09-مارس-2021

تاشنوفا عنان أثناء أداء عملها (ديكان هيرالد)

ألترا صوت - فريق التحرير

قرأت تاشنوفا عنان، الناشطة الحقوقية التي عملت سابقًا مع منظمات غير حكومية تدعم المتحولين جنسيًا والمهاجرين، أول نشرة إخبارية يومية لقناة تلفزيونية خاصة في بنغلادش، يوم الاثنين 8 آذار/مارس المصادف ليوم المرأة العالمي. وتأمل تاشنوفا عنان، مذيعة الأخبار الأولى المتحولة جنسيًا في بنغلادش أن يساعد ظهورها الإعلامي بشكل مستمر على شاشة قناة محلية الأشخاص المتحولين الآخرين على كسب قبول أكبر في بلد يواجهون فيه التمييز ويعيشون في فقر، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

تقدر الحكومة البنغلادشية وجود حوالي 11.500 شخص متحول جنسيًا في البلاد، إلا أن نشطاء الحقوق الجنسية يقولون أن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون 100 ألف شخص على الأقل

تلقت عنان، البالغة من العمر 29 سنة، تدريبًا مكثفًا لعدة أسابيع في قناة Boishakhi بعد اختيارها للوظيفة عن طريق المباراة التنافسية. وصرحت لرويترز "قد يكون عملي هذا ثوريًا وقد يخلق أبعادًا جديدة في تفكير الناس"، وأضافت "المشكلة الأكبر هي أن الناس غير مدركين، لكني آمل أن يتمكن عملي من فعل ذلك، وأحثهم على الاهتمام والنظر للعديد من الأشخاص الذين يشبهونني من حولهم". وقال رئيس تحرير قناة Boishakhi ، تيبو آلم، إن عنان كانت أول مذيعة أخبار متحولة جنسيًا في الدولة الواقعة في جنوب آسيا" وأضاف لرويترز "آمل أن يجلب هذا قبولًا أكبر ويغير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى مجتمع المتحولين جنسيًا في البلاد".

اقرأ/ي أيضًا: مشاركة المرأة في البرلمانات.. تقدم عالمي وتأرجح عربي

وتقدر الحكومة البنغلادشية وجود حوالي 11.500 شخص متحول جنسيًا في البلاد، إلا أن نشطاء الحقوق الجنسية يقولون أن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون 100 ألف شخص على الأقل، في بلد يبلغ تعداد سكانه حوالي 160 مليون نسمة. ويشير نشطاء حقوقيون أن المتحولين جنسيًا في بنغلادش، غالبًا ما يتعرضون للطرد والنكران من قبل عائلاتهم في سن مبكرة. ويضاف إلى ذلك غياب التعليم المناسب في البلاد، لكي تكون أعداد كبيرة منهم تحت طائلة  العيش في البطالة والفقر.

فيما أشارت عنان إلى تعرضها "للإيذاء الجنسي والتخويف والتعذيب" أثناء نشأتها، وغادرت المنزل في سن 16 عامًا، لكنها تمكنت من مواصلة دراستها وحصلت مؤخرًا على منحة دراسية لمتابعة درجة الماجستير في الصحة العامة في إحدى الجامعات المحلية الكبرى. وتابعت بالقول "إنه من النادر أن يتمكن المتحولين جنسيًا من الدراسة أو الحصول على وظيفة في بنغلادش".

وكانت قد أطلت المذيعة الباكستانية مارفيا مالك على شاشة التلفزيون الباكستاني، لتصبح أول متحولة جنسيًا تذيع نشرة الأخبار في باكستان أواسط سنة 2018. وأكدت مالك بأنها كافحت بشدة من أجل نيل منصبها الحالي في محطة كوهنور نيوز المحلية، بحسب لقاء مع شبكة abc الإخبارية الأمريكية.

بينما عانت مالك مثلها مثل الكثير من المتحولين/ات جنسيًا، من مشاكل ومضايقات من أسرتها ومن المجتمع، فقد أكدت أن هذه الإحباطات لم تثنيها عن تحقيق أهدافها، وواصلت دراستها الجامعية، بينما كانت تعمل كفنانة ماكياج وموديل للمتحولين جنسيًا، من أجل إعالة نفسها، وسط مقاطعة أسرتها لها. وبعد تخرجها من جامعة بنجاب، وحصولها على شهادة في الصحافة، تقدمت مارفيا مالك بطلب للحصول على وظيفتها الحالية كمذيعة إخبارية، وعندما تم تعيينها صارت أول مذيعة أخبار متحولة جنسيًا في البلاد.

وبحسب ما أفادت قناة فرانس 24 في تقرير متلفز مع مارفيا مالك. أكدت أنها بالرغم من الصعوبات الكبيرة، لكن في المقابل "حصلت على التشجيع والتحفيز من العديد من الناس الذين عبروا عن تضامنهم معي وتشجيعهم وتمنوا لي الأفضل"، وأشارت إلى أن "المجتمع يريد أن يتغير". ويحكي مدير تحرير كوهنور نيوز، بلال أشرف، أن مارفيا عندما أتت إلى مقابلة العمل قالت "لا تنظروا إلى جنسي، بل أنظروا إلى موهبتي" ومن ثم أكملت طريقها في القناة.

ووفقًا لتقرير نشرته منظمة العفو الدولية، فتسجل باكستان رسميًا قرابة  10 آلاف متحول جنسيًا. إلا أن التقديرات المتداولة تشير إلى وجود نصف مليون متحول جنسيًا في باكستان من أصل مئتي مليون باكستاني. ويعاني هؤلاء من تمييز عنصري وعمليات عنف ممنهج وعنف جنسي واغتصاب بحسب منظمة العفو الدولية، حيث يشير التقرير إلى حالات موثقة بالأسماء تم فيها القتل والاغتصاب مما حدى بالحكومة الباكستانية إلى إقرار قانون حماية للمتحولين جنسيًا والسماح لهم بالتسجيل في دوائر الدولة والحصول على العديد من الحقوق كإصدار رخصة قيادة وجواز سفر.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انتهاكات منهجية وموسعة في سجون مصر ضد النساء المعارضات للنظام

ناشطات من الدول العربية يوجّهن التحية للمرأة في يومها العالمي