14-يوليو-2020

ترجح تقارير أن الإفراج تم في سياق من التفاهمات الأمريكية الإيرانية (تويتر)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية عن إطلاق سراح رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين المعتقل في الولايات المتحدة بتهمة تقديمه تمويلًا ماليًا لحزب الله اللبناني، في إطار صفقات تبادلية مختلفة أجريت خلال الأشهر الماضية بين واشنطن وطهران، على الرغم من تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الطرفين.

 إطلاق سراح رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين المعتقل في الولايات المتحدة بتهمة تقديمه تمويلًا ماليًا لحزب الله اللبناني، في إطار صفقات تبادلية مختلفة أجريت خلال الأشهر الماضية بين واشنطن وطهران

ونقلت وسائل إعلام غربية عن ثلاثة مسؤولين كبار قولهم إن واشنطن أطلقت سراح تاج الدين في وقت سابق من الشهر الماضي، بعد تفاهمات غير مباشرة بين واشنطن وطهران برعاية سويسرا التي تمثل المصالح الأمريكية في طهران، لافتًا إلى أن الإفراج عن تاج الدين يأتي "ضمن مسار طويل من عمليات التبادل التي ستحدث لاحقًا على مستوى واسع"، مؤكدًا على استمرار العملية بالإفراج عن المزيد من المعتقلين في سجون الطرفين.

اقرأ/ي أيضًا: عقوبات بريطانية ضد حزب الله والحكومة اللبنانية تنأى بنفسها

في حين أوضح مصدر دبلوماسي إقليمي أن الإفراج عن تاج الدين سيكون بمثابة مقدمة لمزيد من الصفقات المشابهة التي من المتوقع أن تشمل 20 معتقلًا من الطرفين، لافتًا إلى أن الإفراج عن تاج الدين سيكون بمثابة اختبار جميع الأطراف المعنية في القضية لبعضها البعض نظرًا لعدم وجود الثقة بينها، فيما قال مصدران إن رئيس جهاز الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم كان له دور الوسيط في العملية.

من جهتها أشارت وزراة الخارجية الأمريكية على لسان متحدثها إلى أن الإفراج عن تاج الدين جاء نتيجة "مخاوف صحية"، نافيًا أن يكون الإفراج عن رجل الأعمال اللبناني جزءًا من صفقة أبرمت خلف الكواليس، ولافتًا لمعارضة الحكومة الأمريكية قرار الإفراج، قبل أن يعود للتأكيد على التزامها بقرار المحكمة في الوقت نفسه.

ووفقًا لمكتب السجون الاتحادي في الولايات المتحدة فإن تاج الدين أفرج عنه يوم 11 حزيران/يونيو الماضي، على الرغم من أنه كان ينتظر قضاء ما لا يقل عن ثلاث سنوات أخرى من عقوبته، بعدما أقر بالتهم التي وجهها له القضاء الأمريكي في عام 2018، وتدور في إطار انتهاكه للعقوبات الأمريكية المفروضة عليه بسبب كونه داعمًا ماليًا لحزب الله.

وأصدر القضاء الأمريكي قرارًا ينص على حكم تاج الدين بالحبس لخمس سنوات مع غرامة مالية بقيمة 50 مليون دولار بسبب تقديمه الدعم المالي لحزب الله، وكانت واشنطن قد أدرجت حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية في واشنطن اعتبارًا من العام 1997، قبل أن تضيفه على قائمة من وصفتهم بـ"المنظمات الإرهابية العابرة للحدود" في عام 2018.

في الأثناء شدد شبلي ملاط محامي الدفاع عن تاج الدين على عدم وجود صفقة خلف الكواليس كانت وراء الإفراج عن موكله، مضيفًا بأنها "كانت عملية قضائية بحتة"، وأن قاضيًا أمر بالإفراج عن تاج الدين في 27 أيار/مايو الماضي، بعد انقضاء فترة 14 يومًا في الحجر الصحي، وذلك بناء على اقتراح قدمه فريق الدفاع عن تاج الدين بسبب مخاطر إصابته بفيروس كورونا الجديد.

