شهدت "إسرائيل" زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية، خاصة أسعار الفواكه والخضروات، وسط انخفاض بالإنتاج الزراعي نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 375 يومًا، مما حد من الوصول إلى الأراضي الزراعية، فضلًا عن معاناتها من نقص في اليد العاملة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، وفقًا لتقارير غربية صدرت حديثًا.
وقالت نشرة "ميديا لاين"، التي تصدرها مجموعة يهودية في نيويورك، إنه مع استمرار الحرب العدوانية على غزة، وتوسّع العدوان في لبنان، بدأت آثار الحرب الاقتصادية تظهر عواقب وخيمة على الأمن الغذائي في جميع أنحاء "إسرائيل".
النشرة أضافت موضحة أنه "مع عطلة روش هاشانا الأسبوع الماضي واقتراب عطلة عيد العرش، فإن زيادة كلفة المواد الغذائية التي تلوح في الأفق تضع المزيد من الضغط على الأمن الغذائي الهش بالفعل، وهو ما يزيد معاناة السكان الضعفاء وقدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي".
مع استمرار الحرب العدوانية على غزة، وتوسّع العدوان في لبنان، بدأت آثار الحرب الاقتصادية تظهر عواقب وخيمة على الأمن الغذائي في جميع أنحاء "إسرائيل".
من جانبها، كشفت بيانات منظمة "ليكيت" التي صدرت، الخميس الماضي، عن زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية، ما ألقى بظلاله على عطلة رأس السنة اليهودية، حيثُ سجل ارتفاع في أسعار الفواكه والخضروات بنسبة تسعة بالمئة مقارنة بالعام الماضي، فضلًا عن ارتفاع أسعار اللحوم بنسبة سبعة بالمئة، والدجاج بنسبة ستة بالمئة، ومنتجات الألبان بنسبة أربعة بالمئة.
وأشار التقرير إلى أن متوسط كلفة الحرب وصل حتى الآن إلى أكثر من 250 مليار شيكل، أي حوالي 66 مليار دولار، مضيفًا أنه في ظل احتمال التصعيد مع "حزب الله" وإيران، وخفض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" من قبل وكالات مالية متعددة، فإن هذه الزيادة الحادة في الأسعار تعني الكثير بالنسبة للإسرائيليين، خاصة أولئك الذين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون صعوبة أكبر في الوصول إلى الطعام المغذي.
وقال التقرير، إن "ما يقرب من نصف مليون عائلة إسرائيلية تعاني حاليًا من عدم الاستقرار المالي"، لافتًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية "تركت الكثيرين منهم لتناول وجبات أقل صحية، حيث اضطروا إلى استبدال الفواكه والخضروات ببدائل أرخص وأقل تغذية".
وبحسب التقرير، فإنه من بين 143 ألف فرد مؤهلين للإخلاء من منازلهم، لا يزال 22.8 ألف شخص يقيمون في الفنادق، وتمكن 54 ألف شخص من العودة إلى ديارهم، فيما لا يزال 66.2 ألف شخص يعيشون في أماكن إقامة مؤقتة أو مجتمعات بديلة، ووفقًا للتقرير، يُعد هؤلاء السكان النازحون من بين الأكثر تضررًا، حيث لم يضطر العديد منهم إلى ترك منازلهم فقط، لكن أيضًا إلى ترك وسائل عيشهم.
مزارع المستوطنين اليهود رأس حربة في توسيع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
اقرأ أكثر: https://t.co/SUEAHiAKXf pic.twitter.com/IWRRaUhD7q— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 14, 2024
ولفت تقرير "ليكيت" إلى أن "30 بالمئة من الأراضي الزراعية في إسرائيل في مناطق الحرب، خاصة الواقعة بالقرب من غزة والحدود الشمالية. وبالتالي تأثرت القدرة على الحصاد بشكل كبير"، وتابع مضيفًا أن "العمال الفلسطينيين والأجانب، الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من القوى العاملة في الحقول، لم يتمكنوا من العمل منذ بدء الحرب، كما غادر العمال الأجانب بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة".
وكان رئيس منظمة "ليكيت" جوزيف غيتلر، وهي منظمة خيرية غير ربحية تعمل بالشراكة مع وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، قد حذّر من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال العطلات يدفع السكان الضعفاء إلى انعدام الأمن الغذائي.
وقال غيتلر إن انعدام الأمن الغذائي يعني أن عليك اتخاذ خيارات، وفي بعض الأحيان يكون الخيار هو: "لا أستطيع شراء الطعام المناسب، أحتاج إلى شراء ما يكفي من الطعام فقط بغض النظر عن النوعية".