21-يناير-2021

مؤسس علي بابا جاك ما (Getty)

ظهر مؤسس مجموعة علي بابا العملاقة، رجل الأعمال الصيني جاك ما بشكل علني، للمرة الأولى منذ 3 أشهر تقريبًا، من خلال تسجيل فيديو توّجه به إلى 100 أستاذ مدرسي من الريف الصيني، مقدّمًا رؤيته وخطة عمله في ما يخص دعم التعليم في الأرياف، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي لتطوير الريف الصيني.القضية التي تخصّص لها مؤسسات جاك ما  أهمية كبيرة، من جملة أعمال إنسانية متعددة تقوم بها.

نجح جاك ما خلال وقت قياسي في بناء إمبراطورية ضخمة، في مجال المال والأعمال. وكان يظنّ أنه شخص لا يمكن المساس به، بسبب شعبيته الكبيرة في الصين. إلا أن السلطات الصينية لا تنظر بارتياح إلى النمو القياسي لأعماله

اختفاء جاك ما وعدم ظهوره بشكل علني منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020  عندما ألقى خطابًا في مدينة شنغهاي، أثار الكثير من التكهنات، وأسال الكثير من الحبر في الصحف واستدعى نشر التقارير في المواقع العالمية، في ظل شكوك متعلقة بقلق السلطات الصينية من طريقة عمل شركات جاك ما، وخاصة شركة " علي بابا " العملاقة، المتخصصة في مجال الخدمات والتوصيل، وتحقيقها لأرباح خيالية خلال فترات قصيرة. 

اقرأ/ي أيضًا: القطاع الصناعي في بريطانيا يطالب بدعم الدولة وتخفيض الضرائب لتجنب الانهيار

المشكلة بدأت بالظهور إلى العلن حين تم إدراج مجموعة Ant Group المالية التابعة لشركة علي بابا في بورصتي شنغهاي وهونغ كونغ. قبل أن يقوم منظمو البورصة الصينية بسحبها من الاكتتاب في اللحظة الأخيرة، لتبدأ بعدها الحكومة الصينية بهجوم على أعمال جاك ما وشركاته، من ضمن حملة صينية صارمة على الشركات في قطاع التكنولوجيا. 

وفور نشر الفيديو، ارتفعت أسهم علي بابا بنسبة 8.5 %، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ شهر تموز/يوليو 2020، ما ساهم في محو بعض الخسائر المسجلّة بسبب قرار سحب الاكتتاب في شنغهاي وهونغ كونغ قبل 3 أشهر. كما ارتفعت أسهم علي بابا في بورصة نيويورك، الأمر الذي يعكس الجو الإيجابي الكبير الذي تركه الظهور العلني لجاك ما في صفوف المستثمرين والمكتتبين.

 أخبار جاك ما تصدّرت عناوين الصحف ووكالات الأنباء في الأسابيع الماضية، في ظل اختفائه المفاجئ، ما جعل سيناريوهات وتحليلات كثيرة تنتشر حول مصيره .ويبدو من خلال ظهوره العلني اليوم، أن تسوية قد تمّت بينه وبين الحكومة الصينية، بانتظار الأيام القادمة التي تكشف بشكل أوضح حقيقة ما جرى.

اقرأ/ي أيضًا: ميغان ماركل تقاضي صحيفة بريطانية بدعوى انتهاك الخصوصية

بدورها نشرت صحيفة الـتايمز مقالة مطلع العام الجاري تحت عنوان "أين ذهب مؤسس علي بابا؟". واستشهدت التايمز ببحث منشور في صحيفة في هونغ كونغ، يحلل خطاب جاك ما في شنغهاي، أبدى الكثيرَ من الملاحظات والتحفظات على الخطاب. البحث المنشور برأي مقالة التايمز يمثل وجهة نظر الصين الرسمية، ما يشير إلى أن تدهور العلاقة، الملتبسة أساسًا وغير المستقرة، بين جاك ما وحكومة الصين. وقد يكون خطابه في شنغهاي مثل ذروة هذا التوتر، الذي تخطى فيه "الحدود"، عندما تحدّث عن ضرورة تطبيق إصلاح مالي في الصين. 

وكان جاك ما قد غاب عن الحلقة النهائية من البرنامج التلفزيوني المتخصص بدعم المبادرات الفردية الذي ترعاه مؤسسته، وقد ناب عنه أحد المسؤولين في شركته، كما أزيلت صورته من شارة البرنامج، ومن استديو التصوير، ما أكّد المزاعم بأن شيئًا ما يحصل، ويقف خلف اختفائه المفاجئ.

نجح جاك ما خلال وقت قياسي في بناء إمبراطورية ضخمة، في مجال المال والأعمال. وكان يظنّ أنه شخص لا يمكن المساس به، بسبب شعبيته الكبيرة في الصين، وبسبب تاريخه السياسي ومواقفه القومية وانحيازه الدائم للصين. ومع ذلك فإن السلطات الصينية لا تنظر بارتياح إلى النمو القياسي لأعمال جاك ما، أغنى رجل في الصين حاليًا، وتتخوّف من الأدوار الكبيرة التي يمكن له أن يقوم بها. 

ويشار إلى أنه في العام 2017 وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد لقائه مع جاك ما، بأن هذا الاجتماع سيجلب مليون وظيفة للأمريكيين داخل الولايات المتحدة. نشاطات جاك ما الكثيرة وعلاقاته بالدول الغربية، كلها عوامل تسهم في توجس الحكومة الصينية منه، ما يدفعها إلى توجيه الرأي العام ضده. ومع معرفتها بأهمية أعمال جاك ما ودورها الكبير في الاقتصاد الصيني، فإنها تبحث اليوم عن تحقيق توازن يسمح لجاك ما بالاستمرار في توسيع إمبراطوريته المالية، بشرط أن لا تتعارض مع ما تعتبره المصلحة الصينية العليا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سفاح القربى في واجهة التداول الإعلامي في فرنسا وشهادة كوشنير تجر آلاف الشهادات

مخيمات النازحين في شمال سوريا.. "جحيم" يتكرر كل شتاء