30-يوليو-2022
تشافي برشلونة

"Getty" ما يفعله برشلونة مع تشيلسي عانى منه كثيرًا النادي الكاتالوني أمام باريس سان جيرمان

لسنوات خلت، وتحديدًا خلال ولاية رئيسه السابق بارتوميو، تحوّل نادي برشلونة لمادة تندّر في الصحافة الرياضية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما يتعلق الأمر بالصفقات والتعاقدات ونوافذ الانتقالات، فالفريق تورّط إذا جاز القول بصفقات عديدة كلّفت خزائن النادي أموالًا طائلة، دون أن تنجح بتحقيق المطلوب منها، كوتينيو يعتبر مثالًا واضحًا على ذلك.

كذلك فشل مسؤولو النادي الكاتالوني في إدارة التفاوض بالعديد من الصفقات، لينحني النادي أكثر من مرة أمام فرق أخرى كانت تنجح بخطف الصفقات منه، فيما كانت تحوم شبهات الفساد حول صفقات أخرى (باولينو وبيانيتش ) أو عقود رعاية، فضحتها الصحافة الرياضية في إسبانيا، وبيّنت تورّط بارتوميو وإدارته في العديد منها، وحصولهم على عمولات مالية بعد إتمامها، بدون أن يكون لها نفع رياضي موازٍ للمال الذي دُفع فيها.

خوان لابورتا

انقلبت الآية في سوق الانتقالات الحالي، بعد فوز لابورتا برئاسة برشلونة، وتعيين ماتيو أليماني مديرًا للفريق، فنجح النادي في كسب عدة صفقات، بعدما تفوق في الصراعات مع أندية أخرى، وبالأخص فريق تشيلسي الذي كان قريبًا جدًا من التعاقد مع اثنتين من صفقات برشلونة، بالإضافة إلى اهتمامهم بالتعاقد مع ليفاندوفسكي هدّاف بايرن ميونيخ لتعويض لوكاكو، لكن ليفا أصرّ على القدوم إلى برشلونة. كذلك كان الفريق اللندني يمنّي النفس بالحصول على خدمات لاعب برشلونة عثمان ديمبيلي، لكن النجم الفرنسي مدّد عقده مع برشلونة حتى عام 2024، ليتلقى البلوز صفعة إضافية من البلوغرانا.

صراع قديم متجدد بين برشلونة وتشيلسي

تأهل برشلونة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في العام 2009 في طريقه لتحقيق سداسية تاريخية وغير مسبوقة، بعدما تفوّق على تشيلسي بنصف النهائي، في مواجهة شهدت مباراة الإياب فيها حالات تحكيمية جدلية، أثّرت على نتيجة المواجهة، واعتبر تشيلسي أن الحكم النرويجي توم هينينج ظلمهم يومها، مع العلم أن الأخير عاد واعترف في العام 2018 أن قراراته في المباراة لم تكن صحيحة وربما استفاد برشلونة منها.

غدارة انييستا

في العام 2012 تواجه الفريقان في نصف النهائي وانتقم تشيلسي وأزاح برشلونة من طريقه وحقق اللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعد الفوز على بايرن ميونيخ في المباراة النهائية، ثم تواجه الفريقان موسم 2019 في ثمن النهائي ونجح برشلونة بالتأهل.

تشيلسي

بعد انتقال كريستنسن للكامب نو بصفقة مجانية، أصبح المدافع الدنماركي أول لاعب ينتقل مباشرة من  تشيلسي إلى برشلونة منذ نصف نهائي 2009 الشهير، في المقابل تعاقد تشيلسي خلال هذه الفترة، مع لاعبين اثنين من برشلونة بشكل مباشر هما سيسك فابريغاس وبيدرو.

تشيلسي دفع ثمن الحرب في أوكرانيا

واجه تشيلسي مشاكل جمّة هذا الموسم أثّرت على أدائه ونتائجه، بدأت مع فشل صفقة لوكاكو، وتفاقمت بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وفرض عقوبات على النادي من الاتحاد الإنجليزي أدّت في النهاية إلى رحيل رئيسه الروسي رومان أبراموفيتش.

