17-أغسطس-2018

تستعين الإمارات بالإرهاب لترويج أنها تحارب الإرهاب (فرانس برس)

ألترا صوت - فريق التحرير

لم يلبث وقع تحقيق وكالة أسوشيتد برس عن علاقة الإمارات والسعودية بتنظيم القاعدة في اليمن، أن يهدأ، حتى تلاه استقصاء جديد، من صحيفة "الإندبندنت" البريطانية هذه المرة، يثبت ما صار معروفًا في أوساط مراقبي الحرب على اليمن، منذ ثلاث سنوات، أي العلاقة المباشرة بين دول التحالف العربي وتنظيم القاعدة.

انكشف أن "الانتصار الاستراتيجي" للإمارات على تنظيم القاعدة، لم يكن من خلال معارك عسكرية، وإنما من خلال صفقات، حصل التنظيم بعدها على مبالغ مالية كبيرة

وكشفت الصحيفة من خلال شهادات ضباط إماراتيين شاركوا في حرب اليمن، منهم لواء بارز، أن ما أوردته الوكالة كان صائبًا، فيما يتعلق بضم الإمارات لمقاتلي القاعدة ضمن القوات التابعة لها، التي تحارب ضد الحوثيين.

ودربت الإمارات، وهي حليفة السعودية وشريكتها في التحالف الذي يحارب الحوثيين، 30 ألف جندي يمني على محاربة التنظيم الإرهابي، منذ دخولها إلى اليمن في عام 2015.

في هذا الوقت، كان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يسيطر على معظم السواحل الجنوبية لليمن، بما في ذلك المدن الرئيسية وعواصم المحافظات المهمة مثل المكلا، خامس أكبر مدينة في اليمن، وكذلك زنجبار، عاصمة محافظة أبين. فيما تتالت الأخبار السريعة بعد ذلك، عن قيام القوات اليمنية والإماراتية، وبدعم من الولايات المتحدة بإجبار التنظيم على الانسحاب من منطقة تلو الأخرى، وأخيرًا البقاء في جيوب معزولة في وسط البلاد.

كانت المعركة مع القاعدة، بمثابة الانتصار الوحيد للإمارات وحليفتها السعودية في اليمن، بعد أن عجزا خلال ثلاث سنوات عن تحقيق أي تقدم على الأرض، في وقت ما زالت فيه قوة الحوثيين ضاربة، وما زالوا قادرين على استهداف مركز الرياض، وناقلات النفط السعودية في البحر الأحمر، بصواريخ باليستية.

اقرأ/ي أيضًا: غراميات السعودية والقاعدة في اليمن.. حنين إلى مظلة بريجنسكي

لكن ما حدث لاحقًا لم يكن من حظ الإمارات، فسرعان ما انكشف أن "الانتصار الاستراتيجي" على تنظيم القاعدة، لم يكن من خلال معارك عسكرية، وإنما من خلال صفقات، حصل التنظيم بعدها على مبالغ مالية كبيرة مقابل الانسحاب الطوعي، وبدون قتال. بالإضافة إلى أن مقاتليه، الذين تزعم الإمارات محاربتهم، خرجوا من المدن ومعهم جميع ما نهبوه. فيما قال قادة كبار في جيش الإمارات لصحيفة الإندبندنت إنهم ضموا فعلًا مقاتلين من تنظيم القاعدة، للقوات التي تتبع لهم في اليمن.

ويبدو واضحًا أن الإمارات تريد استغلال التقاطع على الأرض بينها وبين التنظيم، الذي يعادي بدوره الحوثيين، من أجل تحقيق انتصارات وهمية تعزز دعايتها الضعيفة عن محاربة الإرهاب، وكذلك استغلال المقاتلين من أجل المعركة ضد الميليشيات الموالية لإيران في اليمن. خاصة أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية، استطاعت خلال السنين التي تلت تأسيسها، الدخول في المجتمع اليمني وتشكيل ولاءات قبلية لصالحها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرب الإمارات ضد الشرعية اليمنية

مؤامرة ابن زايد.. الإطاحة بالشرعية في اليمن ضمن مهمات التخريب