وكانت السلطات المغربية قد اعتقلت تاج الدين في مطار الدار البيضاء في آذار/مارس من العام 2017، بناء على مذكرة اعتقال صادرة عن مكتب الشرطة الدولية (الإنتربول) بتهم ارتكابه عمليات احتيال وغسل أموال وتمويل أنشطة إرهابية، وتمت عملية اعتقاله أثناء قدومه من العاصمة الغينية كوناكري مرورًا بالدار البيضاء قبل أن يختم رحلته بالهبوط في بيروت.

وبعد إدراج واشنطن لاسم تاج الدين الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والسيراليونية على قائمة العقوبات الأمريكية بوصفه "ممولًا مهمًا لحزب الله"، قامت بإدراج أشقائه الاثنين حسين وعلي على اللائحة عينها بالتهمة ذاتها في عام 2010، كما استهدفت العقوبات الشبكة المالية للأشقاء الثلاثة الذين ينشطون في قطاعات العقارات والإنشاء والألماس وتجارة الأغذية.

ويعرف عن شبكة تاج الدين المالية أنها تنشط في دول غامبيا وسيراليون وجمهورية الكونجو الديمقراطية وأنغولا وجزر العذراء البريطانية، وتشير التقارير إلى أنه ورد في ملف اعتقال تاج الدين تنفيذه لتحويلات مالية غير قانونية بقيمة 27 مليون دولار لحزب الله، وذلك عن طريق شبكة أعمال تمتد عبر أنغولا والإمارات ولبنان.

تشير التقارير عينها، أن أولى عمليات الإفراج عن المعتقلين لدى الطرفين بدأت بعدما أفرجت السلطات اللبنانية عن اللبناني الحامل للجنسية الأمريكية عامر الفاخوري، والذي كان يشرف على تعذيب الأسرى في معتقل الخيام المعروف بـ"معتقل أنصار" التابع لجيش لبنان الجنوبي، الذي كان يتعاون مع القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وذلك بعدما أسقطت المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت التهم الموجهة ضده في آذار/مارس الماضي.

وبعد إطلاق سراح الفاخوري بأقل من شهرين أعربت الحكومة الإيرانية على لسان متحدثها علي الربيعي عن استعدادها لتبادل جميع السجناء الإيرانيين والأمريكيين من خلال التفاوض، ومن دون شروط مسبقة، وذلك على خلفية عملية التبادل التي أجريت بالإفراج عن الباحث الأمريكي في السجون الإيرانية شيوي وانغ مقابل الإفراج عن العالم الإيراني في السجون الأمريكية مسعود سليماني في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: طارق العيسمي.. بارون مخدرات حزب الله في فنزويلا

وفي مؤشر على تقارب وجهات النظر بين واشنطن وطهران بشأن المعتقلين لدى الطرفين، جرى تبادل للمعتقلين بصورة غير مباشرة في حزيران/يونيو الماضي، حين أفرجت السلطات الإيرانية عن الجندي الأمريكي مايكل وايت من سجونها، في مقابل إفراج واشنطن عن العالم الإيراني مجيد طاهري، كانت استبقته بالإفراج عن العالم الإيراني الآخر سيروس عسكري.

في مؤشر على تقارب وجهات النظر بين واشنطن وطهران بشأن المعتقلين لدى الطرفين، جرى تبادل للمعتقلين بصورة غير مباشرة في حزيران/يونيو الماضي

ورافق عملية الإفراج عن المعتقلين الثلاثة، إطلاق سراح طهران لإخصائي تكنولوجيا المعلومات نزار زكا الحامل لتصريح الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، والذي اعتقله الحرس الثوري الإيراني بعد انتهائه من حضور مؤتمر في إيران بتهمة الاشتباه بصلته بأجهزة الأمن الأمريكية في عام 2015، قبل أن يواجه حكمًا بالسجن عشر سنوات مع غرامة مالية بقيمة 4.2 مليون دولار بتهمة التآمر على الحكومة الإيرانية.