18-أغسطس-2020

أشارت تقارير إلى تطوير كوريا الشمالية لقدراتها النووية (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

أعلنت وسائل إعلام رسمية أن كوريا الشمالية ستعقد اجتماعًا هامًا لحزب العمال الشيوعي الحاكم في البلاد يوم الأربعاء، لمناقشة شؤون الاقتصاد والجيش وسط العقوبات الدولية وأضرار الفيضانات التي شهدها الشمال مؤخرًا، بينما أشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى أن الحزب الحاكم سيعقد اجتماعه العام السادس للجنة المركزية للبت في قضايا ذات "أهمية حاسمة في تطوير الثورة الكورية وزيادة الكفاءة القتالية للحزب".

أعلنت وسائل إعلام رسمية أن كوريا الشمالية ستعقد اجتماعًا هامًا لحزب العمال الشيوعي الحاكم في البلاد يوم الأربعاء، لمناقشة شؤون الاقتصاد والجيش وسط العقوبات الدولية وأضرار الفيضانات

وبحسب ما نقل موقع NK News الذي يديره منشقون عن البلد الشمالي في كوريا الجنوبية، فإنه من المتوقع حضور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الاجتماع، نظرًا لما يمكن أن يتضمنه من الإعلان عن تغييرات كبيرة في السياسة الداخلية والخارجية لبيونغ يانغ، من بينها مناقشة السياسة الداخلية لاحتواء جائحة فيروس كورونا الجديد، إضافة لإمكانية إجراء تغييرات في المناصب القيادية، واحتمالية التطرق لنقاش سياسة الردع الدفاعية للبلاد.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا لو اندلعت الحرب ضد كوريا الشمالية؟.. سيناريو مُتخيّل لكارثة محتملة

في وقت سابق، كشف تقرير سري للأمم المتحدة يعتمد على تقييم مجموعة من الدول أن بيونغ يانغ "طورت على الأرجح أجهزة نووية مصغرة لتركيبها على الرؤوس الحربية لصواريخها الباليستية"، مشيرًا إلى أن النظام هناك اعتمد على التجارب الست السابقة لتطوير أجهزة نووية مصغرة، علمًا أن بيونغ يانغ أوقفت تجاربها النووية في أيلول/سبتمبر 2017، فيما اقتصرت تجاربها اللاحقة على تطوير الصواريخ الباليستية أو العابرة للقارات.

وأوضح التقرير الذي شارك بإعداده خبراء مستقلون أن بيونغ يانغ واصلت تطوير "برنامجها النووي بما في ذلك إنتاج يورانيوم عالي التخصيب، وإنشاء مفاعل نووي للماء الخفيف"، لافتًا لتقدير إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن استمرار بيونغ يانغ بـ"إنتاج الأسلحة النووية"، فضلًا عن مواصلتها كذلك "تطوير برنامجها للصواريخ البالستية (BM) بوتيرة مكثفة" منذ مطلع العام الجاري.

وبحسب ما نقل موقع NK News في التقرير الذي نشر في وقت سابق من الشهر الجاري، فإن الخبراء أشاروا في التقرير إلى أن الشمال أجرى ما لا يقل عن ثمانية تجارب لاختبار الصواريخ الباليستية خلال العام الجاري، وسط ترجيحات بأن الاستعدادات تجري في الوقت الراهن لاختبار صاروخ باليستي يطلق من الغواصات، واعتمد الخبراء في ترجيحهم للاختبار الجديد على الفترات الزمنية المتقاربة للتجارب الصاروخية عينها.

وفيما رجح التقرير أن تكون التجارب الصاروخية عبارة عن "تطوير أو تدريب" للتحقق من نجاح التجربة الصاروخية، فإنه شدد كذلك على ترجيحات تدور في إطار امتلاك كوريا الشمالية لرؤوس نووية مصغرة قادرة على أن تثبت ضمن الصواريخ البالستية، ويرى المحللون إن إدراج هذا الترجيح، رغم عدم استبعاده من غالبية الخبراء، يدل على ثقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن بأن بيونغ يانغ أصبحت تمتلك تقنية صاروخية يمكن من خلالها استهداف البر الرئيسي للولايات المتحدة شمال محيط الهادئ.

ومضى التقرير بالإشارة لتطلعات النظام في بيونغ يانغ للحصول على مساعدات من الخارج لتطوير برنامجها النووي، عن طريق تعاملاتها التجارية التي تنظمها بعيدًا عن العقوبات المفروضة عليها لتمويل برامج تطوير ترسانتها النووية، بما في ذلك من خلال عمليات النقل غير الشرعية للمنتجات النفطية عبر السفن من أجل التحايل على العقوبات.

كما سجل الخبراء انتعاشًا في التجارة غير الشرعية لصادرات الفحم، بعد أن توقف بين شهري كانون الثاني/يناير – آذار/مارس الماضيين بسبب إغلاق البلاد لمكافحة فيروس كورونا الجديد، علمًا أن البلد الآسيوي يخضع لسلسلة من العقوبات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، بموجب 10 قرارات اتخذها مجلس الأمن الدولي منذ 2006 بسبب تطوير ترسانته والنووية، وبرامجه للصواريخ الباليستية.

ويصف التقرير بشكل مفصل مجموعة من الحالات سمحت فيها بيونع يانغ لمواطنين محددين من الشمال العمل في الخارج، فقد رصد NK News ترحيل كمبوديا لـ16 خبيرًا في التكنولوجيا من كوريا الشمالية، ويقول التقرير الأممي إن الخبراء الذين رصدهم الموقع انتقلوا إلى الصين لمواصلة عملهم، كما أنه أشار إلى أن الكوريين الشماليين لا يزالون يحصلون على الأموال من موسكو، والتي كان آخرها في آذار/مارس الماضي، عندما فازت مجموعة من خبراء التكنولوجيا بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.

فيما كانت وكالة الأنباء الكورية المركزية قد نقلت على لسان الزعيم الكوري تأكيده تطوير بيونغ يانغ لأسلحة نووية جعلها تمتلك "قوة مطلقة"، وأضاف في تصريحاته التي نقلت الأسبوع الماضي أن الشمال أصبح قادرًا على التصدي لأي "شكل من أشكال الضغط الزائد والتهديدات العسكرية من القوى الاستعمارية والمعادية"، موضحًا ذلك بقوله: "بفضل ردعنا النووي الدفاعي الموثوق به والفعال، لن تندلع حرب بعد الآن، وستكون سلامة بلدنا ومستقبله مضمونين بقوة إلى الأبد".

 كانت وكالة الأنباء الكورية المركزية قد نقلت على لسان الزعيم الكوري الشمالي تأكيده تطوير بيونغ يانغ لأسلحة نووية جعلها تمتلك "قوة مطلقة"

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى بنظيره الكوري الشمالي لأكثر من مرة خلال العامين الماضيين، إذ نظم أول لقاء بين الاثنين في سنغافورة في عام 2018، مما عزز الآمال في إنهاء بيونغ يانغ لبرنامجها النووي عن طريق التفاوض، ثم تجدد اللقاء بينهما مرةً ثانية في فيتنام في عام 2019، وفي محاولة لإحياء مسار المفاوضات التي تعثرت بين الطرفين بعد قمة فيتنام، قام ترامب بزيارة تاريخية إلى قرية بانمونغوم منزوعة السلاح بين الكوريتين التقى فيها جونغ أون، غير أن الطرفين لم يستطيعا التوصل لآلية واضحة تنظم المفاوضات بين الشمال والدول الغربية.