من مكتب المدعي العام لعدم إعلامهم بالقرار، مؤكّداً أن العائلة علمت بما حدث من وسائل الإعلام، وردّت "موزبي" على ذلك بأنها بالفعل حاولت التواصل مع "كيلي" صباح الثلاثاء، قبل إصدار القرار الرسمي، ولكنها لم تجد رداً.

ويأتي ذلك بعدما قالت العائلة أيضاً أنه لم يتمّ إعلامها بقرار إسقاط التهم الشهر الفائت، حيث قال "يونغ لي"، شقيق الضحية، أنه يشعر أن الولاية قد "خانته".

كان لبودكاست "سيريال" دورٌ كبيرٌ في إبراء سيد وإعادة النظر في قضيته

من الجدير بالذكر أيضاً أن قرار إسقاط التهم أتى بعد جهودٍ مستمرة لمحامي سيد الذين قدّموا طلباً بإعادة فتح القضية والنظر فيها في شهر نيسان/أبريل الفائت.