13-أكتوبر-2020

يجمع الرأي العام العربي على رفض التطبيع (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الإمارات، على أن يتم طرحها أمام الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) لمناقشتها والتصويت عليها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، فيما نقل البيت الأبيض عن الرئيس الأمريكي توجيه دعوته لولي عهد أبوظبي للعب دور أكبر في تحفيز دول منطقة الشرق الأوسط للانضمام لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الإمارات، على أن يتم طرحها أمام الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) لمناقشتها

وقالت وسائل إعلام عبرية إن مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماعه الأسبوعي الذي عقد الاثنين، صادق بالإجماع على طرح اتفاقية تطبيع العلاقات مع الإمارات للتصويت عليها في الكنيست، وأضافت التقارير بأن التوقعات تشير لمناقشة الكنيست للاتفاقية في اجتماعه المرتقب يوم الخميس القادم، فيما أشار رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع إلى أنه أجرى اتصالًا في وقت سابق من الأسبوع الماضي مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد اتفقا خلاله على تبادل الزيارات بينهما.

اقرأ/ي أيضًا: وعود إماراتية بتقديم مساعدات اقتصادية للسودان.. والتطبيع هو الثمن

وفي السياق كشف نائب المتحدث باسم بالبيت الأبيض جود دير عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه دعوةً لابن زايد لتشجيع باقي دول منطقة الشرق الأوسط على اتباع المسار الإماراتي في تطبيع العلاقات مع تل أبيب، ويأتي بيان المكتب البيضاوي ليؤكد التقارير الغربية التي تحدثت عن ضغوط أمريكية – إماراتية مشتركة تمارس على السودان لدفعه باتجاه تطبيع العلاقات مقابل إزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب في واشنطن.

وكان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي) المقرب من أبوظبي قد أشار في مقابلة مع محطة تلفزيونية محلية إلى أن موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل "مرتبطة بإزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب"، مشيرًا إلى حاجة الخرطوم لتطبيع العلاقات مع تل أبيب بسبب ما وصفه بـ"قدراتها (إسرائيل) المتقدمة في القطاع الفني والزراعي".

لكن تصريحات حميدتي مدفوعًا برغبته للتطبيع يبدو أنها لا تزال تحظى برفض التيار المدني في الائتلاف الحاكم للإقدام على مثل هذه الخطوة، نظرًا لأن الحكومة الانتقالية ليس لديها تفويض لاتخاذ قرار بشأن قضايا سياسة خارجية بهذا الحجم، وهو ما انعكس في حديث رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية يوم الأحد، بتأكيده على رفضه مقايضة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالتطبيع مع إسرائيل، لافتًا إلى أن إصرار واشنطن على هذا الخيار يضر بجهود الوصول إلى الديمقراطية في السودان.

إضافة إلى موقف القادة السودانيين المقربين من أبوظبي، يدور الحديث عن موقف رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي انعكس في إجابته على سؤال موجه من وكالة سبوتنيك الروسية يستوضح موقفه من تطبيع العلاقات مع تل أبيب، عندما شدد على أن "السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق. وحقنا هو أرضنا"، في إشارة لهضبة الجولان المحتلة.

وأضاف الأسد مستدركًا في حواره بالإشارة إلى إمكانية إقامة "علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا"، مضيفًا بأن "المسألة بسيطة جدًا.. ولذلك، يكون الأمر ممكنًا عندما تكون إسرائيل مستعدة، ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبدًا". وفي إشارة لتأكيده على أن عرقلة تطبيع العلاقات سببها الجانب الإسرائيلي، أوضح الأسد قائلًا "لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظريًا نعم، لكن عمليًا، حتى الآن فإن الجواب هو لا".

ويملك النظام السوري علاقات توصف بالجيدة مع أبوظبي، بالأخص أن الإمارات كانت أول دولة عربية قد أنهت عزلة الأسد على المستوى العربي، بعدما أعادت تطبيع العلاقات مع النظام السوري بافتتاحها مقر سفارتها في دمشق على مستوى القائم بالأعمال في كانون الأول/ديسمبر 2018، قبل أن تتوقف لاحقًا عجلة التطبيع الإماراتية مع النظام السوري تخوفًا من أن تشملها عقوبات قانون قيصر لحماية المدنيين.

وعلى الرغم من محاولات الإمارات الإسراع في تطبيع العلاقات العربية مع تل أبيب، والتي التحقت بها دولة البحرين أيضًا، فإن معظم استطلاعات الرأي على المستوى العربي تشير إلى أن النسبة الأكبر من الرأي العام العربي ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل رفضًا قاطعًا، فقد أشار تقرير أعدته وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية أن 81 بالمائة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب لديهم تعليقات "سلبية" بخصوص اتفاقات التطبيع.

وفي السياق ذكر الكاتب الإسرائيلي باراك رافيد أن 95 بالمائة من الخطاب النقدي حول اتفاق التطبيع على المستوى العربي كان موجهًا نحو الإمارات التي قادت المبادرة وليس البحرين، لافتًا إلى أن الشؤون الاستراتيجية اقترحت في تقريرها بأنه يجب على إسرائيل تعزيز "حملة توعية" على الشبكات الاجتماعية العربية، مع التركيز على دول الخليج والدول الأخرى التي قد توقع اتفاقيات معها.

اقرأ/ي أيضًا: اتهامات لترامب باستثمار اتفاقيات التطبيع لصرف النظر عن أزماته الداخلية

وكان استطلاع الرأي السنوي الذي يجريه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تحت عنوان المؤشر العربي لعام 2019 – 2020 قد أظهر توافق 89 بالمائة من 13 دولة عربية على أن إسرائيل تمثل التهديد الأكبر للدول العربية، فيما قُدّرت نسبة المعارضين لهذا الموقف بستة بالمائة، ورفض خمسة بالمائة الإجابة على السؤال، وأكد الاستطلاع على ثبات موقف المجتمعات العربيّة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب جميعًا لا الفلسطينيين فقط.

كان استطلاع الرأي السنوي الذي يجريه المركز العربي للأبحاث تحت عنوان المؤشر العربي لعام 2019 – 2020 قد أظهر توافق 89 بالمائة من 13 دولة عربية على أن إسرائيل تمثل التهديد الأكبر

ووفقًا لما أظهرت نتائج الاستطلاع فإن 88 بالمائة من مواطني الدول الـ13 العربية يرفضون رفضًا قاطعًا الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، في مقابل تأييد ستة بالمائة لمثل هذه الخطوة، ورفضت النسبة عينها بشكل منفصل الإجابة على هذا السؤال، فيما قال الاستطلاع إن 93 بالمائة من المستجيبين في دول المغرب يرفضون الاعتراف بإسرائيل أو التطبيع معها، ويشاركهم بهذه الموقف 93 بالمائة من مستجيبي المشرق العربي المشاركين في الاستطلاع، وتوافقت معهم نسبة شبيهة من مستجيبي وادي النيل، وكذلك الأمر مع نسبة 82 بالمائة من دول الخليج.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 اتفاق تطبيع بحريني إسرائيلي.. خطوة ثانية في طريق أبوظبي

توسع إسرائيلي في المجال الجوي السعودي وسقطرى اليمنية برعاية إماراتية