19-نوفمبر-2021

تفاصيل جديدة عن اغتيال مالكوم إكس بعد خمسين عامًا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

قال مكتب المدعي العام في مانهاتن إنه سيعمل على تبرئة رجلين أدينا بقتل الناشط والمدافع عن الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة مالكوم إكس، ويمثل هذا التطور اعترافًا رسميًا بالأخطاء التي ارتكبت في القضية.

قال مكتب المدعي العام في مانهاتن إنه سيعمل على تبرئة رجلين أدينا بقتل الناشط والمدافع عن الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة مالكوم إكس

وقال المدعي العام لمنطقة مانهاتن سايروس آر فانس جونيور لصحيفة نيويورك تايمز في مقابلة بعد استكمال تحقيق مطول استمر 22  شهرًا في القضية، إن "هؤلاء الرجال لم يحصلوا على العدالة التي يستحقونها"، واعتذر المدعى العام  بالنيابة عن أجهزة إنفاذ القانون التي قال إنها "خذلت أسرتي الرجلين"، وأضاف "إنه لا يمكن علاج هذه الإخفاقات"، ولكن ما يمكننا "القيام به هو الاعتراف بالخطأ وشدة الخطأ". ونشر فانس جونيور تغريدة الأربعاء كتب فيها أن مكتبه "سيلغي الإدانات الخاطئة لرجلين بتهمة قتل مالكوم إكس، وسيأتي المزيد غدًا".

اقرأ/ي أيضًا: السيرة الذاتية لمالكوم إكس.. قريبًا في كتاب مسموع بصوت لورنس فيشبورن

وخلص التحقيق المعاد الذي استمر لنحو عامين وأجراه مكتب المدعي العام في مانهاتن ومحامو الرجلين، إلى أن المدعين العامين واثنين من وكالات إنفاذ القانون الرئيسية في البلاد وهي مكتب التحقيقات الاتحادي وإدارة شرطة نيويورك، قد حجبوا أدلة رئيسية لو تم تسليمها لكان من المرجح أن تؤدي إلى تبرئة المتهمين.

 التحقيق المعاد الذي أجراه المدعي العام ومكتب ديفيد شانز وهو محام في مجال الحقوق المدنية، تعامل مع عقبات كبيرة كان من بينها وفاة العديد من المرتبطين بقضية القتل بمن فيهم شهود ومحققون ومحامون، فضلًا عن مشتبه فيهم محتملين آخرين قبل فترة طويلة. وفقدت الوثائق الرئيسية بسبب الوقت ولم تعد الأدلة المادية مثل أسلحة القتل متاحة للاختبار.

 وكشفت ملفات الشرطة أن مراسل صحيفة نيويورك ديلي نيوز تلقى مكالمة صباح يوم إطلاق النار تشير إلى أن مالكولم إكس سيقتل. وبالمحصلة وجد التحقيق المعاد أنه لو قدمت الأدلة الجديدة إلى هيئة محلفين، لكان ذلك قد أدى إلى تبرئة المتهمين. وتحدثت ديبورا فرانسوا محامية الرجليين لصحيفة نيويورك تايمز عن أنه "لم يكن هذا مجرد سهو"، بل كان هذا "نتاجًا لسوء السلوك الرسمي الجسيم والمتطرف".

ويعتبر مالكولم إكس أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والأكثر إقناعًا وكان المتحدث الرسمي باسم  جماعة أمة الإسلام وهي جماعة مسلمة أمريكية أفريقية تبنت الانفصالية السوداء، وأمضى أكثر من عقد معها قبل أن يصاب بخيبة أمل، وانفصل عنها علنًا في العام 1964 وأدى ذلك إلى اعتدال في  بعض آرائه السابقة حول الفصل العنصري. وبعدها بدأ في تبني مهمة  جديدة هي منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية.

وقُتل مالكولم إكس أمام زوجته وأطفاله عندما بدأ في مخاطبة جمهور من حوالي 400 شخص في قاعة أودوبون في حي مرتفعات واشنطن بمانهاتن، حيث اندفع رجل يحمل بندقية إلى المنصة وأطلق النار على مالكولم إكس في صدره واندفع اثنان آخران يحملان مسدسات إلى الأمام وأطلقوا النار عليه، وأعلن عن وفاته في مستشفى قريب مصابًا بـ 21 طلقة نارية، وحضر جنازته في حي هارلم قادة الحقوق المدنية وما يصل إلى ثلاثين ألف من المعزين في الشوارع.

ألقي القبض على أحد المشتبه بهم وهم مجاهد عبد الحليم المعروف باسم توماس هاجان في القاعة بعد إصابته بطلق ناري في فخذه، ونورمان بتلر (محمد عزيز) بعد خمسة أيام، وعلى وتوماس جونسون (خليل إسلام) بعد خمسة أيام أخرى من ذلك. وفي غضون أسبوع وجهت إلى الرجال الثلاثة وجميعهم أعضاء في جماعة أمة الإسلام تهمة القتل، على الرغم أن أقوال الشهود جاءت متناقضة ولم تربطها أدلة مادية بجريمة القتل أو بمسرح الجريمة. وعندما وقف عبد الحليم على منصة المحكمة ليعترف للمرة الثانية بدوره في جريمة القتل أصر على أن المتهمين الآخرين كانا بريئين، وأدين الثلاثة بالقتل في آذار/مارس 1966 وحُكم عليهم بالسجن المؤبد.

أطلق سراح عزيز البالغ من العمر الآن 83 عامًا من السجن عام 1985، وأفرج عن خليل عام 1987 وتوفي في عام 2009 وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز التي كانت أول من نقلت خطوة المدعي العام.

وفي شباط/ فبراير من هذا العام ظهرت رسالة كتبها رجل شرطة سري سابق في نيويورك يدعى رايموند وود يزعم فيها  أن شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفدرالي قد لفقا تفاصيل الاغتيال، وجاء في خطاب ريموند وود أن "رؤساءه في إدارة شرطة نيويورك ضغطوا عليه لإيقاع اثنين من أفراد حماية مالكوم إكس في جرائم كان من نتيجتها إلقاء القبض عليهما قبل أيام قلائل من إطلاق النار عليه ومقتله".

وقالت إلياسا شباز إحدى بنات مالكولم إكس الثلاث إن "الاتهامات الجديدة يجب أن تؤدي إلى مزيد من التحقيق"، وأضافت "يجب إجراء تحقيق شامل في أي دليل يقدم رؤية أعمق للحقيقة وراء تلك المأساة الرهيبة".

وللإعلان عن الرسالة المنسوبة إلى الضابط السري السابق في إدارة شرطة نيويورك ريموند وود، عقدت بنات مالكوم أكس مؤتمرًا صحفيًا في قاعة أودوبون التي شهدت عملية القتل، وانضم إليهن ابن عم الضابط ريجي وود، وجاء في الرسالة أن "إلقاء القبض على الاثنين حال دون قيامهما بتأمين الباب في مدخل القاعة وكانت جانبًا من المؤامرة بين إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الاتحادي لقتل مالكوم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

رحيل توني موريسون.. الأسئلة الأكثر استبصارًا

هوية أفريقيا.. من المسرح المفتوح إلى وهم الاستقلال