11-يناير-2023
gettyimages

يطالب أعضاء في الحزب الديمقراطي الأمريكي ترحيل بولسونارو للبرازيل (Getty)

يمكن أن يتحول تواجد الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، إلى قضية دبلوماسية بين البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، بعد هجوم أنصاره على القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا في البرازيل، يوم الأحد. ويقيم بولسونارو في ولاية فلوريدا الأمريكية بعد سفره إليها قبل أيام من تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

بحسب صحيفة الغارديان فإن بولسونارو، وصل إلى فلوريدا، عندما كان رئيسًا للبرازيل، وعلى هذا الأساس دخل بتأشيرة سفر مخصصة للقادة الأجانب

وبحسب صحيفة الغارديان فإن بولسونارو، وصل إلى فلوريدا، عندما كان رئيسًا للبرازيل، وعلى هذا الأساس دخل بتأشيرة سفر مخصصة للقادة الأجانب. ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أيّ مسؤول أجنبي دخل البلاد على هذا الأساس ثم انتهى عمله الرسمي، سيكون من الواجب عليه مغادرة أمريكا خلال 30 يومًا، أو سيكون عرضةً للترحيل من قبل وزارة الأمن الداخلي.

ومنذ الهجوم على مجمع السلطة في العاصمة البرازيلية، يوم الأحد، ابتعد بولسونارو عن أنصاره نافيًا الاتهامات الموجهة له بالتحريض على إثارة الشغب، كما أشار الرئيس البرازيلي لولا والعديد من الشخصيات المسؤولة الأخرى. وكان لولا قد أشار إلى بولسونارو في أول خطاب له خلال الاقتحام، قائلًا: "هذا المرتكب للإبادة الجماعية ... يشجع ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ميامي، الجميع يعلم أن هناك خطابات مختلفة للرئيس السابق تشجع على ذلك".

getty

وخلال الاقتحام نشرت النائبة الديمقراطية في الكونغرس ألكساندريا أوكاسيو كورتيز تغريدةً تدعو إلى تسليم جاير بولسونارو، قائلةً: "يجب أن تكف الولايات المتحدة عن منح حق اللجوء لبولسونارو في فلوريدا". مقارنةً الأحداث في البرازيل بتلك التي حصلت يوم اقتحام الكابيتول من قبل أنصار ترامب، مضيفةً: "بعد ما يقارب العامين من اليوم الذي هوجم فيه الكابيتول الأمريكي من قبل الفاشيين، نرى الحركات الفاشية في الخارج تحاول أن تفعل الشيء نفسه في البرازيل".

كما قال عضو الكونغرس الديمقراطي خواكين كاسترو عضو لجنة الشؤون الخارجية، "يجب على الولايات المتحدة أن تلغي أي تأشيرة كان يحملها جاير بولسونارو، وإذا طلبت البرازيل تسليم بولسونارو- سواء لجرائم تتعلق بهجوم 8 كانون ثاني/ يناير أو جرائم أخرى قد يكون ارتكبها أثناء وجوده في منصبه- فيجب علينا الامتثال تمامًا".

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يوم الإثنين إنه لم يكن هناك أيّ اتصال بين الإدارة الأمريكية وبولسونارو، وأن الولايات المتحدة لم تتلق بعد أيّ طلبات من الحكومة البرازيلية تتعلق بالرئيس البرازيلي السابق. مؤكدًا أنه في حال تلقي طلب لتسليم بولسونارو سيتم التعامل معه بجدية.

getty

ويشعر الديمقراطيون بالقلق من أن ولاية فلوريدا، التي يحكمها الجمهوري والمنافس المحتمل على الترشيح الرئاسي عن الحزب الجمهوري رون ديسانتيس، أصبحت مرتعًا للانقلابيين من اليمين المتطرف. وتشير الغارديان إلى أنه تم التخطيط لمحاولات الانقلاب الأخيرة في هايتي وفنزويلا من هناك وأصبحت الولاية الموطن الدائم لدونالد ترامب، حليف بولسونارو المقرب، والذي هو أيضًا يواصل رفضه الاعتراف بهزيمته الانتخابية في عام 2020. كما تم ربط أحد كبار مساعدي ترامب، ستيف بانون، بعائلة بولسونارو.

