04-يناير-2021

معبر للجمارك البريطانية (Getty)

قبل ساعة واحدة  فقط من منتصف الليلة الأخيرة من عام 2020، دخلت المملكة المتحدة منعطفًا تاريخيًا جديدًا، بدخول القرار الذي صوّت عليه البرلمان البريطاني في العام 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي حيزّ التنفيذ.

تعتبر آلية السفر لحملة الجواز البريطاني إلى دول الاتحاد الأوروبي وعبرها قضية أساسية ضمن ملف البريكست

 لم تعد بريطانيا منذ تلك اللحظة ملزمة بتطبيق قوانين الاتّحاد الأوروبي في ما يخص أمور السفر، الهجرة، الأمن والتجارة بين الدول. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن حرية البريطانيين اليوم باتت بين أيديهم، وأنهم أصبحوا اليوم قادرين على القيام بأمورهم بطريقة مختلفة، بما يفيد مصلحة المملكة وشعبها.

اقرأ/ي أيضًا: هواجس التفكك.. هل تدفع المملكة المتحدة وحدتها ثمنًا للـ"بريكست"؟

وعلى الرغم من أن معظم دول الاتحاد الأوروبي تقفل حدودها اليوم في وجه المواطنين البريطانيين بسبب انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا في المملكة، إلا أن حالة ترقب واهتمام بمعرفة مستقبل آلية السفر والتنقل  داخل القارة الأوروبية للبريطانيين تسود المشهد. إذ إنهم سيخسرون خاصية التنقل التلقائي بين دول الاتحاد الأوروبي، الخاصية التي تعطى لمواطني الدول المنضوية تحت راية الاتحاد.

وبالتالي، ومن الناحية النظرية، فإن المواطن البريطاني بحاجة اليوم لتأشيرة دخول لزيارة دول الاتحاد الأوروبي، أسوة بأي مواطن من أية دولة خارج الاتحاد. أمر من شأنه أن يشكل عوائق للبريطانيين الذي يحتاجون للتنقل باستمرار داخل القارة بسبب العمل أو لأسباب أخرى، علمًا أن السفر المؤقت لأسباب سياحية يتطلب دفع رسوم ولا يعتبر بالأمر المعقد كالإقامة الدائمة أو العمل في ظل بريكست. 

ويأمل البريطانيون أن يستفيدوا من الاستثناءات التي قد تمنحها لهم بعض الدول الأوروبية، وبالتالي معاملة البريطانيين بشكل خاص في هذا المجال. على سبيل المثال، أدرجت ألمانيا بريطانيا ضمن لائحة الدول التي تسمح لمواطنيها بالدخول والخروج منها بدون تأشيرات سفر. هذا لا يتناقض مع قرار ألمانيا بحظر السفر من وإلى بريطانيا، حتى السادس من كانون الثاني/يناير الحالي بسبب سلالة كورونا الجديدة. 

كذلك تشير الترجيحات إلى أن اليونان على الأغلب ستبقي الوضع كما قبل Brexit، من خلال سنّ قانون يسمح بتبادل السفر مع بريطانيا بدون تأشيرات سفر. 

أما البرتغال، الحليفة التاريخية لبريطانيا، فقد وعدت المواطنين البريطانيين بأنها ستكون إلى جانبهم، وبأن الأمور ستستمر على حالها برغم الانفصال، كذلك فعلت كلّ من بلجيكا، والنرويج. في المقابل، لم يصدر أي تصريح أو إعلان رسمي عن إسبانيا، فرنسا وإيطاليا في هذا الخصوص حتى الآن. 

سيواصل البريطانيون الاستفادة من بعض الميزات التي لن تتأذى بقرار البريكست، كاستمرار السماح لهم بالسفر بسياراتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي

وكان الاتحاد الأوروبي قد عقد اتفاقًا مع المملكة المتحدة، لتسيير الأمور مؤقتًا خلال فترة انتقالية، حيث سيسمح لحاملي جوازات السفر البريطانية، بزيارة دول الاتحاد الأوروبي لمدة تصل إلى 90 يومًا كحد أقصى، خلال الأشهر الستة القادمة. وسيشمل هذا القرار الدول التي تعتمد الشنغن فقط، أي أن بلغاريا، كرواتيا، قبرص ورومانيا ستستثنى منه. وابتداءً من عام 2022، سيتوجب على كل مواطن بريطاني، لا يملك جواز سفر لدولة أوروبية أخرى، أن يحصل على فيزا لزيارة باقي دول الاتحاد الأوروبي، سواء كانت الزيارة طويلة أم قصيرة، وسواءً كانت للعمل أو لزيارة أقارب أو لقضاء عطلة الأسبوع، وبالتالي يبقى الرهان البريطاني على الاستثناءات التي ستمنح من بعض دول الاتحاد الأوروبي.

اقرأ/ي أيضًا: حكاية بريكست.. من "جنون البقر" إلى الخروج الأخير

وبالرغم من القيود على السفر إلى أوروبا التي ستنتظر البريطانيين في المستقبل، فإنهم سيواصلون الاستفادة من بعض الميزات التي لن تتأذى بهذا القرار، كاستمرار السماح لهم بالسفر بسياراتهم (بعد الحصول على التأشيرة) وقيادتها داخل دول الاتحاد الأوروبي، على اعتبار أن رخصة قيادة السيارات البريطانية معترف بها في دول الاتحاد الأوروبي. 

في المقابل، فإنهم، أي البريطانيين، سيواجهون مشكلة تتعلق بعدم قدرتهم على استخدام شرائح هواتفهم النقالة، إذ أن قوانين الاتحاد لا تسمح بتشغيل شبكات هاتف لدول من خارج الاتحاد الأوروبي. شركات الهواتف النقالة الرئيسية في بريطانيا أمام أزمة حقيقية اليوم، ولم تستطع حتى الآن وضع تصوّر لحل هذه المشكلة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف استطاع الاتحاد الأوروبي تحويل البريكست إلى حدث بريطاني صرف؟

7 حجج وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي