23-يناير-2021

جلسة علاج كيميائي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

يترقب حوالي 100 ألف مريض بالسرطان في بريطانيا موعد تلقي أول علاج من نوعه في العالم بعد الحصول على موافقة هيئة الخدمة الوطنية الصحية لاستخدام علاج مستحدث لمكافحة مرض السرطان، تحديدًا سرطان الغدد اللمفاوية. وقد عقدت صفقة بين الشركات المصنعة للدواء وهيئة الخدمة الوطنية الصحية، والمعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، تقضي بالسماح في استخدام العلاج بأسعار مخفضة. وسيكون العلاج متاحًا للأطباء يوم الثلاثاء  26 كانون الثاني /يناير 2021، وذلك حسب ما جاء في تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

سيكون العلاج الجديد لسرطان الغدد اللمفاوية من ضمن الخيارات الأساسية حين تتوقف استجابة المرضى لأنواع العلاجات المختلفة، أو حين يتعرضون لانتكاسة بسبب تلقيهم علاجات مثبطة كالعلاج الكيميائي

وتم الاتفاق على تجميع البيانات والمعلومات حول التغيرات التي تطرأ على حالات المرضى بعد تلقي العلاج المتفق عليه ومدى نجاعة العلاج وإمكانية إسهامه في النجاة من السرطان، بحسب ما يقضي الاتفاق. ويمكن للمرضى الذين سيتلقون العلاج أن يعيشوا فترات أطول وسيكون لديهم وقت أطول قبل تفشي المرض في أجسامهم على حد قول المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية. وبحسب المعهد فإن 100 مريض أعمارهم ما فوق 70 سنة سوف يستفيدون من العلاج كل سنة، كما أشار تقرير لمركز بحوث السرطان في بريطانيا.

اقرأ/ي أيضًا: حجر صحي على الدجاج والطيور في بريطانيا بعد موجة H5N1 جديدة

وأشار مركز بحوث السرطان في بريطانيا في تقرير نشر بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير من هذا العام إلى أن العلاج الجديد سيكون من ضمن الخيارات الأساسية حين تتوقف استجابة المرضى لأنواع العلاجات المختلفة أو حين يتعرضون لانتكاسة بسبب تلقيهم علاجات مثبطة كالعلاج الكيميائي الذي يعتبر الأكثر شيوعًا. ومن مميزات العلاج الجديد أنه يحفز جهاز المناعة من خلال التعديل الجيني لخلايا الدم البيضاء للمريض، حيث تسحب خلال الدم البيضاء من الجسم ويتم تعديلها مخبريًا، للتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية وقتل هذه الخلايا عندما تتم إعادتها إلى جسم المريض. وعلى خلاف علاجات الأمراض السرطانية التي تتطلب قضاء أسابيع في المستشفيات، فإن العلاج الجديد المقترح مناسب للمرضى والجهاز الطبي حيث لا يتطلب المكوث في المستشفيات لفترات طويلة.

فيما أعرب رئيس تطوير السياسات في مركز بحوث السرطان، كروتي شروتري، عن أن الأخبار القادمة حول العلاج المستجد ستكون مفرحة، ويرى بأنه خبر عظيم للمرضى وعائلاتهم. واعتبر أن "مرض سرطان الغدد الليمفاوية نادر جدًا، ولأن هذا النوع من العلاج معقد ومكلف، فإنه من الصعوبة الحصول على أدلة وبراهين قاطعة حول فعالية العلاج في وقت سريع".

وبالرغم من أن هذا العلاج قادر على شفاء الحالات المتقدمة من مرضى سرطان الغدد الليمفاوية، حيث فشلت الكثير من العلاجات والأدوية من قبل، تبقى احتمالات حصول مضاعفات صحية قد تؤدي إلى ردات فعل جسمانية شديدة اتجاه العلاج من قبل المرضى. لذا لا نتائج محسومة حتى الأن حول نجاح تلقي العلاج بشكل قاطع، ولذلك طلبت لجنة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية إجراء المزيد من الأبحاث وتجميع المعلومات الإحصائية حول مسار حياة المرضى الذين سيتلقون العلاج وأعمارهم وتاريخ إصابتهم بالسرطان والمدة الزمنية التي بدأوا فيها بتلقي العلاج ومعدل الشفاء من المرض ومعدل الوفيات. والكثير من المعطيات الأخرى التي ستشكل دلائل داعمة لمدى فعالية العلاج من عدمه.

من الجدير بالإشارة إلى أن السبب الرئيسي لسرطان الغدد اللمفاوية غير مثبت حتى الآن طبيًا، ولم يتم الإعلان عن إجماع طبي بهذا الخصوص. وينتشر هذا النوع من السرطان في الجهاز الليمفاوي الذي يتضمن الغدد الليمفاوية والطحال والغدة الصعترية ونخاع العظام. وقد تظهر أعراض الأورام والتأثيرات التي يسببها في أنحاء وأجهزة محتلفة من الجسم وليس فقط الخلايا اللمفاوية. ويظهر هذا المرض السرطاني عندما تتطور طفرة في الشفرة الوراثية لخلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مواجهة الأمراض. ويعد التقدم في السن إلى جانب ضعف الجهاز المناعي من أكثر العوامل التي تساهم في ظهور هذا المرض. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

حياة ملايين اللاجئين حول العالم مهددة بعدم توفر لقاحات كورونا

القطاع الصناعي في بريطانيا يطالب بدعم الدولة وتخفيض الضرائب لتجنب الانهيار