28-فبراير-2019

تحقق الحلقة الواحدة من برنامج الدحيح مشاهدات تتجاوز المليون خلال أيام قليلة (يوتيوب)

من بين عديد البرامج التي أطلقها شباب عرب على موقع يوتيوب، كان لبرنامج الدحّيح شهرة خاصّة بين المتابعين. وقد استطاع الدحّيح خلال فترة زمنيّة تعد قياسيّة، أن يلفت أنظار المتابعين من كل البلدان العربيّة إلى برنامجه الذي تتراوح مدّة حلقاته بين 10 و15 دقيقة، مع بعض الاستثناءات التي أطلق فيها حلقات أطول من ذلك.

من بين العديد من البرامج التي أطلقها شباب عرب على يوتيوب، كان لبرنامج "الدحيح" شهرة خاصة، وانتشارًا واسعًا بين المتابعين

و"الدحيح" كلمة تستخدم في اللهجة المصريّة، تعني كثير الدراسة المنكبّ على كتبه، وهو ما يعكسه البرنامج الذي يتناول فيه مقدّمه الشاب أحمد الغندور، قضايا عميقة يقرأ عنها ويجري أبحاثه، ثمّ يعرضها لنا في إطار يصفه أحمد بأنّه "ترفيهي أكثر من كونه علمي"، بلغة بسيطة وأمثلة قريبة إلى الحياة اليوميّة.

اقرأ/ي أيضًا: صحافة حسن منهاج الكوميدية.. شباب يوتيوب بأدوات نتفليكس

من هو أحمد الغندور؟

أحمد الغندور هو شاب مصري من مواليد عام 1994، درس علم الأحياء في الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة، ثمّ ألحق دراسته بماجستير في التربية من جامعة هونغ كونغ في الصّين.

وليس غريبًا على الدحّيح أنّه كان طوال فترة دراسته في الجامعة يقدّم برنامجه على يوتيوب بشكلٍ مستقلٍّ، يصوّر ويعدّ ويؤدّي، بالإضافة إلى أنّه كان نشيطًا في جامعته يعدّ ويقدّم فيها أيضًا برنامجًا صباحيًا، إلى جانب مشاركته في نشاطات إذاعيّة. وقد شغل الغندور كذلك منصب المدير العام لاتّحاد الطّلاب في الجامعة الأمريكيّة نفسها.

الدحيح

بدأ الغندور برنامج "الدحّيح" بإمكانيّات بسطة ومستقلّة عام 2014، حيث استخدم كاميرا ومعدّات إضاءة وصوت بسيطة، وكان يسجّل الحلقات في منزله. 

ومن بضعة إعجابات على فيسبوك، وعدّة مئات من المشاهدات على يوتيوب، راح يطوّر المحتوى ويعمل على تكثيف قراءاته وأبحاثه، ليستطيع خلال مدّة لم تصل إلى عامين، أن يحصد مئات آلاف المشاهدات والاشتراكات على قناته بيوتيوب، بأسلوبه الخاص في طرح أفكاره، وبحس الفكاهة الخالص الذي يتمتّع به.

 بعد ذلك شهد برنامج الدحيح قفزة تقنيّة مهمّة في المعدّات والتأثيرات السمعيّة والبصريّة وفريق الإعداد أدّت إلى رفع عدد متابعاته إلى أكثر من مليوني مشترك في قناته على يوتيوب عام 2017.

ما الذي يقدمه الدحيح؟

يطرح البرنامج محتوى علميًا وفكريًا بأسلوب بسيط، موجّه إلى كلّ المهتمّين على تنوّع خلفيّاتهم، يقدّمه أحمد الغندور في غرفة نوم شبابية مليئة بالخرائط والصور والكتب المنتشرة في كل ركن من الغرفة.

واللافت أنّ مقدّمه الشاب يرتدي ذات الزيّ في كلّ حلقة، بما يخلق نوعًا من الألفة مع المشاهد، يعززها الخطاب المباشر الموجه إلى المشاهد، كصديق أو أخ أحيانًا كثيرة. 

ويمتزج الطرح العلمي أو الفكري بالنكات والفكاهات والأسلوب الساخر الذي استطاع الدحيح أن يطوره على مدار سنوات.

ولتعزيز الألفة من خلال اللوازم البصرية والتفاصيل الدرامية أحيانًا، اعتاد الدحيح/ أحمد الغندور أن يقدم حلقات برنامجه وفي يده إما تفاحة أو خيارة، وبالفعل فإن هذه اللوازم والتفاصيل، تجذب تعليق الجمهور عليها.

الحساسية العلمية!

ولا يركز البرنامج على موضوع أو قضية واحدة من قضايا العلوم، وإنما تعدد القضايا العلمية والفكرية التي يتناولها ويعيد طرها بالاستناد إلى مصادر موثوقة في العادة، وإن كانت بعض الحلقات تثير جدلًا كبيرًا، وقد جيشت بعضها نقادًا مكرسين لما يقدمه الدحيح!

في عدة حلقات، ناقش برنامج الدحيح قضايا علمية أو فكرية، تعتبر حساسة من وجهة نظر بعض التفسيرات الدينية، أو اجتماعيًا، على رأسها قضية نظرة التطور والانفجار العظيم، التي دفعت البعض إلى وصف الدحيح بـ"الإلحاد"!

يمتزج الطرح العلمي أو الفكري في برنامج الدحيح، بالنكات والفكاهات والأسلوب الساخر الذي استطاع أحمد الغندور تطويره على مدار سنوات

ومع الانتقادات التي توجه إليه كثيرًا، يظل الدحيح حالة فريدة استطاعت أن تتجاوز الكثير من السُخف والضعف في المحتوى العربي على يوتيوب، بخفة الظل في الطرح والأداء، والجدية في التحضير والإعداد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شباب سوريون على "يوتيوب".. ثرثرة ووعظ ونكات سمجة

أكثر 5 مقاطع فيديو مشاهدة على يوتيوب منذ انطلاقه