15-يناير-2025
مسعود بزشكيان

يتبنى بزشكيان سياسة خارجية منفتحة على العالم (رويترز)

 

أجرت قناة "إن بي سي نيوز" الأميركية، الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2025، مقابلةً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وكانت المقابلة على ما يبدو فرصةً أخيرة لبزشكيان لإقناع الإدارة الأميركية القادمة بآرائه حول ضرورة التفاوض وعدم اللجوء إلى التصعيد في ملف برنامج بلاده النووي، خاصّةً وأنه يقود منذ حوالي 3 أشهر جولة مفاوضات مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في جنيف بسويسرا حول الملف الذي يهدد بتفجير صراعٍ إقليمي في المنطقة بسبب رفض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منح أي فرصة للحلول الديبلوماسية مع إيران، مفضّلًا سياسة الضغوط عبر العقوبات ولم لا القوة العسكرية إن اقتضى الأمر ذلك.

وبالنظر إلى وعي الإيرانيين بتوجهات ترامب، حرصت طهران على تعزيز مواقفها الديبلوماسية الداعية إلى التفاوض بإظهار قوتها العسكرية، حيث أجرى الحرس الثوري والقوات الجوية في الجيش الإيراني سلسلة مناورات عسكرية حول المنشآت النووية في إيران، كما قامت طهران بالكشف عن تسلم جيشها ألف طائرة مسيرة جديدة وأزاحت النقاب عن ما وصفتها ب "مدينة صاروخية" سلطت الضوء على جانب من قدراتها الهجومية، وأعلنت اليوم الأربعاء، بالتزامن مع مقابلة بزشكيان، عن مدمّرة جديدة للرصد الاستخباري ورصد الذبذبات.

 

رسائل بزشكيان لواشنطن:

أعلن الرئيس الإيراني بشكلٍ صريحٍ استعداد حكومته للتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، نافيًا بشدّة الاتهامات التي راجت مؤخرًا عن محاولات إيرانية لاغتيال الرئيس الجمهوري.

تخوض إيران جولة محادثات مع الترويكا الأوروبية حول برنامجها النووي دون مشاركة أميركية

بالنسبة لبرنامج إيران النووي، لم يفت بزشكيان أن يحمّل الأميركيين مسؤولية إجهاض الاتفاق الذي أعلن ترامب في عهدته الرئاسية الأولى الانسحاب منه عام 2018، قائلًا إن "الولايات المتحدة الأميركية لم تنفذ تعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه عام 2018"، مضيفًا أنّ هدف واشنطن حينها كان "إسقاط النظام في إيران" وبالتالي لم يكن الانسحاب من الاتفاق النووي إلّا ذريعةً للتنصل من أي مسؤوليات لاحقة.

ومع ذلك  أوضح بزشكيان أن بلاده "ليست لديها مشكلة في التفاوض، لكن الطرف الآخر همّه حتى الآن  إسقاط النظام وليس حلّ المشكلات" وفق تعبيره. وأردف بزشكيان أنّ إيران، التزمت بجميع تعهداتها النووية بعد المفاوضات وإبرام الاتفاق النووي،"لكن للأسف الطرف الآخر لم ينفذ وعوده والتزاماته" حسب زعمه.

وكان وزير الخارجية الإيراني عبّاس عراقجي قد وضع شرطًا لاستئناف المفاوضات مع إدارة ترامب، ويتمثل الشرط في عودة إدارة ترامب "للاتفاق النووي الذي انسحبت منه 2018 أو على الأقل إعلان سياساتها حوله"، كما رهَن عراقجي بناء الثقة ببرنامج إيران النووي برفع العقوبات عنها.

تجدر الإشارة إلى أنّ مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتمد قرارًا، تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ينتقد رسميًا إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي. كما قامت طهران بشكلٍ علني بتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة وزادت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية قريبة من تلك المطلوبة لتصنيع قنبلة نووية.

 

إيران لا تسعى للحرب:

نفى بزشكيان سعي بلاده للحرب، لكنه قال في المقابل إنه "إذا تعرّضت منشآتها النووية للهجوم فهي جاهزة للدفاع عن نفسها"، مؤكّدًا أن إيران "سترد على أي اعتداء"، مردفًا القول: "لسنا خائفين من الحرب لكننا لا نسعى إليها"، وفي ذات الصدد أعرب بزشكيان عن أمله بألا "تقوم هذه الحرب لأنها ستعود بالضرر على جميع اللاعبين وليس على إيران فقط"، نافيًا الاتهامات الموجهة لإيران من طرف من سماهم "الأعداء" بالعمل على تصنيع قنبلة نووية، معتبرًا أن هذا الاتهام "منافٍ للحقيقة".

نفى بزشكيان سعي بلاده للحرب، لكنه قال في المقابل إنه "إذا تعرّضت منشآتها النووية للهجوم فهي جاهزة للدفاع عن نفسها"

 

اغتيال ترامب:

ردًّا على السؤال المتعلق بمخطط إيراني لاغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال بزشكيان إنّ  "هذا أحد المزاعم التي تطرحها إسرائيل ودول أخرى لنشر إيرانوفوبيا"، نافيًا بشدة أن تكون "إيران خططت لاغتيال أحد وليست لديها خطة لذلك ولم ولن تفعل ذلك".