26-أبريل-2019

يواجه بيرني ساندرز حملة دعائية تقودها آيباك (Getty)

أطلقت لجنة العلاقات الأمريكيّة الإسرائيليّة AIPAC على موقع فيسبوك حملة دعائيّة مموّلة استهدفت المرشّح الديمقراطي للرئاسة الأمريكيّة من أصل يهودي بيرني ساندرز.

يعد بيرني ساندرز إذا فاز في انتخابات 2020 بإجراء تغييرات ثوريّة في وجه الشركات الكبيرة وقيادة "ثورة سياسيّة في الولايات المتّحدة"، واصفًا ترامب بأنّه الرئيس الأخطر

ويحثّ المنشور الدعائي الذي تمّ تداوله في موقع فيسبوك المشتركين على توقيع عريضة تتوجّه إلى النائب عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز تخبره فيها بوضوح، أنّ "الولايات المتّحدة الأمريكيّة تقف مع إسرائيل بالكامل".

في الوقت الذي لا يبدو أن ساندرز المخضرم في السياسة الأمريكيّة، وهو السيناتور المستقلّ الأقدم في مجلس الشيوخ الأمريكي، بحاجة للتذكير بأنّ السياسة في بلاده تغلّب المصلحة الإسرائيليّة في استراتيجيّاتها في منطقة الشرق الأوسط.

اقرأ/ي أيضًا: ساندرز: ترامب استفاد من الغضب ضد مؤسسات الدولة

وقد ركّز المنشور الدعائي الذي نشر في كافّة أنحاء الولايات المتّحدة على المستخدمين في ثلاث ولايات ديمقراطيّة هي كاليفورنيا وتيكساس وفلوريدا.

وقد كانت لجنة العلاقات الأمريكيّة الإسرائيليّة AIPAC قد دعمت سابقًا حملات دعائيّة مموّلة أخرى كثيرة في ما اعتبره البعض حربًا قد تمّ شنّها على النائبة الأمريكيّة من أصل صومالي إلهان عمر، وهي نائبة ديمقراطيّة مسلمة تقدّمية شكّكت في تأثير جماعات الضغط الصهيونيّة في الولايات المتّحدة، والتي لم تجد صوتًا يدافع عنها في الكونغرس باستثناء صوت بيرني ساندرز نفسه صاحب الرأي المتوازن حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الذي انتقد مرارًا سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي ووصفه بأنّه عشوائي في استهداف المدنييّن في عدوان إسرائيل على غزّة عام 2016. ويُذكر أن ساندرز ينحدر من عائلة يهوديّة تمّت إبادتها بشكل كلّي تقريبًا في بولندا خلال أحداث "الهولوكوست".

وقد وجّه السياسيّون الإسرائيليّون الانتقاد في عدّة مناسبات لساندرز واتّهموه بالانحياز إلى حركة حماس، على الرّغم من أنّه يؤمن بأنّ دولة "إسرائيل" تملك الحقّ الكامل في الوجود الآمن، لكن بشرط إعطاء الفلسطينيّين حقوقهم ومعاملتهم بشكل "إنساني"، كما ورد على لسانه في مقابلة مع قناة سي إن إن الأمريكيّة.

كما وجّه ناشطون فلسطينيّون الانتقاد لساندرز منوّهين إلى أنّه لا يقف بشكل عادل مع قضيّتهم، سيما بعد أنّ وقع مع زملائه في مجلس الشيوخ بالإجماع وثيقة وُجّهت إلى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتييرّيش عام 2017، تنتقد التركيز على الانتهاكات الإسرائيليّة وتعزّز حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل (BDS).

كما أنّ سنادرز انتقد الاستيطان الإسرائيليّ "غير الشرعي" في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة والضفّة الغربيّة ملوّحًا إلى أنّه سيوقف ذلك في حال تمّ انتخابه للرئاسة في الولايات المتّحدة، وقد نشرت حملته الانتخابيّة لانتخابات 2020 شريطًا مصوّرًا يتحدّث عن الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، في إشارة إلى الممارسات الإسرائيليّة ضد الفلسطينيّين.

وقد صرّح مؤخّرًا في مقابلة مع موقع سي إن إن أن الحكومة اليمينيّة المتطرّفة التي ينوي نتنياهو تشكيلها بعد كسبه الانتخابات الأخيرة في إسرائيل هي "حكومة عنصريّة بامتياز"، مذكّرًا أنّ بلاده تقدّم لإسرائيل مساعدات بمليارات الدولارات سنويًّا.

اقرأ/ي أيضًا: يسار ساندرز ويسار سيريزا.. بلا تشبيه!

أتى الردّ على تصريحاته في تغريدة للصفحة الرسميّة للجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيليّة، لم تذكر بيرني ساندرز بالاسم، لكنّ مسؤول فيها قال إنّ التغريدة كانت موجّهة لساندرز على وجه التحديد، وقال تساحي هنغبي وزير التعاون الإقليمي في حكومة نتنياهو للقناة 13 الإسرائيليّة، أنّه "يدين تصريحات ساندرز ويعتبرها لا تتماشى مع الشعور العام مع الحزب الديمقراطي"، وأضاف أنّ إسرائيل تحاول من أجل الاستمرار في كسب الدعم الكامل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

 وجّه السياسيّون الإسرائيليّون الانتقاد في عدّة مناسبات لساندرز واتّهموه بالانحياز إلى حركة حماس، على الرّغم من أنّه يؤمن بأنّ دولة "إسرائيل" تملك الحقّ الكامل في الوجود

ويعد بيرني ساندرز إذا فاز في انتخابات 2020 بإجراء تغييرات ثوريّة في وجه الشركات الكبيرة وقيادة "ثورة سياسيّة في الولايات المتّحدة"، واصفًا دونالد ترامب في خطابٍ ألقاه مؤخّرًا وسط حشود من مؤيّديه في نيويورك بأنّه الرئيس الأخطر في تاريخ البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

غزة اليوم أمريكا الأمس.. فهود "الصحافة البيضاء" الجدد

بيرني ساندرز في مواجهة الفصل العنصري.. سيرة غير مروية لمناضل أتقن التواضع