18-نوفمبر-2021

(Getty Images)

تعرّضت حارسة منتخب إيران للسيدات زهراء كودايي لحملة تنمّر وسخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد طلب رئيس الاتحاد الأردني  لكرة القدم علي بن الحسين، شقيق الملك الأردني، بفتح تحقيق للتأكد من جنس اللاعبة.

 انتشرت التعليقات المسيئة بحق اللاعبة على الصفحات الساخرة، قبل أن يصدر الاتحاد الإيراني لكرة القدم بيانًا حازمًا، يؤكد فيه أن زهراء  كودايي هي لاعبة لمنتخب إيران

وقد انتشرت التعليقات المسيئة بحق اللاعبة على الصفحات الساخرة، قبل أن يصدر الاتحاد الإيراني لكرة القدم بيانًا حازمًا، يؤكد فيه أن زهراء  كودايي هي لاعبة لمنتخب إيران ونادي "ذوب آخن أصفهان" للسيدات، وهي تبلغ من العمر 32 عامًا، وقد ظهرت سابقًا في المؤتمرات الصحفية وهي ترتدي الملابس النسائية والحجاب.

اللاعبة الإيرانية زهراء كواديي (Getty)

ناشطو مواقع التواصل شنّوا حملة مضادة على المتنمرين والساخرين من زهراء كودايي، كما وجّهوا نقدًا للاتحاد الأردني لكرة القدم ورئيسه، واتهموهم بالإساءة لزهراء كواديي وفتح الباب للتعليقات الذكورية والظاهرية ضدها، بسبب سوء تقديرهم، وتسرّعهم وعدم تقبّلهم لخسارة المباراة أمام إيران وفرصة التأهل إلى كأس العالم، إضافة إلى انطلاقهم من تصورات ذكورية متحيّزة ضمن صورة مسبقة لما يمكن أن يكون عليه الرجل أو المرأة.

المتضامنون مع زهراء استخدموا وسم #زهراء_كودايي، الذي انتشر في البلدان العربية وإيران، وعبّروا من خلال وقوفهم إلى جانبها ورفض التعليقات المسيئة والذكورية التي تعرّضت لها، فتوجهت إليها المغرّدة شهد شباقير بالقول : " فخورون بك يا زهراء، نأسف لأنك مضطرة للتعامل مع مجتمعنا الذي يقدّس معايير الجمال، أنا أدعمك ".

واعترف المغرّد عبد العزيز هيدوس من قطر باستحالة إيقاف التنمر والتخلص منه، لكن هذا لا يعني أنه علينا نسكت إزائه بحسب رأيه، داعيًا إلى الالتزام بالوقوف إلى جانب ضحايا التنمر، ودعا المتنمرين إلى زيارة الأطباء النفسيين للعلاج.

المغرّد فواز العمر من الأردن نشر صورة لزهراء كودايي بزي نادي زوب أصفهان، وكتب : " كوني دائمًا فخورة بنفسك ".

بدوره قال الصحفي الإيراني حبيب عبد الحسين، إن زهراء كودايي لعبت دورًا كبيرًا في فوز منتخب بلادها على الأردن من خلال تصدّيها لركلتين ترجيحتين، قبل أن يطلب علي بن الحسين التحقق من جنسها ويأتي الرد بأنها أنثى، وتوجّه عبد الحسين إلى شقيق الملك الأردني بالسؤال : " ما رأيك في التنمر والتشهير الإلكتروني الذي تعرّضت له زهراء؟"

المغرّدة زهراء خاتون من لبنان تضامنت مع زهراء كودايي، وتوجّهت إليها بالقول : "من لبنانية تتشارك معك بنفس الاسم، كل الحب والاحترام "

كذلك وجّه الناشط يوسف الخاجة من البحرين التحية لزهراء، وقال : " ما أجملك يازهراء. عجزوا عن هزيمتك وقالوا إن استبسالك في الدفاع عن مرماك لا يفعله إلا الرجال ونحن احفاد النشامة فكيف نُهزم!؟  فتنمروا ! ففزتي مرتين "

وشعر المغرّد محمد طعمة بالأسف لما تعرّضت لها زهراء كوديي، وتوجّه إليها بالقول : " أعتذر لكِ سيّدتي عن كل جرح تسبّب به عالمنا الظالم الذي يملؤه الوحوش أشباه البشر."

حساب آخر يستخدم حساب اسم " هدى " نشر صورة لزهراء كودايي، وتوجّه إلى الجمعيات النسوية والإتحادات الكروية النسائية، وقال إن هذه الفتاة الجميلة هي ضحية لحملة سخرية وتنمّر بناءً على تساؤلات غير مشروعة تشكّك في جنسها، وطالب الحساب بإنصافها وتحقيق العدالة لها.

الحساب نفسه استغرب في تغريدة أخرى عدم قيام الحركات النسوية بالدفاع الكافي عن زهراء كودايي، وأضافت مشغّلة الحساب " بصفتي أنثى، أدعو لاتخاذ إجراءات  فورية، وتقديم إعتذار علني لزهراء فهي تستحقه. بجب على الإتحاد الآسيوي اتخاذ إجراءت ضد جميع الأطراف وخاصة الإتحاد الاردني لكرة القدم ".

واعتبرت زينب عليان من لبنان، أن ذنب زهراء كودايي حارسة منتخب إيران الوحيد، هو أنها طورّت قدراتها البدنية لتستحق لقب حارسة إيران الأولى، وأردفت : " شُنت ضدها حملة تنمر شكّكت بأنوثتها حتى وصل الأمر إلى الإتحاد الآسيوي. من قال إن معايير الانوثة محصورة بالفيلر والبوتوكس!

 

يذكر أن المنتخب الإيراني للسيدات قد نجح بالتأهل لبطولة كأس أمم آسيا 2022  بعد فوزه في المباراة الحاسمة على المنتخب الأردني بركلات الترجيح، والتي أدّت فيها الحارسة زهراء كواديي دورًا حاسمًا حين تصدّت لعدد من الركلات، ومنحت منتخب بلادها بطاقة العبور إلى البطولة التي ستقام في الهند. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف أصبحت إيران مركزًا لعمليات إعادة تحديد الجنس في العالم الإسلامي؟

عفو ملكي خاص عن المحكومين في قضايا "إطالة اللسان" في الأردن

تفاعل واسع في الأردن مع تظاهرات الجمعة: لا لقانون الدفاع ورفع الأسعار!