19-أغسطس-2018

اليونايتد يتجرّع خسارته الأولى هذا الموسم أمام برايتون (Getty)

صفعة قويّة تلقّاها جوزيه مورينيو بعد أن مُني فريقه مانشستر يونايتد بخسارة قاسية أمام مضيفه برايتون بثلاثة أهداف لاثنين، وذلك ضمن المرحلة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك بعد أسبوع من فوز فريقه "الباهت" على ليستر سيتي في مسرح الأولد ترافورد. وهنا لن ترحم جماهير اليونايتد مدرّبها البرتغالي، سيّما وأنه يمتلك مجموعة من النجوم التي يحلم بضمّها لتشكيلته أغلب مدرّبي العالم، ومع ذلك لا يتحلّى بالشجاعة المطلوبة أمام الفرق الكبيرة أو الضعيفة، فهو يفضّل الأداء المقيت الذي يجلب النتائج أفضل من الإمتاع الذي قد يُفقد الفريق بعضاً من النقاط. لكن مورينيو فقد الاثنين في أمسية الأحد، فقد خسر النقاط الثلاث أمام فريق متواضع كبرايتون، وقدّم أداءً مقيتاً لن ينساه أنصار اليونايتد.

أراد أصحاب الأرض التأكيد للجميع أنّ فوزهم على الشياطين الحمر في إياب الموسم الماضي لم يكن محض صدفة، وطمحوا أن يجعلوا من معقلهم ويددين ستاديوم عقدة للفريق الأحمر الذي سيلعب مباراته الثانية في تاريخه على هذا الملعب، لذلك لم ترتعد أقدام لاعبي برايتون عندما سدّد مهاجم اليونايتد روميلو لوكاكو كرة مرّت بجانب المرمى في الدقيقة 10، فواصل أصحاب الأرض مجاراتهم لفريق قيل عنه في وقت سابق "كبير إنجلترا"، وأتت أولى محاولاتهم من تسديدة لويلي كونكارت جانبت قائم ديفيد دي خيا. لم تحمل تلك التسديدة أي خطورة أو تأثير على مرمى الخصم بقدر ما منحت لاعبي برايتون الشجاعة والجرأة لدكّ حصون اليونايتد الخلفيّة، وهو ما حدث بالفعل، حين استلم جلين موراي في الدقيقة 25 كرة عرضيّة من زميله مارش وأودعها في الشباك هدفاً أوّلًا، وهو هدفٌ قصم ظهر دفاعات اليونايتد، فقبل أن تصحو من صدمتها أودع شان دوفي هدفاً ثانياً في مرمى دي خيا. كلّ هذا الكابوس بدأ مع الدقيقة 25 وانتهى في الدقيقة 27، قبل أن يصحو اليونايتد من هذا المنام الموحش.

لم تنفع سيطرة اليونايتد على الكرة بنسبة 80%، لأن مورينيو لم يفلح بإيجاد الحلول الكفيلة باختراق دفاعات برايتون

استعاد اليونايتد بعضاً من الكرامة التي فقدها، فسيطر زملاء بول بوغبا على الكرة، لكن دفاعات برايتون بقيت صامدة، وكان من الواضح أثر غياب التشيلي أليكسيس سانشيز، والذي استبعده مورينيو من التشكيلة لأسباب مجهولة، ورغم ذلك استطاع روميلو لوكاكو أن يقلّص الفارق في الدقيقة 34، حيث سدّد لوك شاو كرة غيّر مسارها المهاجم البلجيكي برأسه.

 

يفضّل مورينيو الأداء المقيت الجالب للنقاط على الأداء الممتع، لكنّه خسر الاثنين

منح هذا الهدف الثقة للاعبي مورينيو الذين اعتادوا على ظروف كهذه، فشعر الجميع أن اليونايتد عاد للمباراة، وأنّه سيقلب خسارته إلى فوز كما حصل في أوقات كثيرة سابقة، فهنالك الكثير من الوقت لتعديل النتيجة، لكنّ آمال مشجّعي اليونايتد بانت أنّها مجرّد أوهام عندما عرقل إيريك بايلي لاعب الوسط باسكال غروس داخل المنطقة المحرّمة، فسجّل الأخير هدف فريقه الثالث من ركلة جزاء في لحظات الشوط الأوّل الأخيرة، وهو ما عقّد حسابات المدرّب البرتغالي، فغادر الملعب إلى غرف تبديل الملابس قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة.

مع بداية الشوط الثاني زجّ مورينيو بنجمي منتخب إنجلترا ماركوس راشفورد وجيسي لينغارد، تبديلان أراد بهما بشكل معلن الهجوم المركّز على دفاع الخصم، فسيطر الفريق الأحمر على مجريات اللقاء وشكّلوا ضغطاً رهيباً على برايتون الذي تحوّل أكثر لاعبيه لمساعدة خطّ الدفاع، فلم يستطع اليونايتد أن يكسر هذه الجدران الصلبة، لذلك لجأ الفريق المتأخّر في النتيجة إلى التسديد من بعيد، فلم تنجح هذه المحاولات بسبب التكتّل الدفاعي أحياناً، أو بسبب تألّق الحارس ماثيو رايان، كما حصل في حالة بوغبا في الدقيقة 75، عندما سدد النجم الفرنسي كرة قويّة من بعيد، حوّلها حارس برايتون ببراعة لركلة ركنيّة.

اقرأ/ي أيضاً: أقدام إسبانيا في الدوري الإنجليزي.. خسارة آرسنال المتكررة

لم تنفع حلول مورينيو الهجوميّة، فرغم استحواذ فريقه على الكرة بنسبة هائلة بلغت 80% في الشوط الثاني، لم ينجح راشفورد ومارسيال ولينغارد في خلق فرص حقيقية، لذلك سلّم الفريق بالخسارة الآتية، ورغم منح حكم اللقاء لليونايتد ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، وتنفيذها بنجاح من قبل بول بوغبا، لم يمنع تقليص اليونايتد فارق النتيجة جماهير برايتون من الاحتفال البهيج بالفوز 3-2، وهنا حقق صاحب الأرض فوزه الأول في البريمير ليغ بعد خسارته في الجولة الأولى أمام واتفورد، فارتقى للمركز العاشر، بالتساوي مع اليونايتد الذي تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم.

إذاً بدأ اليونايتد هذا الموسم بشكل مخيّب للآمال، فتلقّت شباك حارسه دي خيا 4 أهداف من مباراتين فقط، وافتقد الفريق للمتعة التي اعتاد عليها خلال حقبة السير أليكس فيرغسون، فهل ستصبر الإدارة على مورينيو أكثر مما صبرت من قبل أم سيقترب موعد إقالة الرجل الذي سمّى نفسه يوماً "السبيشل ون"؟

اقرأ/ي أيضاً:

انطلاقة الدوري الإنجليزي.. بداية جيدة للكبار وسقوط أرسنال أمام السيتي

دوري أبطال أوروبا.. هذا ما جناه مورينيو على مانشستر يونايتد