10-ديسمبر-2024
عشرات الغارات الجوية

دبابات جيش الاحتلال تتوغل في جنوب سوريا (رويترز)

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية، أمس الإثنين، استهدفت مواقع وقواعد جوية في عمق الأراضي السورية، وسط توغل لقواتها على الأرض في المنطقة العازلة جنوب غربي سوريا، بعدما ذكرت تقارير صحفية أن جيش الاحتلال وصل إلى مبنى محافظة القنيطرة في مدينة البعث التي تبعد نحو 60 كم عن العاصمة السورية دمشق.

وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد قال خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، "أقول لأجيال المستوطنين الذين تشبثوا اليوم بالجولان إنهم جميعا يدركون أهمية وجودنا هناك. السيطرة هناك تضمن أمننا"، وأضاف بعد أن وجه رسالة شكر للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، على اعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان عام 2019، زاعمًا أن مرتفعات الجولان "ستظل إلى الأبد جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل".

وواصل جيش الاحتلال استهداف المواقع والقواعد العسكرية في مختلف الأراضي السوري لليوم الثاني على التوالي، أمس الإثنين، مستغلًا انهيار قوات النظام السوري في أعقاب فرار رئيس النظام، بشار الأسد، إلى روسيا. وقالت وسائل إعلام عبرية إن جيش الاحتلال شن نحو 300 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية مختلفة، معظمها تابع لسلاح الجو السوري، مما أسفر عن تدمير أسراب مقاتلات حربية من طراز "ميغ" و"سوخوي".

استهدف جيش الاحتلال بعشرات الغارات مواقع وقواعد عسكرية في عمق الأراضي السورية، وذلك بالتزامن مع تنفيذه توغلًا بريًا في جنوب سوريا

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإنه "من غير المستبعد أن يتم في غضون أيام قليلة تدمير سلاح الجو السوري عمليًا، ولن يتمكن المتمردون من استخدام المنصات الجوية". فيما قالت وكالة "رويترز" إن جيش الاحتلال استهدف قاعدة القامشلي الجوية في شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى قاعدة شنشار ​​في ريف حمص، ومطار عقربا جنوب غربي العاصمة دمشق.

ومن بين المواقع التي استهدفها جيش الاحتلال، كان شن غارات جوية على مركز البحوث العلمية على مشارف دمشق، بالإضافة إلى مركز للحرب الإلكترونية بالقرب من منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وكذلك منشأة دفاع جوي قرب ميناء اللاذقية السوري المطل على البحر المتوسط.

وقالت "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال أمام "فرصة تاريخية وفريدة من نوعها لتدمير السلاح الأخير المهم المتبقي ضدها، خصوصًا في الدائرة الأولى (القريبة جغرافيًا) ولذلك تشارك مئات الطائرات المقاتلة والطائرات المختلفة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي منذ سقوط نظام الأسد، في موجات واسعة من الهجمات في جميع أنحاء سوريا، وعلى مدار الساعة".

وكان نظام الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، قد أبرم اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل في جنيف السويسرية في 31 مايو/ أيار 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، والتي أنهت بموجبها حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وأفضت الاتفاقية إلى إنشاء خطين فاصلين بينهما المنطقة العازلة.

وبحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" عن موقع "يوندوف"، فإن المنطقة العازلة "يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترًا ويراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب"، مضيفًا أن "التضاريس جبلية، ويهيمن عليها في الشمال جبل الشيخ، وهو أعلى موقع مأهول بشكل دائم للأمم المتحدة على مستوى العالم على ارتفاع 2814 مترًا".

وتشير الوكالة نقلًا عن الموقع ذاته إلى أنه "على كل جانب من المنطقة الفاصلة توجد منطقة حدود بها ثلاث مناطق: منطقة من 0 إلى 10 كيلومترات من المنطقة الفاصلة، ومنطقة من 10 إلى 20 كيلومترًا من المنطقة الفاصلة، ومنطقة من 20 إلى 25 كيلومترًا من المنطقة الفاصلة"،

إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية سورية، اليوم الثلاثاء أن جيش الاحتلال نفذ توغلًا عسكريًا في سوريا وصل إلى مسافة 25 كيلومترًا جنوب غربي دمشق بعد أن سيطر جيش الاحتلال على المنطقة العازلة في جنوب سوريا، مضيفًا أن جيش الاحتلال وصل إلى قطنا التي تقع على بعد عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية شرقي المنطقة المنزوعة السلاح، فيما يزعم جيش الاحتلال أن استيلائه على المنطقة العازلة "كان خطوة دفاعية".

وبحسب مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد جرادات، فإن "إسرائيل تجاوزت المنطقة العازلة خلال الأيام الماضية بمعنى أنها سيطرة على هذه المنطقة بالقوة، وحاليًا هي تتوسع في داخل العمق السوري"، لافتًا إلى أنه "ليس واضحًا بعد إلى أي مناطق وصلت القوات الإسرائيلية"، لكنه أشار إلى أنه لا يمكن مشاهدة "بشكل ملموس القوات الإسرائيلية"، ما يعني أنه "إشارة إلى أن هذه القوات دخلت إلى المناطق غير المرئية في الأراضي السورية".