حاول تشيلسي مع إدارته الجديدة إعادة بناء نفسه، وبحث عن تدعيم الفريق بدءًا من خط دفاعه بعد رحيل روديجير وكريستنسن، كذلك بحث عن رأس حربة لتعويض لوكاكو، وعن أجنحة مهاريين لخلق تنوّع هجومي.

رافينيا

أولى الصراعات بين برشلونة وتشيلسي ظهرت في صفقة البرازيلي رافينا، حيث اتفق ناديه السابق ليدز مع تشيلسي على انتقاله إلى ستامفورد بريدج ولم يتبقَ إلّا توقيع اللاعب، لكن برشلونة دخل على الخط وخطفه في الأمتار الأخيرة. وكيل أعمال رافينا هو البرتغالي ديكو الذي مثّل الفريقين في السابق، لكنه انحاز لبرشلونة وأقنع موكله بالانتقال إليهم، كما تنازل عن حصته من الصفقة، ما أشعر تشيلسي ومحبيه بالغدر والخيانة من نجمهم السابق.

كوندي آخر طعنات تشيلسي

بعد فشل صفقة رافينا حوّل تشيلسي اهتمامه إلى عثمان ديمبيلي الذي كان يماطل بتمديد عقده مع برشلونة، كذلك كان يأمل البلوز بالحصول على توقيع ليفاندوفسكي لتعويض لوكاكو، لكن برشلونة نجح خلال أيام بحسم صفقة ليفاندوفسكي وتمديد عقد ديمبيلي. برشلونة 3 – 0 تشيلسي !

ليفاندوفسكي

توجّهت الأنظار بعدها إلى مدافع إشبيليه الفرنسي جولز كوندي، كان تشيلسي بوضع مالي أفضل، خاصة مع اضطرار برشلونة لاستخدام الرافعات المالية بسبب أزمته الاقتصادية الخانقة، وتعثر صفقة بيع دي يونج، ومعلومات عن صعوبات يواجهها برشلونة في تسجيل لاعبيه الجدد.

كوندي

المفاجاة أتت مرة أخرى عند ما أعلن الصحفي جيرارد روميرو أن كوندي قريب من برشلونة، في وقت كان الإعلام الرياضي العالمي يتحدث عن استحالة الأمر واقتراب تشيلسي من حسم الصفقة، وبالفعل لم تختلف حكاية كوندي عن سابقاتها، وانتهى به المطاف لاعبًا لبرشلونة.

هناك حملة ساخرة أطلقها جمهور برشلونة حول العالم عبر وسائل التواصل، حيث باتوا يطلبون من نادي تشيلسي الاهتمام بلاعبين محددين، ليقوم ناديهم بسرقة الصفقة. انتشرت صورة معدّلة لميسي بثياب تشيلسي بشكل واسع مع تعليق "الطريقة الوحيدة ليتعاقد برشلونة مع ميسي".

المفارقة أن ما يفعله برشلونة إذا جاز التعبير مع تشيلسي، عانى منه الفريق الكتالوني لسنوات طويلة مع باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث بدأ الفرنسيون الحرب بكسر عقد نيمار وضمّه إلى حديقة الأمراء، ثم بمنع لاعبين من الفريقين من الانضمام إلى برشلونة من بينهم فيراتي ورابيو الذي استُبعد من الفريق وبقي فترة طويلة خارج التشكيلة، دون أن يُسمح له الانتقال إلى برشلونة، ثم نجح الباريسيون بخطف اللاعب الناشئ كزافي سيمونز من أكاديمية برشلونة، قبل أن يسرق الفريق الفرنسي صفقة فينالدوم الذي كان يستعد للانتقال إلى الكامب نو، بعد مضاعفة أجره السنوي، وصولًا إلى تعاقد بي إس جي مع أسطورة برشلونة ليونيل ميسي، بعدما فشل الفريق الكتالوني بإدراجه ضمن صفوفه مطلع العام الماضي.