16-ديسمبر-2017

توجه وزير إسرائيلي بدعوة مفتوحة لابن سلمان لزيارة تل أبيب (Getty/ميدل إيست آي)

لم ينته مُسلسل التبجح السعودي بعد، كما لا تزال الفضائح بشأن رحلة التطبيع السعودي مع إسرائيل مُستمرة، فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فقد توجّه وزير إسرائيلي بدعوة مفتوحة لمحمد بن سلمان لزيارة تل أبيب، وطالبه بتوجيه دعوة زيارة للرياض لنتنياهو، كل ذلك في خضم الغضب الحاصل بسبب قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي. المزيد من التفاصيل في التقرير الذي نقلناه لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


توجه وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بدعوة مفتوحة لولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، لزيارة إسرائيل، في الوقت الذي لا تزال أصداء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، تتردد حول العالم، مثيرة حالة عامة من الغضب والتنديد.

فيما لا تزال أصداء إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل تتردد في العالم، توجه وزير إسرائيلي بدعوة مفتوحة لابن سلمان لزيارة تل أبيب!

كشف عن ذلك أري شاليكار، المتحدث الرسمي باسم وزير الاستخبارات كاتس. إذ كان كاتس قد توجه بالدعوة خلال حوار صحفي أجرته معه صحيفة إيلاف الإلكترونية السعودية، لكن الصحيفة حذفت الدعوة من نص الحوار.

اقرأ/ي أيضًا: السفارة الأمريكية إلى القدس.. متابعة إعلامية وردود دولية غاضبة

لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل إنّ كاتس طلب من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة الرياض، وفقًا لشاليكار أيضًا.

إذ أصبحت العلاقة بينهما أكثر دفئًا في الأشهر الأخيرة، تحت دعوى العداوة المشتركة لإيران. كما أن الرياض كانت وسيطًا رئيسيًا في مساعي ترامب لإحلال خطته الخاصة بالسلام في المنطقة، والتي يتبين أن إحدى أهم فصولها الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

وفي الشهر الماضي، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يعقوب ناجل، بأنّ السعودية مستعدةٌ لقبول أي نوع من اتفاقات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وأنها توقفت عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ما دام بإمكانها تشكيل جبهة موحدة ضد إيران، على حد قوله.

مع ذلك، يبدو أن إحراز أي تقدم في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، لم يعد أمرًا واردًا، على خلفية القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، بسبب حالة الغضب الناجمة عن القرار شعبيًا ورسميًا، واعتبار الكثيرين أن الولايات المتحدة بقرارها هذا أسقطت دورها كوسيط في أي عملية سلام مُحتملة، ما عدا بالطبع السعودية التي صرح وزير خارجيتها عادل الجبير، بأنّ الولايات المتحدة "لا تزال وسيطًا نزيهًا" في عملية السلام بالمنطقة!

وأمس الجمعة، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على متظاهرين خرجوا في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد أربعة، وذلك فيما عرف بـ"يوم الغضب" الذي دعت إليه كافة الفصائل الفلسطينية.

كما أُصيب فلسطيني برصاصة استشهد على إثرها بعد مهاجمته ضابطًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي برام الله. وسجّلت التظاهرات بطولات فلسطينية في مواجهة اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استخدم الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع، فوفقًا لوزارة الصحة بقطاع غزة، فإن خمسة فلسطينيين في حالة خطرة نسبيًا بعد إصابتهم برصاص حي من قوات الاحتلال، كما أنّه منذ إعلان ترامب، استشهد ما لا يقل عن ستة فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

ودخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي القدس الشرقية في حرب عام 1967، وهو أمرٌ لم يُعترف به دوليًا إلا كاحتلال غير شرعي، وباعتباره عقبة أساسية في طريق أي عمليات سلام في المنطقة.

وعلى غرار العديد من الطامحين لرئاسة الولايات المتحدة، وعد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، وهو أمر بدأت الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات رسمية بشأنه منذ عام 1995، لكن رئيس كل إدارة كان يُرجئ تنفيذ القرار، حتى حسمه ترامب أخيرًا.

ويُغيّر إعلان ترامب، بشكل حاد، عقودًا من السياسة الأمريكية، إذ كان الموقف الذي أعلنته الإدارات الأمريكية، هو الاتفاق على وضع القدس عبر اتفاق سلام شامل ونهائي، انطلاقًا من شروط اتفاق أوسلو لعام 1993.

أمّا من جهة السعودية، فرغم الإدانة الخجولة لقرار ترامب، إلا أنّ الحقائق تكشف نقيضها تمامًا، وتُرجّح أن يكون قرار ترامب قد نُفّذ بعد الاتفاق مع السعودية على ذلك، عبر صهر ترامب ومستشاره الأول جاريد كوشنر.

يُرجح اتفاق ترامب المسبق مع الرياض على قراره بشأن القدس، ما يفسر ضغط السعودية على الفلسطينيين للقبول بدولة بلا سيادة في غزة فقط!

وكشفت تقارير صحفية نقلًا عن مصادر مطلعة، بينها مسؤول فلسطيني بارز، أن ابن سلمان ضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للقبول بما أسماها الخطة البديلة، والتي بموجبها تُقام دولةٌ فلسطينية، لكن منقوصة السيادة، وعلى قطاع غزّة فقط، مع التنازل عن باقي الأراضي المحتلة لإسرائيل، بما في ذلك القدس والضفة الغربية، والتنازل عن المطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين!

 

اقرأ/ي أيضًا:

 صورة كاملة للصفقة الكبرى.. هكذا سعى ابن سلمان للاعتراف بالقدس والضفة لإسرائيل

السر المفضوح: "الود" المتصاعد بين السعودية وإسرائيل.. رحلة التطبيع الكامل