08-أغسطس-2021

فشل الوساطة الروسية وحصار مستمر من النظام السوري لدرعا البلد (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والسكان المحليين الذين تنظموا للدفاع عن أحياء "درعا البلد"، رافقها قصف مكثف بقذائف الهاون والمضادات الأرضية استهدف أحياءها،  في محاولة من ميليشيات "الفرقة الرابعة" التقدم إلى داخلها. وأعلن "تجمع أحرار حوران"، أن ميليشيات "الغيث" التابعة "للفرقة الرابعة" سحبت العشرات من عناصرها من مدينة "درعا" نحو العاصمة "دمشق"، وأكدت المصادر أن أكثر من 45 سيارة عسكرية تابعة  للميليشيات خرجت من حي "الضاحية"  على المدخل الغربي لمدينة "درعا"، محملة بالعناصر وأثاث المنازل التي تم سرقتها ونهبها بعد مداهمتها لأحياء مدينة "درعا"، وسلكت طريق العاصمة "دمشق".

تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والسكان المحليين الذين تنظموا للدفاع عن أحياء "درعا البلد"، رافقها قصف مكثف بقذائف الهاون والمضادات الأرضية استهدف أحياءها

هذا وتعثرت الوساطة الروسية في التوصّل إلى اتفاق يضع حد للأزمة في محافظة "درعا" جنوب البلاد، وينهي قرابة الشهرين من الحصار الذي يفرضه النظام السوري على أحياء "درعا البلد"، وتزداد الأمور تعقيدًا مع رفض النظام تقديم أي تنازلات، إذ يصرّ على إخضاع  أحياء "درعا البلد"، وفرض السيطرة الكاملة عليها وإقامة حواجز فيها، واعتقال من يعتبرهم مطلوبين، وترحيل آخرين، إضافة إلى جمع كل أشكال السلاح من الأهالي، باتفاق وفق شروطه، أو بشن حملة عسكرية لاقتحام الأحياء الرافضة للخضوع، ما ينبئ  بمجازر سيرتكبها النظام في هذه الأحياء على غرار باقي العمليات العسكرية التي شنها على مختلف المدن السورية التي  خرجت من سيطرته.

اقرأ/ي أيضًا: النظام السوري يخرق اتفاق التهدئة ويحاول التقدم داخل أحياء درعا البلد

وكانت جولة مفاوضات جديدة قد عقدت أمس السبت، دون التوصل إلى اتفاق، سبقها اجتماع يوم الجمعة، جمع وجهاء وأعيان الريفين الغربي والشرقي في محافظة "درعا" إضافة إلى أعيان ووجهاء "درعا البلد" مع ضابط روسي جديد مكان "أسد الله"، الضابط المسؤول في الشرطة العسكرية الروسية عن ملف الجنوب السوري، والذي وعد بإيقاف التصعيد العسكري في المنطقة.

 وذكر عماد المسالمة وهو أحد وجهاء "درعا البلد"، في حديث  لصحيفة "العربي الجديد" أن "الروس يريدون إبرام اتفاق يرضي الطرفين، لكن المليشيات الطائفية الإيرانية تفشل كل المحاولات الروسية للتوصل إلى حل"، وأضاف "الأهالي يطالبون الجانب الروسي بتحمل مسؤولياته، كونه الضامن لكل الاتفاقات التي جرت في جنوب سوريا، وأبرزها اتفاقات التسوية في عام 2018 مع النظام". وذهبت عدة مصادر إلى أن موسكو استبدلت الضابط "أسد الله" الذي هدد في وقت سابق أهالي "درعا البلد"  بالمليشيات الإيرانية في حال عدم الرضوخ إلى شروط النظام، في خطوة يبدو أن الهدف منها التوصل إلى اتفاق يجنّب المنطقة عملية عسكرية تفضي إلى السيطرة الكاملة للنظام والمليشيات الإيرانية على الجنوب السوري.

وفي سياق متصل أصدر "مجلس عشائر حوران" بيانًا أمس السبت، تناول تطورات الأحداث الأخيرة في محافظة "درعا"، وأكد أن "أبناء حوران يسعون لأن تكون سوريا لكل السوريين، دولة مدنية وديمقراطية يمارس الجميع فيها حرياتهم المنصوص عليها ضمن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، و يؤدي كلّ منّهم واجبه لبناء وطن للجميع، لا مزارع مافيوية كما يريد النظام الحاكم". وأضاف البيان أن "زمن الأنظمة المركزية قد ولّى إلى غير رجعة، فالفرق شاسع بين الحكم و الإدارة، فمن يحكم البلاد و يسيطر على جيشها وعلاقاتها الخارجية قد لا يستطيع بالضرورة إدارتها بشكل سليم دون عملية ديمقراطية لا مركزية تختار فيها المحافظات والبلديات ممثليها، وتحاسبهم من خلال الشفافية والعمل المؤسّساتي الصحيح، وهو حال جميع الأنظمة المتقدمة في العالم، فمن يحكم  في العالم لا يدير، وإنما تترك القضايا الإدارية للسكان و ممثليهم المحليين". وتابع أن "تجربتنا قبل عودة النظام إلى مناطقنا أثبتت أن إدارة السكان لمناطقهم قادتْ إلى تنمية وعدالة أفضل وأعمّ، وأكدتْ هذه التجربة بأن انتخاب السكّان لممثّليهم بشكل مباشر وشفاف تؤدي إلى نتائج إيجابية، وتقود لمحاسبة الفاسدين ومكافأة أصحاب الإنجاز. إن الزمن الذي كنّا نقبل فيه بإدارة الفاسدين قد ولى، ولأنّنا نعتبر حوران كأخواتها من المحافظات السورية، قبلة لكل الأحرار في سوريا من الساحل الى الداخل، لن نتراجع عن حقنا وحقكم في الحرية والديمقراطية حتى يعمّ فرح النصر في أرجاء البلاد".

 أصدر "مجلس عشائر حوران" بيانًا أمس السبت، تناول تطورات الأحداث الأخيرة في محافظة "درعا"، وأكد أن "أبناء حوران يسعون لأن تكون سوريا لكل السوريين، دولة مدنية وديمقراطية"

واستنكر بيان العشائر استقدام النظام للحشود العسكرية بالإضافة  للميليشيات الأجنبية الموالية له على أرض "حوران"، وفرض الحصار المطبق على أهالي "درعا البلد"، وندّد بالتهديدات التي يطلقها ضباط النظام بالقتل والاقتحام والتهجير بحق أهاليها.