على خلفية التقدم المتسارع لفصائل المعارضة السورية على حساب قوات النظام في مختلف الأراضي السورية، بما في ذلك جنوب البلاد على الحدود السورية مع هضبة الجولان المحتل، قالت وسائل إعلام عبرية إن جيش الاحتلال عمل على تعزيز تواجده عسكريًا في المنطقة، وسط مخاوف تسود بين المسؤولين الإسرائيليين من أن تؤدي التطورات الميدانية إلى توترات على الحدود.
وبحسب تقرير لموقع "العربي الجديد"، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس الجمعة، إلى أن جيش الاحتلال بدأ العمل على تعزيز تواجده في الجولان المحتل، لافتةً إلى أنه قام بإرسال قوات إضافية من وحدات مختلفة إلى الفرقة 210 الإقليمية، التي تسيطر على الحدود مع سوريا، وسط مخاوف من التطورات المتسارعة التي يخشى "خروجها عن السيطرة"، مما يؤدي إلى عمليات تسلل إلى داخل الأراضي المحتلة.
من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أمس الجمعة، عبر حسابه على تطبيق "تليغرام"، إنه "نظرًا لتقييم الوضع الذي يجرى في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية العسكرية منذ يوم أمس (الخميس)، وفي ضوء التطورات الحاصلة في القتال الداخلي في سوريا تقرر استدعاء قوات جوية وبرية إلى منطقة هضبة الجولان".
يعمل جيش الاحتلال على تعزيز تواجده عسكريًا في الجولان المحتل، وسط مخاوف تسود بين المسؤولين الإسرائيليين من أن تؤدي التطورات الميدانية إلى توترات على الحدود
وأضاف أدرعي أن "قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة في المنطقة الحدودية وترفع من جاهزيتها للتعامل مع سيناريوهات مختلفة"، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال "يراقب الأحداث ويستعد لجميع السيناريوهات هجوميًا ودفاعيًا، ولن يسمح بوجود تهديد بالقرب من الحدود الاسرائيلية وسيعمل لإحباط أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل"، على حد وصفه.
وقال أدرعي في بيان منفصل، اليوم السبت، إنه: "بناء على تقييم الوضع في جيش الدفاع تقرر استدعاء قوات إضافية لمهام دفاعية في منطقة هضبة الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا"، مضيفًا أن هذا التقييم "يسمح باستدعاء القوات الإضافية لتعزيز الجهود الدفاعية في المنطقة والاستعداد لسيناريوهات مختلفة في الجبهة"، وفق تعبيره.
وبحسب مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد درواشة، قالت القناة الـ12 العبرية، أمس الجمعة، إن جيش الاحتلال "هاجم مخزن أسلحة كيميائية في سوريا لمنع وصول فصائل المعارضة إليه"، مضيفًا أنه من المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغر "الكابينت"، عقد اجتماعات متتالية، اليوم السبت وغدًا الأحد،
وفي إعلان وصفته وسائل الإعلام بـ"المفاجئ"، قال جيش الاحتلال، أمس الجمعة، إنه "سيبدأ تمرينًا عسكريًا في منطقتين منفصلتين في شمال غور الأردن وجنوب هضبة الجولان في إطار رفع الجاهزية والاستعداد"، مضيفًا أنه "خلال التمرين، ستلاحظ حركة نشطة للمركبات العسكرية وقوات الأمن"، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل، بحسب وكالة "الأناضول".
"إدارة العمليات العسكرية" أعلنت سيطرتها على تل الناصرية شمالي حماة بعد اشتباكات مع قوات النظام.
اقرأ أكثر: https://t.co/Ff8HoRCn2V pic.twitter.com/l7ofhNYrea— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 4, 2024
وتأتي التطورات الأخيرة بعد الاجتماع الذي عقده رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع وزارء ومسؤولين أمنيين لمناقشة تقدم فصائل المعارضة في جنوبي سوريا باتجاه الحدود مع الجولان المحتل، فيما قالت هيئة البث العبرية إن حكومة الاحتلال تستعد لجميع السيناريوهات في سوريا، بما في ذلك وقوع أسلحة استراتيجية في أيدي فصائل المعارضة السورية.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن إنشاء وحدة عسكرية خاصة بهضبة الجولان المحتل تحمل اسم "فارا"، مشيرًا إلى أنه "تم إنشاء وحدة فارا كجزء من تحسين الرد العملياتي في مرتفعات الجولان مع التركيز على مضاعفة قوة الفرقة كاحتياطي عملياتي".
وأضاف جيش الاحتلال أن الوحدة : "تتكون من وحدات احتياطية خاصة من السكان المحليين (المستوطنين) الذين يعيشون ما يحدث في المنطقة، وسيكون لديهم القدرة على حشد القوات داخل المنطقة"، لافتًا إلى أنها "وحدة مكانية سريعة ومتاحة ومرنة وفتاكة توفر استجابة فورية لمختلف السيناريوهات مع التركيز على التعلم من دروس 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023" في إشارة لعملية "طوفان الأقصى".