06-نوفمبر-2019

النجم المغربي أشرف حكيمي يسجّل هدف الانتصار في مرمى إنترميلان (Getty)

شهدت مباريات ليلة الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا لحظات جنونيّة شديدة الإثارة، فقلب بوروسيا دورتموند تأخّره في قمّة مباريات الجولة أمام إنترميلان  إلى انتصار صعب للغاية، فيما خيّب برشلونة آمال جماهيره واكتفى بتعادل سلبي في ميدانه أمام سلافيا براغ التشيكي.

بلغت الإثارة ذروتها في المجموعة السادسة الملقّبة بمجموعة الموت، كونها تضمّ برشلونة وإنترميلان وبوروسيا دورتموند، إضافة إلى قليل الحظّ سلافيا براغ التشيكي. فلم تخيّب "مجموعة الموت" آمال المتابعين بوجبة دسمة من الإثارة والمتعة، وكان ذلك أولًا بإهدار برشلونة لنقطتين ثمينتين في ميدانه، وهنا لهث منافساه على حصد النقاط الثلاث مستغلّين عثرة تلاميذ فالفيردي، لكنّ الصراع بين الأفاعي وأسود فيستفاليا كان شديد الحماس، ومفعمًا بالتقلّبات.

لم يسبق لدورتموند في دوري الأبطال أن قلب تأخّره بهدفين إلى فوز، ولم يسبق للإنتر أن فرّط بتقدّمه 2-0 في تاريخ مشاركاته بالبطولة

دخل برشلونة ملعب الكامب نو ظانًا أن ضيفه سلافيا براغ سيرحل خالي الوفاض كما أتى، بل ستنحصر مهمّة صاحب النقطة الوحيدة على تجنّب نتيجة فاضحة كالهزيمة بنصف دزينة من الأهداف، لكنّ المدرّب فالفيردي تناسى ربّما أن النقطة التي حصدها التشيكيون أتت من براثن إنترميلان، هذا الأخير الذي عذّب البارسا كثيرًا في الجولة الثانية من البطولة، أيضًا غاب عن فالفيردي ربّما أن أهمّية لقاء سلافيا براغ تفوق الثلاث نقاط، فجماهير الكامب نو ما زالت غاضبة من هزيمة الليغا أمام ليفانتي بثلاثية، والفرصة مثالية لكسب رضاها مجدّدًا، وذلك لن يحدث سوى بتحقيق معادلة الأداء والنتيجة، فلن تكفِي النقاط الثلاث وحدها، ولن ترضَى الجماهير عنك إن قدّمت أداءً جيّدًا وفرّطت بالنقاط الثلاث، لكنّ المعادلة المزدوجة آنفة الذكر قلبها فالفيردي أمام سلافيا براغ رأسًا على عقب، فلم ينجح في تحقيق النقاط الثلاث، وقدّم إحدى أسوأ مباريات البارسا في تاريخه بالكامب نو، فاكتفى برشلونة بنقطة التعادل رافعًا رصيده عند النقطة الثامنة، فيما نال الفريق التشيكي نقطته الثانية في البطولة حتى الآن.

بعد نهاية موقعة الكامب نو بدقائق، دخل طرفا قمّة السيغنال إيدونا بارك المباراة بغية تحقيق الانتصار، مدركين أن تعثّر البارسا خلط حسابات مجموعة الموت تمامًا، لأن البلوغرانا تبقّت له مباراتان سيخوضهما أمام دورتموند وإنترميلان، بينما سيبقى لهذين الفريقين بعد هذه الموقعة لقاءان مع البارسا وسلافيا براغ، أي حظوظ برشلونة في نيل النقاط ستكون أصعب من حظوظهما، والفائز في هذه المواجهة سيقترب من دور الستة عشر بنسبة تفوق مدى قرب البارسا، حتى ولو تفوّق الفريق الإسباني بفارق نقطة مع نهاية الجولة، ولكن إن انتهت المواجهة بالتعادل سيتلاعب البارسا بمصير من يلحق به لدور خروج المغلوب، لأنه سيكون قريبًا جدًا من التأهّل، فالتعادل ممنوع على الفريقين، والفوز هو طوق النجاة الأكثر أمانًا.

مع بداية المباراة، صعق مدافع دورتموند أكانجي فريقه بهفوة قاتلة، عندما أخطأ في السيطرة على كرة طويلة، فاستلمها لاوتارو مارتينيز وراوغ معها مدافعي الفريق المضيف، موقّعًا على الهدف الأوّل في الدقيقة الخامسة، زاد الهدف من حماس لاعبي دورتموند الذين قرأوا رسالة الإنتر جيّدًا، عليهم الردّ عليها بأسرع ما يمكن، فانهالت الهجمات نحو مرمى النيراتزوري، وسيطر رفاق ماريو غوتزه على الكرة وتفوّقوا على ضيفهم في الاستحواذ، لكنّ صلابة دفاع الطليان وتألّق الحارس هاندانوفيتش اللافت حالا دون تحقيق هدف التعادل، فتألّق الحارس السلوفيني في إبعاد خطورة كرة ماريو غوتزة، وتصدّى باقتدار لتصويبة سانشو، وأبطل مفعول كرة ثورغان هازارد، ووسط هذا الضغط من قبل أصحاب الأرض، انسلّ أحد أفاعي الإنتر بروزوفيتش نحو وسط الميدان وتجاوز 3 لاعبين من دورتموند، وأعطى كرة لمارتينيز الذي غيّر اتجاهها طويلة بجهة أخرى من الملعب، استلمها كاندريفا ومنحها لزميله فيتشينو على طبق من ذهب، هذا الأخير وضعها ببراعة في شباك بوركي، الإنتر متقدّم على دورتموند في معقله في نهاية الشوط الأوّل بهدفين دون رد.

اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. إنترميلان يشعل المنافسة في "مجموعة الموت"

 لم يفعلها دورتموند في تاريخه، ولم يفعلها الإنتر أيضًا، فلم يسبق لدورتموند في دوري الأبطال أن قلب تأخّره بهدفين إلى فوز، ولم يسبق للإنتر أن فرّط بتقدّمه 2-0 في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال، تجاهل أصحاب الأرض تلك الحقائق، وأرادوا كتابة صفحة جديدة في تاريخ الفريقين، فلم يمضِ على بداية الشوط الثاني سوى 6 دقائق حتى افتتح أشرف حكيمي أهداف فريقه مستغلًا كرة عرضية من ماريو غوتزة، أودعها من داخل منطقة الجزاء على يسار هاندانوفيتش، منح هذا الهدف دورتموند وجماهيره أملًا كبيرًا في العودة، فازداد الضغط على كتيبة المدرّب كونتي، وأُجبروا جميعًا على التراجع نحو المناطق الخلفية، في وقت كان به لاعبو دورتموند كالجراد الأصفر الذي هاجم مرمى الإنتر ودفاعاته دون هوادة، فمرّت تسديدة هازارد بجانب المرمى، كذلك حذت تصويبة المغربي حكيمي حذوها، إلى أن خطف البديل ألكاسير كرة من دفاع الإنتر ومرّرها لزميله براندنت الذي انفرد بحارس المرمى وأودع في الشباك هدف التعادل بالدقيقة 64.

ما زال الوقت مبكّرًا على نهاية المباراة، والنتيجة 2-2، وتشعر أن أرضيّة الملعب تميل نحو مرمى إنترميلان الذي واجه وابلًا من التسديدات، فطورًا يتألّق هاندانوفيتش، وتارة تنحرف التسديدات عن المرمى كما حصل مع رأسيّة فيتسل، إلى أن أنهى نجم اللقاء الأوّل أشرف حكيمي لعبة ثنائيّة مع سانشو في شباك هاندانوفيتش في الدقيقة 77، ردّ إنتر ميلان كان متواضعًا، واقتصر على تسديدة من خارج منطقة الجزاء مع غروب شمس اللقاء، فحافظ دورتموند على النتيجة حتى النهاية واقتنص فوزًا أتى بعد عودة تاريخية، عن طريق ثلاثة أهداف هي حصاد 21 تسديدة تجاه مرمى الإنتر، فانفرد دورتموند بالمركز الثاني خلف برشلونة برصيد 7 نقاط، وتجمّد رصيد الإنتر الثالث عند 4 نقاط.

اقرأ/ي أيضًا: بايرن ميونيخ يفضح توتنهام بسباعيّة مذلّة.. وريال مدريد يواصل خيباته الأوروبية

وفي المجموعة الثامنة قلب تشيلسي تأخّره أمام ضيفه أياكس أمستردام 4-1 إلى تعادل 4-4، مستغلًا طرد حكم اللقاء لاعبَين من الفريق الضيف والنتيجة كانت تشير لتقدّم الهولنديين 4-2، فيما عاد فالنسيا من بعيد وعاقب ضيفه الفرنسي ليل على التقدّم في الشوط الأوّل بهدف، وردّ على ذلك بأربعة كاملة، فتساوى كلًّا من فالنسيا وتشيلسي وأياكس في الصدارة برصيد 7 نقاط، وفارق الأهداف يميل لمصلحة أياكس، بينما تجمّد رصيد ليل عند نقطة واحدة.

واعتلى ليفربول صدارة المجموعة الخامسة برصيد 9 نقاط بعد فوزه على ضيفه جينك البلجيكي 2-1، مستغلًا تعثّر نابولي المتصدّر السابق بالتعادل أمام ضيفه ريد بول سالزبورغ النمساوي، وبات برصيد الفريق الإيطالي 8 نقاط، متقدّمًا على ريد بول سالزبورغ صاحب الأربع نقاط، ثمّ جينك بنقطة وحيدة، كما وضع لايبزيج الألماني قدمًا له في دور الستة عشر إثر صدارته للمجموعة السابعة، حيث انتصر على زينيت سانت بطرسبرغ الروسي في معقله بهدفين دون رد، وبات برصيده 9 نقاط، متقدّمُا على ليون صاحب السبع نقاط، والتي حصد آخر 3 منها عندما هزم ضيفه البرتغالي بنفيكا، هذا الأخير يتذيّل المجموعة بثلاث نقاط، خلف زينيت الروسي صاحب لأربع نقاط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 نابولي يُجهز على ليفربول في دوري الأبطال.. وبرشلونة ينجو من جحيم دورتموند

 باريس يصعق ريال مدريد في دوري الأبطال.. واليوفي يفرّط بفوز كان بالمتناول