06-مايو-2025
ليفربول

الشرطة الفرنسية تواجه مشجعي ليفربول قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2022 (جيتي)

بعد مرور ثلاثة أعوام على الأحداث المؤسفة التي رافقت نهائي دوري أبطال أوروبا 2022، قدّم وزير العدل الفرنسي الحالي، جيرالد دارمانان، اعتذارًا رسميًا وصريحًا لجماهير نادي ليفربول الإنجليزي، على خلفية تحميله لهم مسؤولية الفوضى الأمنية التي وقعت أمام ملعب "ستاد دو فرانس" في باريس.

دارمانان، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الداخلية، اعترف بأن تصريحاته السابقة التي اتهم فيها المشجعين الإنجليز بالوقوف وراء أعمال الشغب والاضطراب كانت مبنية على "أفكار مسبقة"، وأنها افتقرت إلى الدقة والإنصاف. وصرّح في مقابلة على قناة Legend الفرنسية على يوتيوب قائلاً: "ما لم أقدّره في تلك الليلة هو أن المشكلة الحقيقية لم تكن من المشجعين الإنجليز، بل من المنحرفين الذين كانوا يسرقون الجماهير".

اعتذر وزير فرنسي عن تصريحاته قبل ثلاث سنوات، والتي تلت أحداثًا مؤسفة بحق جماهير ليفربول عقب نهائي 2022 في دوري الأبطال، لكن الجماهير طالبته بتعويضات عادلة

 وأضاف الوزير الفرنسي في تصريحاته التي نقلتها وكالة "رويترز": "لم أتحقق بشكل كافٍ مما كان يحدث، وارتكبت خطأً جسيمًا. لذلك أقدم اعتذاري الصريح لجماهير ليفربول. كانوا على حق في غضبهم".

ليفربول

وشهد نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، الذي أُقيم في 28 أيار/مايو 2022، مشاهد فوضى غير مسبوقة خارج ملعب "ستاد دو فرانس". وقد تأخرت انطلاقة المباراة لأكثر من نصف ساعة بسبب الازدحام الشديد وسوء التنظيم الأمني، حيث تم احتجاز آلاف المشجعين في ممرات ضيقة، وأُجبروا على الانتظار لفترات طويلة وسط تدافع وخطر الاختناق.

واستخدمت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ضد الجماهير، بينهم نساء وأطفال، ما أثار انتقادات حادة من الصحافة الدولية، والنواب البريطانيين، والجهات الحقوقية. وتم تداول مقاطع مصوّرة على نطاق واسع توثّق تلك اللحظات، ما وضع السلطات الفرنسية تحت ضغط دولي متزايد.

وفي مؤتمر صحفي عُقد بعد يومين من المباراة، خرج دارمانان حينها ليدافع عن الإجراءات الأمنية، محمّلاً مسؤولية ما حدث إلى "عشرات الآلاف من الجماهير الإنجليزية" الذين قال إنهم كانوا يحملون "تذاكر مزورة"، مضيفًا أن "العدد الهائل من هذه التذاكر هو ما تسبب بالفوضى".

لكن هذه الرواية تم تفنيدها لاحقًا من قبل تقارير صحفية واستقصائية، بالإضافة إلى تحقيق رسمي من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي أكد أن السلطات الفرنسية استخدمت الجماهير كـ"كبش فداء"، بينما كان السبب الحقيقي للفوضى هو الإخفاق التنظيمي والأمني من طرف الشرطة الفرنسية والجهات المعنية بتنظيم المباراة.

وفي آذار/مارس 2025، تعرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لانتكاسة قانونية بعد أن فشل في إسقاط مئات الدعاوى القضائية التي رفعها مشجعو ليفربول ضد الاتحاد، بسبب الأضرار الجسدية والنفسية التي تعرضوا لها أثناء حضورهم النهائي. ويطالب العديد من هؤلاء المشجعين بتعويضات مالية، كما نادت جمعيات حقوقية بضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي جرت في تلك الليلة.

ويُنظر إلى اعتذار دارمانان، رغم تأخره، باعتباره خطوة مهمة نحو الاعتراف الرسمي بالخطأ، ومحاولة لطي صفحة مؤلمة في العلاقة بين السلطات الفرنسية وجماهير ليفربول. غير أن كثيرين يرون أن الاعتذار لا يُغني عن المحاسبة، خاصة في ظل الأضرار التي لحقت بالعديد من الأسر التي حضرت إلى باريس لمتابعة المباراة.

وقد علّقت رابطة مشجعي ليفربول الرسمية على الاعتذار بقولها: "نُقدّر الاعتراف بالخطأ، لكننا ما زلنا نطالب بإجابات واضحة، وتعويضات عادلة، وضمانات بعدم تكرار ما حدث".