30-يونيو-2022

مساعٍ أوروبية لحل أزمة المفاوضات الأمريكية الإيرانية (رويترز)

نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة، اولوف سكوج، قوله إن "عدم التوصل إلى اتفاق بمحادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني يرجع إلى غياب الثقة بين الأطراف"، وحث سفير الاتحاد الأوروبي في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك جميع الأطراف إلى "اغتنام الفرصة لإبرام اتفاق على أساس النص"، مؤكدًا أن "وقت التغلب على آخر القضايا العالقة وإبرام الصفقة واستعادة الاتفاق بالكامل هو الآن". وكشف سفير الاتحاد الاوروبي "لدينا صفقة جيدة لإحياء الاتفاق النووي وندعو الأطراف لانتهاز هذه الفرصة".

كشف سفير الاتحاد الاوروبي "لدينا صفقة جيدة لإحياء الاتفاق النووي وندعو الأطراف لانتهاز هذه الفرصة"

من جهته، قال المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير لوسائل الإعلام إلى جانب مندوبي بريطانيا وألمانيا "ندعو إيران إلى وقف تصعيدها النووي والعودة إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والموافقة على العرض المطروح على الطاولة بدون تأخير بما يعود بالمنفعة على شعب وأمة إيران". وأضاف المندوب الفرنسي في بيان مشترك أن "برنامج إيران النووي بات الآن أكثر تقدمًا من أي وقت مضى".

وتابع دو ريفيير أن "الجهود الدبلوماسية المكثفة لتحريك الاتفاق النووي الإيراني أسفرت عن صفقة قابلة للتطبيق مطروحة على الطاولة منذ مطلع آذار/مارس، ونأسف لأن تكون إيران رفضت حتى الآن اغتنام هذه الفرصة الدبلوماسية وواصلت تصعيدها النووي". واستنكر السفير الفرنسي الموقف الإيراني قائلًا "لسوء الحظ على حد علمنا خلال الاجتماع الذي اختتم في الدوحة رفضت إيران مرة أخرى اغتنام الفرصة وقدمت بدلًا من ذلك مطالب جديدة غريبة وغير واقعية".

من جهته قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إن "إيران طالبت الولايات المتحدة بضمانات موضوعية يمكن التحقق منها، وأنها لن تنتهك التزاماتها مرة أخرى، وأن العقوبات لن تُفرض تحت ذرائع أو أسباب أخرى، كما كان الحال مع الإدارة الأمريكية السابقة". وأشار المندوب الإيراني إلى أنهم "مستعدون للتفاوض بشأن الاتفاق النووي بشكل بناء والكرة في ملعب واشنطن"، معتبرًا أن "طهران أوفت بجميع التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، مشيرًا إلى أن "التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي ليس أمرًا بعيد المنال".

وكانت جولة مفاوضات إيرانية أمريكية غير مباشرة قد بدأت في العاصمة القطرية الدوحة دون إحراز تقدم، حيث عقدت المفاوضات يومي الثلاثاء والأربعاء في أحد فنادق العاصمة القطرية الدوحة بمبادرة من الاتحاد الأوروبي سعيًا للخروج من المأزق الذي آلت إليه جولات المحادثات التي عقدت على مدى 11 شهرًا وتوقفت في آذار/مارس الماضي. وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن "المحادثات غير المباشرة في الدوحة انتهت"، وعبر عن خيبة أمله لأن "إيران رفضت مرة أخرى الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتحاد الأوروبي وبالتالي لم يتمّ إحراز أي تقدم".

من جهتها نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصادر مطلعة قولها إنه "كان هناك إصرار  من واشنطن على مواقفها التي لا تضمن تأمين مصالح إيران الاقتصادية من الاتفاق النووي"، ووفقًا لوكالة "تسنيم" فإن "وفد الاتحاد الأوروبي انتقد أيضًا الموقف الأمريكي في عدم بذل الجهود لإحياء الاتفاق النووي".

كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني إن إيران قدمت وجهات نظر ومقترحات عملية بشأن القضايا المتبقية في مفاوضات الدوحة. وكتب كنعاني على حسابه على تويتر: "استمرارًا لمسيرة مفاوضات رفع الحظر، جرت مفاوضات مكثفة يومي الثلاثاء والأربعاء بوساطة إنريكي مورا منسق المفاوضات في الدوحة"، وشدد كنعاني  على أن "وجهات النظر والاقتراحات العملية الإيرانية قدمت بشأن القضايا المتبقية، كما عرض الجانب الآخر ملاحظته"، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "كالعادة  سيكون باقري ومورا ​​على اتصال بشأن استمرار المسار والمرحلة المقبلة من المفاوضات".

كانت جولة مفاوضات إيرانية أمريكية غير مباشرة قد بدأت في العاصمة القطرية الدوحة دون إحراز تقدم

بذكر أن منسق شؤون المفاوضات الأوروبي إنريكي مورا قام بدور الوسيط بين الطرفين في هذه الجولة، في حين جلس كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري والمبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران روبرت مالي في غرفتين منفصلتين، وتحدث إنريكي مورا عن أن "المحادثات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة انتهت من دون إحراز التقدم المأمول"، مؤكدًا "استمرار العمل لإعادة مفاوضات فيينا إلى مسارها الصحيح".