04-مارس-2018

تعرضت آمال أتلتيكو مدريد في المافسة على الليغا لنكسة كبيرة (E.U.S)

عندما فاز برشلونة في مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد في السانتياغيو برنابيو، في المرحلة ال17 من ذهاب الدوري الإسباني لهذه السنة، بثلاثية نظيفة، اعتقدت جماهير الفريق، ومعها جلّ النقاد والمتابعين، أن لقب الدوري الإسباني بات في حكم المحسوم، فالفارق اتسع مع الريال إلى 14 نقطة، وفالنسيا صاحب المركز الثاني، لا يملك على الأرجح النفس الطويل لينافس حتى المرحلة الأخيرة. الحديث عن قروب اتمام صفقة كوتينيو يومها زادت من ثقة الجمهور. الفريق لم يخسر أية مباراة في مرحلة الذهاب ويبدو أنه في طريق مفتوح للظفر بالليغا.

كما كان متوقعاً، تكتل لاعبو أتلتيكو مدريد في مناطقهم، لسد المنافذ على لاعبي برشلونة، والبحث عن هجمة مرتدة يضربون بها دفاع برشلونة المتقدم

في تلك الفترة من السنة كان أتلتيكو مدريد يتأرجح بين المركز الثالث والمركز الرابع. خرج الفريق من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا، المسابقة التي اعتاد الوصول الى أدوارها النهائية في السنوات الماضية. لم يستقدموا أي لاعب منذ أكثر من سنة بسبب عقوبة مفروضة اتحادية مفروضة عليهم. الحديث عن أن نجم الفريق الأول أنطوني غريزمان يعيش آخر سنواته في النادي، تراجع واضح في مستوى غريزمان ومستوى النجوم الآخرين. كل هذه المعطيات أعطت انطباعاً للمراقبين أن هذا ليس موسم أتلتيكو مدريد، وأن الفريق مطالب بإعادة ترميم نفسه للعودة في المستقبل إلى سابق عهده.

اقرأ/ي أيضًا: ذهاب دوري الأبطال: معركة طاحنة بين تشيلسي وبرشلونة والبايرن لتفادي المفاجآت

جاء الميركاتو الشتوي، تعاقد برشلونة مع كوتينيو وياري مينا، فيما أعاد أتلتيكو هدافه القديم دييغو كوستا الى الفريق. حافظ برشلونة على سلسلة اللاهزيمة، لكن جودة اللعب تراجعت بشكل ملحوظ  في مرحلة الإياب، كوتينيو لم يتأقلم بسرعة، الفريق مطمئن نوعاً ما على لقب الدوري، تعادل الفريق مع اسبانيول وليفانتي واسبانيول، نزيف نقاط متقطع، لا يمكننا الحديث عن أزمة في النادي، إنما تراجع في المستوى وغياب الإبتكار في بعض المباريات. في هذا الوقت كان أتلتيكو مدريد يتسلل ببطء وبصمت نحو المقدمة، أداء متوازن وخط دفاع حديدي هو الأفضل رقمياً في أوروبا. عودة كوستا أعطت الثقة للفريق، وأعطت حلول لأنطوني غريزمان الذي انفجر في المبارتين الأخيرتين وسجل سبعة أهداف. سلسلة انتصارات متالية قادت بأتلتيكو إلى المركز الثاني بفارق خمس نقاط فقط عن برشلونة. الامر الذي جعل من مباراة الأحد في قمة المرحلة ال27 مباراة مصيرية من شأنها أن تحدد ملامح الفترة المقبلة، على عكس ما كان ربما يأمل به جمهور برشلونة عند انتهاء مرحلة الذهاب، أي حسم الدوري مبكراً لتجنب الحسابات المعقدة، والتفرغ لدوري أبطال أوروبا.

قمة الكامب نو

دخل المدربان الى المباراة بأفضل تشكيلة لديهما، فالفيردي لعب 4-3-3 وأشرك كوتينيو وانييستا سوياً فيما ترك عثمان ديمبيلي على الدكة، بينما اختار سيميوني كما العادة طريقة 4-4-2، وزجّ بكوستا وغريزمان كخط هجوم ناري، ما يشير إلى رغبة سيموني في الفوز في الكامب نو، الملعب الذي استعصى عليه الفوز فيه من قبل، فيما فشل فالفيردي في السابق في الفوز على أتلتيكو كمدرب، مع كل الفرق التي دربها، ومن ضمنها برشلونة، حيث تعادل الفريقان ذهاباً بهدف لمثله.

اقرأ/ي أيضًا: ذهاب دوري الأبطال: مانشستر في مهمة صعبة ومباراة معقدة بين روما وشاختار

كما كان متوقعاً، تكتل لاعبو أتلتيكو مدريد في مناطقهم، لسد المنافذ على لاعبي برشلونة، والبحث عن هجمة مرتدة يضربون بها دفاع برشلونة المتقدم. الطريقة الدفاعية التي يلعب بها سيميوني هذا الموسم تأتي أكلها، فالفريق تلقى 11 هدفاً في كل مبارياته السابقة في الدوري، لكن برشلونة يمتلك حلاً سحرياً، وهو قادر من خلاله على حل كل الطلاسم. إنه ليونيل ميسي. في الدقيقة 26 يتحصل ليو على الكرة على مشارف منطقة جزاء أتلتيكو، يحصل على خطأ وضربة حرة، ويسجلها بطريقة رائعة في مرمى أوبلاك. كلاكيت العادة " ميسي لديكم لا خوف عليكم".

فاز برشلونة ووسع الفارق إلى ثماني نقاط كاملة، وتجنّب سيناريو مزعج كان من الممكن أن يحصل. وسيعطي هذا الفارق المريح  برشلونة جرعة معنوية جيدة

حاول سيميوني أن يعدل الأوتار في الشوط الثاني، زجّ بغاميرو وكوريا ولوكاس، لكن رفاق غريزمان فشلوا في معادلة النتيجة. فاز برشلونة ووسع الفارق إلى ثماني نقاط كاملة، وتجنّب سيناريو مزعج كان من الممكن أن يحصل. هذا الفارق المريح سيعطي برشلونة جرعة معنوية جيدة، وسيخفف الضغط نسبياً في مباريات الدوري القادمة، وبالتالي سيكون باستطاعة فالفيردي تقسيم جهود لاعبيه في المسابقات التي ينافس عليها، خاصةً دوري الأبطال الذي يتطلب أعلى درجات الحضور الذهني والبدني. في المقابل فإن آمال أتلتيكو في المافسة على الليغا تعرضت لنكسة كبيرة، والتحدي القادم أمام الفريق سيتمثل في صب كل الجهود، للظفر بالدوري الأوروبي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خوسيه مورينيو وأنطونيو كونتي.. حرب داخل الملعب وخارجه.. ما القصة؟

روبرتو باجيو.. الملك غير المتوج