20-سبتمبر-2020

تأتي العقوبات الأمريكية في سياق من التصعيد مع طهران (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

لم تمض ساعات قليلة على تهديدات قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بـ"الثأر" لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حتى أعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إعادة فرض العقوبات الأممية الخاصة بحظر الأسلحة على طهران، وذلك على الرغم من إجماع دولي على رفض الخطوة الأمريكية أحادية الجانب، في شكل مشابه لإعلان انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني قبل أكثر من عامين.

لم تمض ساعات  على تهديدات قائد الحرس الثوري الإيراني بـ"الثأر" لاغتيال سليماني، حتى أعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران

وفي صورة مشابهة للتهديدات الإيرانية السابقة بشأن الرد على اغتيال سليماني، عبر استهداف موكبه في محيط مطار بغداد الدولي بأمر من ترامب مطلع العام الجاري، أعاد الجنرال الإيراني التأكيد على رفض بلاده التقارير التي تحدثت عن مخطط إيراني لاستهداف سفيرة واشنطن في جنوب أفريقيا لانا ماركس ردًا على اغتيال سليماني، وأنها ستقوم باستهداف المتورطين في القضية ذات الصلة.

اقرأ/ي أيضًا: بعد رفض القرار أمميًا.. ترامب سيصدر عقوبات ضد من يخرقون حظر الأسلحة على طهران

وقال سلامي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية مخاطبًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تعتقد أننا سنستهدف (لانا ماركس) سفيرة (واشنطن) في جنوب إفريقيا (ثأرًا) لدماء أخينا الشهيد.. نحن نضرب أولئك الذين كانوا بشكل مباشر أو غير مباشر متورطين في استشهاد هذا الرجل العظيم، وعليك أن تعرف أننا سنستهدف من تورط، كائنا من كان (...) وهذه رسالة جدية".

وتأكيدًا على تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وطهران في منطقة الشرق الأوسط، سواء عبر حملة الضغوط القصوى التي تمارسها إدارة ترامب قبل أقل من 50 يومًا على موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، أو من خلال ارتفاع حدة التصريحات العدائية بين الطرفين، أعلنت إدارة ترامب عن تمديد العقوبات الأممية المفروضة على طهران بشأن حظر مبيعات وشراء الأسلحة في وقت متأخر من مساء أمس السبت.

وحذر بومبيو الدول الأعضاء في مجلس الأمن من أنها في حال لم تلتزم بالعقوبات التي أعادت واشنطن فرضها من جانب أحادي، فإن "الولايات المتحدة (ستكون) مستعدة لاستخدام سلطاتها الداخلية لفرض عواقب على هذه الإخفاقات وضمان أن لا تجني إيران مكاسب حظر الأمم المتحدة لهذا التحرك"، مشيرًا إلى أن تفعيل بند العودة إلى الحالة الأصلية يعيد فرض جميع العقوبات تقريبًا على إيران، بما فيها تلك التي سبق أن أبطلتها الأمم المتحدة وضمنها حظر الأسلحة.

في الأثناء وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحركات البيت الأبيض الأخيرة بأنها مجرد "دعاية" جديدة لحملة ترامب الانتخابية، لافتًا إلى فشل واشنطن بإعادة فرض العقوبات الأممية، والتي استبعد أن يكون من ورائها أي تأثير على صفقات الأسلحة التي من الممكن إبرامها بين طهران من طرف، والصين وروسيا من طرف آخر، داعيًا الأمم المتحدة للوقوف في وجه تصرفات واشنطن العدائية.

وكان من المقرر بموجب الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 انتهاء قرار حظر الأسلحة الأممي المفروض على طهران بحلول الساعة 12 صباحًا من يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر القادم، غير أن الانسحاب الأحادي من جانب إدارة ترامب في عام 2018، فضلًا عن حملة الضغوط القصوى التي انتهجتها لإجبار طهران على عودتها لطاولة المفاوضات بشروط جديدة، أدت لتخلي طهران عن تعهداتها في الاتفاق المرتبط بعدم الاستمرار بتطوير ترسانتها النووية.

واستبقت دول فرنسا وبريطانيا وألمانيا القرار الأمريكي بيوم واحد، بإبلاغها مجلس الأمن التزامها باستمرار تخفيف العقوبات الأممية المفروضة على طهران إلى ما بعد 20 أيلول/سبتمبر الجاري، وأكدت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق في رسالة لمجلس الأمن على أن "أي قرار أو إجراء لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة سيكون بلا أثر قانوني".

في السياق، نقلت وكالة رويترز عن مصادر في إدارة ترامب تأكيدها توجه ترامب لإصدار أمر تنفيذي يسمح للبيت الأبيض بفرض عقوبات أمريكية على أي فرد أو كيان ينتهك الحظر الذي أعادت واشنطن فرضه السبت.

اقرأ/ي أيضًا: ملف تسمم أليكسي نافالني يهدد إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا

في حين أشار ثلاثة مسؤولين في الحكومة الإيرانية وصفوا بـ"الكبار" إلى أن طهران عازمة على الالتزام النووي مع الدول الكبرى، وأضاف المسؤولون في حديثهم لرويترز بأن الحكومة الإيرانية تنظر لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية على أمل هزيمة ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق.

نقلت وكالة رويترز عن مصادر في إدارة ترامب تأكيدها توجه ترامب لإصدار أمر تنفيذي يسمح للبيت الأبيض بفرض عقوبات أمريكية على أي فرد أو كيان ينتهك الحظر على طهران

وكان بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما عندما أبرم الاتفاق بين الدول الكبرى وطهران، قد أكد خلال جولته الانتخابية الافتراضية على الولايات الأمريكية على أنه في حال فاز بانتخابات الرئاسة القادمة سيعود للاتفاق النووي، مطالبًا طهران الالتزام بشروط الاتفاق من جانبها، وهو ما أعاد تأكيده المتحدث باسم حملته مرة أخرى حين شدد على أنه إذا أبدت طهران استعدادها للالتزام ببنود الاتفاق فإن إدارة بايدن ستعود للاتفاق مع الالتزام بشروطه.