شهدت العاصمة الألمانية برلين تنظيم موكب احتجاجي كبير من أجل مواجهة ما وصفه المنظمون بحملة العداء ضد الروس في ألمانيا، ولكنها ضمت متظاهرين مؤيدين للاجتياح الروسي لأوكرانيا ومدافعين عن الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما أثار زوبعة من التوترات والانتقادات في ألمانيا.
شارك نحو ألف متظاهر في موكب ضم 400 مركبة تجمعت في نهاية مسارها عند الملعب الأولمبي في برلين. وقد كانت السيارات موشحة بالأعلام الروسية، ورايات تحمل الرمز "Z"، في رسالة تضامن مع الجيش الروسي
فقد شارك نحو ألف متظاهر في موكب ضم 400 مركبة تجمعت في نهاية مسارها عند الملعب الأولمبي في برلين. وقد كانت السيارات موشحة بالأعلام الروسية، ورايات تحمل الرمز "Z"، في رسالة تضامن مع الجيش الروسي والحرب التي يشنها في روسيا، وهي حرب تتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب فظيعة خلالها. كما استخدم المتظاهرون هتافات وطنية قومية روسية، تعبيرًا عن موقفهم من الأزمة الأوكرانية والحرب فيها.
أحد منظمي الموكب الاحتجاجي، تحدث إلى الغارديان البريطانية، وهو يحمل لافتة عليها نجمة داود، وعبارة معناها: "هل سيأتي الدور علينا؟"، وأشار إلى أن اضطهاد الروس في ألمانيا منذ بدء الاجتياح شبيه باضطهاد اليهود على أيدي النازيين. كما تحدّث هذا الرجل، ويدعي كريستيان فراير، عن انتقاده لما وصفه بالبروباغاندا المعادية لروسيا والتي بدأ نشرها في المدارس الألمانية.
السفير الأوكراني في ألمانيا، أندري ميلنيك، عبّر عن انزعاج بلاده الشديد من مثل هذه الاحتجاجات، والتي قال إنّها مرخّصة وحصلت تحت رعاية وحماية الشرطة الألمانية، وذلك يوم الأحد الماضي، وهو اليوم الذي تم الكشف فيه عن الفظائع التي خلفها الجيش الروسي وراءه في "بوتشا"، وهي إحدى البلدات القريبة من العاصمة كييف، على حد وصفه.
ووصف ميلنيك هذا الموكب بأنه "موكب العار"، مستغربًا في تغريده له عبر حسابه الرسمي على تويتر أن يتم الترخيص لمثل هذه المظاهرات المسيئة في وسط برلين، وموجهًا انتقاده لمحافظة العاصمة والشرطة فيها.
مقالات قد تهمّك:
"الله أكبر" يحبها الغرب.. كل ما تحتاج معرفته عن المقاتلين المسلمين في أوكرانيا
كتيبة آزوف.. ميليشيا نازيّة متطرّفة داخل الحرس الوطني الأوكراني
ومن المتوقع بحسب تقرير الغارديان أن تتواصل المسيرات المؤيدة لروسيا في ألمانيا خلال الفترة المقبلة، خاصة في بعض المناسبات ذات الحساسية الخاصة لبعض الألمان المتعاطفين مع روسيا ولبعض أفراد جالية الروسية في ألمانيا، مثل الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتي قد يتم استغلالها في مواكب احتجاجية مماثلة.
وقد تعاملت الشرطة الألمانية مع عدد من المحتجين الذين استخدموا شعار نجمة داود، وأرغمتهم على إزالته عن سياراتهم. كما لاحقت الشرطة عددًا من السيارات والمحتجين الذين رفعوا شعار "Z"، والذي تمّ منعه استخدامه في الأماكن العامة بشكل رسمي في عدة مدن ألمانية، من بينها برلين.
حذّر ناشطون وحقوقيون ألمان من التساهل مع مثل هذه الاحتجاجات المؤيدة للحرب والموالية لروسيا
كما حذّر ناشطون وحقوقيون ألمان من التساهل مع مثل هذه الاحتجاجات المؤيدة للحرب والموالية لروسيا، وهو ما دفع وزير العدل الألماني، ماركو بوشمان إلى اقتراح تجريم التعبير الصريح عن مواقف مؤيّدة للحرب الروسية في أوكرانيا، وهو ما أثار الجدل مجددًا حول ما إذا كان من الممكن ملاحقة المتظاهرين قانونيًا.