وحول الاقتحام في البرازيل، والذي قورن بشكلٍ واسع مع اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول في 6 كانون ثاني/ يناير 2021، التزم الجمهوريون الصمت، بمن فيهم ترامب، باستثناء عضو الكونغرس عن ولاية بنسلفانيا بريان فيتزباتريك، الذي أدان المحاولة العنيفة لوقف التداول السلمي للسلطة في البرازيل، وقال على تويتر إنه يتطلع إلى العمل مع لولا.

getty

وأشارت الغارديان إلى أن تحقيق الحكومة البرازيلية، يمكن أن يركز على وزير العدل السابق أندرسون توريس، والذي كان مسؤولًا عن الأمن في برازيليا، حتى يوم الهجوم، وكانت قد تواجد في أورلاندو بولاية فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي مكان إقامة بولسونارو تحديدًا. وزعم توريس أنه كان هناك في عطلة عائلية ولم يكن على اتصال ببولسونارو.

وحول إمكانية تسليم بولسونارو والسيناريوهات المتوقعة لمصيره، فقد أشارت الغارديان إلى أنه في حال أصدرت المحكمة العليا البرازيلية مذكرة توقيف بحق بولسونارو، ورفض الامتثال لها، يمكن للبرازيل إصدار إخطار للإنتربول من أجل جلب بولسونارو للبرازيل، وفي هذه الحالة يستطيع بولسونارو طلب اللجوء للمحاكم الأمريكية، مما قد يؤدي إلى معركة قانونية طويلة.

getty

ويشير محرر الشؤون الدولية في الغارديان جوليان بورغر إلى العلاقة بين بولسونارو وترامب، مقدمًا مثالًا على العلاقة التي شكلها إدواردو ابن بولسونارو، كحلقة وصل رئيسية بين ترامب وبولسونارو، محددًا لقاءً جمع نجل الرئيس مع مستشار ترامب ستيفن بانون في آب/ أغسطس 2021.

ويتحدث تقرير الغارديان نقلًا، عن أستاذ الدراسات الإعلامية بجامعة فيرجينيا ديفيد نمر الذي توقع حدوث هجوم في البرازيل مشابه لذلك الذي حصل تجاه مبنى الكابيتول، مبينًا أن نفس السردية والخطاب الذي ظهر في أمريكا، ظهرت في البرازيل، مظهرًا أن هناك تناميًا في العلاقات بين اليمين المتطرف في البرازيل وأمريكا.

يشير محرر الشؤون الدولية في الغارديان جوليان بورغر إلى العلاقة بين بولسونارو وترامب، مقدمًا مثالًا على العلاقة التي شكلها إدواردو ابن بولسونارو، كحلقة وصل رئيسية بين ترامب وبولسونارو

وأشار إلى الروابط كبيرة بين معسكر بولسونارو والمحافظين في أمريكا، مع محاولات بناء علاقات متشابكة مع قادة اليمين في العالم وبناء مجموعة شعبوية دولية، لكن هذه المحاولات لم تنجح. وحولها قال نمر إن هذه الجهود فشلت إلى حدٍّ كبير، ولكنها تمكنت من وضع "كتاب قواعد لعبة يترجم عبر الثقافات السياسية، بهدف تعزيز اليمين المتطرف وتقويض الأعراف والمؤسسات الديمقراطية". ويضيف "تحقيقًا لهذه الغاية، يستخدم كتاب اللعبة مزيجًا من منصات الوسائط الاجتماعية عالية التقنية، وتكتيكات الغوغاء القديمة، التي بلغت ذروتها في تمرد 6 يناير في مبنى الكابيتول الأمريكي، والتتمة في برازيليا يوم الأحد".