26-أغسطس-2018

حسن ساري من الشق الهجومي لنادي تشيلسي (GMS)

أكثر من أي فريق إنجليزي آخر، يرتبط تشيلسي منذ فترة طويلة، بعلاقة قوية مع الكرة الإيطالية، سواءً باللاعبين والمدربين أو الإداريين والفنيين. ففي تسعينات القرن الماضي، لعب عدد من نجوم إيطاليا، كجيافرانكو زولا، الذي أصبح لاحقا جزءًا من الفريق الإداري، وروبرتو دي ماتيو، الذي عاد واستلم تدريب الفريق مؤقتاً في العام 2012، وأحرز معهم لقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه على بايرن ميونيخ في عقر داره 2-1 بعد التمديد.

يرتبط تشيلسي، أكثر من أي فريق إنجليزي آخر، بعلاقة قوية مع الكرة الإيطالية، سواءً باللاعبين والمدربين أو الإداريين والفنيين

كذلك لعب معهم جيانلوكا فيالي بين 1996 و1999، كما درب النادي بين 1998 و2000، حيث كان في العام 1999 مدربًا ولاعبًا في الوقت نفسه في تجربة فريدة من نوعها.

اقرأ/ي أيضًا: تشيلسي وتناقضاته.. اسمع تفرح جرّب تحزن!

وافتتح المليادير الروسي رومان إبراموفيتش، حقبة رئاسته للنادي اللندني، بالتعاقد مع الإيطالي كلاوديو رانييري، كذلك استلم مواطنه كارلو أنشيلوتي بين 2009 و2011، قبل أن يخلفه دي ماتيو ويتوج بدوري الأبطال كما أسلفنا.

وبعد انتهاء يورو 2016، وتقديمه مستويات كبيرة رفقة منتخب إيطاليا الذي كانت تنقصه جودة اللاعبين يومها؛ استلم أنطونيو كونتي تدريب تشلسي، وقدم معه مستوى كبيرة في سنته الأولى، فأحرز ثنائية الدوري والكأس، قبل أن ينخفض المستوى في العام التالي، لأسباب كثيرة أهمها الخلافات بين الإدارة والمدرب على الرؤية والإستراتيجية في ما يخص سوق الانتقالات.

وفي الوقت الذي كان فيه الحديث ينتشر عن خلافات بين كونتي والإدارة، سرت الكثير من الشائعات والتسريبات الصحفية، عن مفاوضات بين تشيلسي وماوريسيو ساري، مدرب نابولي الإيطالي، إلى أن تمّ الإعلان أخيرًا عن الصفقة في شهر تموز/يوليو الماضي.

وتشتهر كرة القدم الأيطالية بأسلوبها الدفاعي المتحفظ، ويلجأ جل المدربين الإيطالين إلى إغلاق مناطقهم واللعب بواقعية، باستثناء بعض الحالات القليلة كأريغو ساكي مطلع التسعينات، وساري في السنوات الأخيرة، فكلاهما اعتمدا الكرة الهجومية، وعليه فإن المحللين توقعوا أن تكون نسخة تشيلسي مع ماوريسيو ساري مختلفة عن النسخ الإيطالية السابقة في النادي، وبالتالي توجهت الأنظار إلى بريطانيا، وترقبت بشغف لمعاينة انطلاقة تشيلسي في الدوري مع ساري.

وفي مباراته الأولى في الدوري، لعب تشيلسي خارج أرضه ضد هاردسفيلد، وقد بدأ الفريق بتشكيلة 4-3-3، بعدما كان الفريق يلعب بثلاثة قلوب دفاع رفقة كونتي في السنتين الماضيتين. 

استطاع ساري أن يقتنص المبارتين الأولتين لتشيلسي في الدوري الإنجليزي هذا الموسم
استطاع ساري أن يقتنص المباراتين الأوليين لتشيلسي في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

وقد ظهر التحسن منذ الدقائق الأولى، وبدا أن ساري بدأ العمل على نقل أسلوبه إلى لاعبيه عبر الاعتماد على التمريرات القصيرة، والمثلثات، والاستحواذ على الكرة قدر الإمكان، بقيادة لاعب الوسط الإيطالي البريزيلي جورجينيو، الذي جلبه ساري معه من نابولي لضبط خط الوسط، وتسيير اللعب رفقة نغولو كانتي، بطل كأس العالم الماضي وأحد أبرز نجومه.

فاز تشيلسي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في مباراته الأولى، قبل أن يستقبل على ملعبه ستامفورد بريدج، غريمه أرسنال في أولى ديربيات ساري اللندنية. أبقى ساري هازارد على مقاعد البدلاء للمباراة الثانية على التوالي، وهو أمر توقفت عنده الصحف الإنجليزية، وربطته بعضها بعدم رغبة اللاعب في البقاء مع النادي، ورغبته في الانتقال إلى ريال مدريد.

تقدم تشيلسي في النتيجة 2-0، قبل أن يستسلم البلوز، لوابل هجمات المدفعجية، والتي أسفرت عن هدفين لتتعادل النتيجة 2-2. أشرك ساري نجمه إدين هازارد فاستطاع ثالث كأس العالم تغيير مسار المباراة ومنح فريقه أفضلية، توّجها ماركوس ألونسو بهدف الفوز بعد تمريرة جميلة من هازارد نفسه.

وحصد تشيلسي العلامة الكاملة في المباراتين الأوليين، وتنتظره مباراة معقدة خارج أرضه، ضد نيوكاسل يونايتيد بقيادة المدرب الأسباني رافائيل بينيتيز الذي سبق له أن درب تشيلسي في السابق.

تحسن الأداء الهجومي لتشيلسي مع ساري، كما تحسنت عملية بناء الهجمات والاستحواذ على الكرة، لكن ظهرت ثغرات دفاعية في مباراته مع أرسنال

ومن المبكر الحكم على تجربة ساري مع تشيلسي بطبيعة الحال، لكن من يتابع مباراتي الافتتاح يمكنه أن يخرج ببعض الملامح والخطوط العريضة حول تشيلسي:

  • تحسن واضح في الشق الهجومي وفي عملية بناء الهجمات والاستحواذ على الكرة.
  • دور هجومي جديد لنغولو كانتي لم نره في السابق، اللاعب سجل في المباراة الأولى، وكان قريبًا من التسجيل في أكثر من مناسبة، وقد ساعده في ذلك تواجد جورجينيو خلفه.
  • ظهور ثغرات دفاعية في المباراة ضد أرسنال خاصة على الأطراف، وهو أمر بحاجة لعلاج سريع، في ظل عدم لعب الفريق بثلاثة قلوب دفاع كما عودنا في السنتين الأخيرتين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الدوري الإنجليزي الممتاز.. صلاح يسير بليفربول نحو الصدارة

3-4-3.. موضة الكرة الأوروبية الجديدة