بالنسبة للعديد من الناس حول العالم، فإن الاستيقاظ في صباح يوم من الأيام واكتشاف أن بانكسي قد زين واجهة منزلهم بأحدث أعماله الفنية التي تقدر بملايين الدولارات، هو حلم من الأحلام، أو أمنية من الأماني الجميلة لمحبي هذا النوع من الفنون وعشاق الفنان بانكسي.
لكن الأعجب من حصول ذلك وتحوّله إلى حقيقة، هو أن يتحوّل هذا الحلم إلى كابوس حقيقي لا نهاية له، لا في الليل ولا في النهار.
ففي المملكة المتحدة، وتحديدًا في مقاطعة سوفولك، شرق إنجلترا، رسم بانكسي في جنح الليل والناس نيام، طائرًا جميلًا بطول ستة أمتار تقريبًا، وذلك في العام 2021، مستفيدًا من الواجهة الكبيرة للمنزل، والذي بدا ملائمًا للغاية لرسم بهذا الحجم.
رسم بانكسي طارًا جميلًا على واجهة منزل في شرق إنجلترا، لكن الأمر تحول إلى كابوس بعد أن أصبح المنزل هدفًا لكل فضوليّ ولص ومخرب ومستثمر وهاوٍ أو مهووس بالفنّان بانكسي وأعماله
لكن ومنذ ظهور هذه اللوحة المفاجئة بين ليلة وضحاها في ذلك العام، أصبح المنزل هدفًا لكل فضوليّ ولص ومخرب ومستثمر وهاوٍ أو مهووس بالفنّان بانكسي وأعماله، هذا عدا عن الموظفين الحكوميين الذين حاولوا التدخّل من أجل صيانة الرسم والحفاظ عليه.
لكن مالكا المنزل، غاري كوتس وزوجته، قررا وضع حدّ للكابوس، ولو على حسابهم الخاصّ، وقاما بعد أن نفد صبرهما، بإزالة العمل الفني بأكمله، ضمن عملية معقدة ومكلفة، كان يلزم بها إغلاق الطريق واستئجار رافعة والتعاون مع مختصين.
في حديث مع التايمز البريطانية، قال الزوجان: "في البداية كان الوضع لطيفًا على نحو لا يصدق، لكن مع الوقت أصبحت الأمور مرهقة للغاية. لست متأكدًا من إدراك بانكسي للعواقب غير المقصودة لرسوماته العشوائية على واجهات المنازل وأثرها السلبي غير المباشر على أصحابها". وأضاف السيد كوتس: "لقد اتصل بنا المجلس لإخبارنا أنه صدر أمر حفظ على القطعة الفنية وأننا سنكون مسؤولين عن صيانتها بتكلفة تبلغ 40 ألف جنيه إسترليني سنويًا (50 ألف دولار).
اضطر صاحب المنزل إلى تعيين حارس ليلي لرعاية العمل الفني، وذلك بعد أن حاول شخص سرقة جزء منه وبيعه على منصات التواصل الاجتماعي، كما قبض مرة على مخربين حاولوا طلاء الرسم وطمسه.باللون الأبيض .
يقول كوتس: "لقد كان كابوسًا حيًا. لقد واجهنا العديد من المشكلات مع وجود تشققات في الجدار، ومع الإرباك الشديد الحاصل من العامّة، ولضمان سلامة وأمن الجميع، اضطررنا إلى إزالة الرسم بالكامل، لأنه في حال وقع أي حادث، فسنكون نحن المسؤولين عن ذلك".
وبحسب التايمز، فقد كانت إزالة الواجهة والرسم عليها عملًا ضخمًا، تطلب تقويتها أولًا ببعض الطبقات الحافظة، إضافة إلى استخدام رافعة ضخمة لسحبها، ومن المحتمل بحسب التايمز أن تتجاوز تكلفة إزالة الواجهة 200 ألف جنيه إسترليني (250 ألف دولار أمريكي تقريبًا).
ويرغب كوتس وزوجته بعرض الرسم للبيع، من أجل تعويض تكلفة إزالة الواجهة، ووضع واجهة جديدة للمبنى السكني الذي يقطنون فيه.
يذكر أن بانكسي قد رسم ذلك العمل الفني ليكون جزءًا من سلسلة أطلق عليها اسم "Spraycation" والتي تضمنت إنشاء أعمال فنية في المدن الساحلية للمساعدة في استعادة بعض ألقها السياحي داخليًا وعالميًا.
