15-نوفمبر-2018

موجة سخرية بين العراقيين على السوشيال ميديا من تصريح العلاق بتلف 7 مليارات دينار بسبب الأمطار (تويتر)

حدث وقع في 2013، لكنه لم ينقطع أو يذهب في طي النسيان، كما هي المئات من الأحداث العراقية التي يشوبها الغموض والفساد وتهريب العملة واللامبالاة أمام الأموال العراقية، إذ إن مواقع التواصل الاجتماعي تتحين الفرص وتنتظر التصريحات للكشف عنها، وانتقاد أوجه الفساد المتنامي في العراق، في معظم مؤسسات الدولة الفاعلة منها وغير الفاعلة.

تلف سبع مليارات دينار عراقي أي نحو ست ملايين دولار أمريكي من الخزينة العراقية في 2013، بسبب مياه الأمطار!

أموال تصل إلى نحو ست ملايين دولار أمريكي، وفي غمرة التهديد الذي كان يستهدف العراق من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2013، غابت هذه الأموال عن العيون، ولا يعرف أحد مصيرها، إلى أن جاء 12 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ليخرج محافظ البنك المركزي العراقي المثير للجدل، علي العلاق، ويقول في جلسة برلمانية، إن "سبع مليارات دينار عراقي تلفت نتيجة دخول مياه الأمطار، وغرق خزائن مصرف الرافدين الحكومي عام 2013، الأمر الذي أدى إلى تضرّر الأوراق النقدية بنسبة 100%".

اقرأ/ي أيضًا: علي العلاق يدس اسمه على 90 مليار دينار.. استفزاز العراق بعملته

لكن العلاق استدرك بالإشارة إلى أن "الخسائر لا تعني عمليًا فقدان السبع مليارات، بل تنحصر بخسارة قيمة طبع العملة الورقية، التي تصل إلى أربع سنتات على الأكثر".

الصدر يهدّد: "حاسبوهم وإلا حاسبناهم"

كان هذا التصريح مناسبة لإطلاق الشكوك من السياسيين والمهتمين بالشأن العراقي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال الناشط المدني والخبير القانوني، جمال الأسدي، في تغريدة على تويتر، إن "جناب محافظ البنك المركزي ذكر بأن الأوراق النقدية بقيمة سبع مليارات دينار، لا قيمة لها، طالما هي موجودة في خزائن البنك!". 

وتسائل: "وهل في البنوك المركزية في العالم هذا المبدأ؟ أم أن هذه المبالغ المودعة فيها هي من ضمن الكتلة النقدية للبلد وتساهم في النشاط الاقتصادي والمالي له؟"، قائلًا إن "المليارات يتيمة"، في إشارة إلى ضعف المسؤولية الحكومية على الأموال الخاصة بالشعب العراقي وثرواته وحقوقه.

لكن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لفت في تغريدة له على تويتر، إلى أنه "ما السبع مليارات إلا نقطة صغيرة في بحر الفساد والمفسدين. وما أعذارهم إلا فند، وما بقاؤهم إلا عدد، إذا ما الشعب فضحهم وعلى الفساد عاتبهم"، داعيًا "القضاء النزيه إلى محاسبتهم باستصدار أمر باعتقالهم فورًا والتحقيق معهم ومع أمثالهم من العوائل المشهورة بالفساد والرذيلة والتعدي على قوت الشعب بغير وجه حق"، مؤكدًا: "سنكون للقضاء سندًا وعونًا"، ومهددًا: "حاسبوهم وإلا حاسبناهم".

الجدير بالذكر، أن بيت العلاق، من العوائل المهيمنة على مناصب سياسية كبرى في الحكومة العراقية، إذ إن علي العلاق محافظ البنك المركزي، بينما مهدي العلاق هو الأمين العام لأمانة مجلس الوزراء، فيما علي حسين العلاق، قيادي في حزب الدعوة ونائب في البرلمان العراقي لعدّة دورات، والذي انتخب ابن شقيقته كرار العبادي، في 24 تشرين الأول/أكتوبر الماضي محافظًا لمحافظة بابل، الأمر الذي لاقى أيضًا ردود أفعال ساخرة ومستهجنة حول العائلة وتمددها في المناصب على مستوى بغداد والمحافظات.

عائلة العلاق في السياسة العراقية

عراقيون يغرقون أموالهم!

ونشر نشطاء مقاطع فيديو على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي يعرضون فيها بسخرية، "تجارب عملية"، حيث يضعون أموالهم في قدح مليء بالماء، لإثبات أن العملة لا تتلف حين يمسها الماء، وذلك تحت وسم (هاشتاغ) "#غرك_فلوسك".

ونشر صاحب صفحة "جمهورية المكاريد" تغريدة على تويتر تحت عنوان: "علاقة نظرية التطور باختفاء السبع مليارات"، وقال في التغريدة، إن "بيت العلاق اشتروا منصب محافظ بابل بست مليارات دينار، وفي مطرة واحدة عوضوا هذه الأموال"، مع فيديو يضع فئة 10 آلاف دينار في الماء، وبنمط صوتي قريب من الذي تعرض به قناة ناشيونال جيوغرافيك أفلامها وبرامجها الوثائقية.  

وتحت نفس الوسم #غرك_فلوسك، قال الناشط المدني مصطفى عودة، إن "النبي يوسف خزن الحنطة سبع سنين ولم تتلف، لكننا في مطرة واحدة أتلفنا سبع مليارات"!

الحسن بن الهيثم يستبق الغرق!

دائرة السخرية من التصريح اتسعت بعد أن صرح مدير عام الدائرة الإدارية في البنك المركزي، صالح ماهود، الذي وجه له سؤال عن سبب امتناع الحكومة من اتخاذ إجراء قانوني بتغريم المصرف بعد غرق الأموال، فأجاب قائلًا، لأن "الحادث كان قضاءً وقدر"!

ما بين السخرية والاستهجان تعاطى العراقيون على السوشيال ميديا مع تصريح تلف 7 مليارات دينار بسبب الأمطار، تحت وسم #غرك_فلوسك

وتحمل فئة 10 آلاف دينار عراقي (ما يعادل سبع دولارات أمريكية) صورة للعالم الحسن بن الهيثم، وكسخرية من تلف السبع مليارات، تناقل ناشطون صورة لفئة 10 آلاف وفيها يرتدي الحسن بن الهيثم أدوات الغوص تحسبًا من الغرق، فيما وضع ناشط آخر صورة الفئة قائلًا: "يجب تعيين غواصين في المصارف، للوقاية من الغرق".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحكم للمسؤولين وأقاربهم في العراق

فضيحة في العراق.. المصارف "دكاكين" لتمويل داعش