03-ديسمبر-2024
سوريا

أحكمت المعارضة سيطرتها على مدينة حلب بالكامل (مواقع التواصل الاجتماعي)

واصلت المعارضة السورية تقدمها في ريف حماة الشمالي والغربي، في حين هاجمت "قسد" بدعم من التحالف الدولي قرى تحت سيطرة قوات النظام في دير الزور. ودعت المعارضة السورية إلى حل سياسي شامل، مشددة على رفض مشاريع تقسيم سوريا.

المعارضة تتقدم في حماة

في تطور ميداني كبير في سوريا، تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على أكثر من 20 بلدة وقرية في ريف حماة الشمالي والغربي، بما في ذلك بلدات قلعة المضيق، طيبة الإمام، وصوران، وبلدات استراتيجية أخرى.

واصلت المعارضة السورية تقدمها في ريف حماه الشمالي والغربي، في حين هاجمت "قسد" بدعم من التحالف الدولي قرى تتبع سيطرتها لقوات النظام في دير الزور

وقد جاء هذا التقدم بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له والمدعومة من إيران. ووفقًا لمصادر عسكرية نقلتها موقع  "العربي الجديد"، فإن فصائل "ردع العدوان" تتقدم باتجاه مدينة حماة من محورين، الغربي والشمالي. وفي خطوة استراتيجية هامة، تقترب فصائل المعارضة من بلدة أرزة في ريف حماة الشمالي، مما يجعل مطار حماة العسكري في مرمى نيرانهم بشكل مباشر.

"قسد" تهاجم النظام بدعم من التحالف الدولي

وفي تطور ميداني آخر، بدأ "مجلس دير الزور العسكري" التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) هجومًا على سبع قرى شرقي نهر الفرات تحت سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

وبحسب ما نقله "تلفزيون سوريا"، فإن الهجوم، المدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يهدف إلى تأمين المناطق المهددة من خلايا تنظيم "داعش" بعد تصاعد التوترات في المنطقة. والقرى المستهدفة هي: الحسينية، الصالحية، حطلة، مظلوم، مراط، خشام، والطابية.

شهدت الاشتباكات في دير الزور مشاركة طيران التحالف الدولي، الذي استهدف مواقع للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، مما أدى إلى حركة نزوح كبيرة من القرى المستهدفة باتجاه مدينة دير الزور.

النظام يردّ بقصف المدنيين

في وقت تراجعت فيه قوات النظام ميدانيًا، كثف التصعيد ضد المدنيين في مدن وبلدات إدلب وحلب، مستهدفًا المرافق الحيوية والمدارس والمنشآت الطبية والمخيمات. وبلغت حصيلة ضحايا الهجمات يوم الاثنين 2 كانون الأول/ديسمبر في مدينة إدلب وريفها وريف حلب 25 قتيلًا مدنيًا، بينهم 14 طفلًا و4 نساء، وإصابة 66 آخرين، بينهم 22 طفلًا و17 امرأة، نتيجة استهداف الأحياء السكنية والمنشآت الطبية، وفقًا لبيانات الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).

دعا رئيس الوزراء السوري السابق، رياض حجاب  إلى حل سياسي شامل، وشدد على رفض مشاريع تقسيم سوريا

بلغ إجمالي ضحايا هجمات النظام على إدلب وريفها وريف حلب منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 2 كانون الأول/ديسمبر 81 قتيلًا مدنيًا، بينهم 34 طفلًا، 12 امرأة و35 رجلًا، بالإضافة إلى 304 مصابين، بينهم 120 طفلًا، 78 امرأة، و106 رجال. ولا تشمل هذه الإحصائية الضحايا في مدينة حلب، حيث يُنتظر صدور إحصائية خاصة بهم وفقًا للدفاع المدني السوري.

رياض حجاب يشدد على وحدة سوريا

في كلمة تلفزيونية نقلها "تلفزيون سوريا"، شدد رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري الأسبق، على أن استمرار دعم نظام بشار الأسد المنهار لا يخدم مصلحة أي طرف. وأكد أن التعاون بين الأطراف الدولية والمحلية هو السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا من أزمتها الراهنة وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة.

وأكد حجاب أن وحدة الأراضي السورية واستقلالها خط أحمر، ولا يمكن القبول بأي مشاريع تقسيمية، مضيفًا: "علينا أن ندرك أنه لا مستقبل لنا في سوريا إلا من خلال التسامح".

وأشار إلى أن بشار الأسد يواصل تجاهل إخفاقاته المتتالية، مشيرًا إلى أن النظام ما زال يستخدم "لغة الدم والدمار"، مما جعل هذه الأساليب سمة رئيسية لحكمه. وأكد أن النظام السوري ضرب القرارات الدولية عرض الحائط، مما يساهم في استمرار الأزمة دون حلول.

وشدد حجاب على أهمية تأسيس نظام حكم ديمقراطي في سوريا يضمن العدالة والحريات الأساسية، ويتيح للاجئين والنازحين العودة إلى وطنهم. كما دعا إلى تبني برنامج شامل لإعادة الإعمار، مع التركيز على استعادة البنية التحتية والخدمات الأساسية التي دمرها النظام.

وطالب حجاب الدول التي تدعم النظام السوري بإعادة النظر في مواقفها والتوقف عن تقديم الدعم لنظام الأسد، الذي يُعتبر مسؤولًا عن واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث.

واختتم كلمته بدعوة المجتمع الدولي والدول العربية والصديقة للمساعدة في إنهاء معاناة الشعب السوري عبر حل سياسي يستند إلى القرارات الدولية، خصوصًا القرار 2254، الذي يركز على إيجاد تسوية سياسية تحفظ وحدة سوريا، توقف القتل والدمار، وتضمن عودة اللاجئين، مع إعادة بناء الدولة السورية وإنهاء الاستبداد.