جرت العادة أن تشكّل نسخ كأس العالم فرصة لبعض اللاعبين للخروج إلى الضوء وتحقيق شهرة واسعة بسبب أهدافهم أو إنجازاتهم خلال البطولة، في مونديال قطر برز مثلًا جفارديول مدافع كرواتيا، إنزو فرنانديز متوسط ميدان الأرجنتين، وعز الدين أوناحي نجم الوسط المغربي، وغيرهم.
لكن هناك لاعب اكتسب شهرة كبيرة ليس بسبب أدائه، بالرغم من أنه دخل بديلًا ضد الأرجنتين وسجل هدفين عادل بهما النتيجة لمنتخبه هولندا، بل بسبب الشجار الذي حدث بينه وبين ليونيل ميسي، إنه الهولندي فاوت فيخهورست.
بعد انتهاء المباراة بفوز الأرجنتين، وبينما كان ميسي يجري لقاءً صحفيًا، تقدّم فيخهورست منه، لكن ميسي نهره قائلًا " كي ميرا بوبو" أي ابتعد أيها الأحمق، فانتشر مقطع الفيديو كالنار في الهشيم، وأصبحت العبارة التي قالها ميسي شعارًا طُبع على القمصان وبات يستخدم كثيمة في الصور ومقاطع الفيديو.
بعد الحادثة قال فيخهورست إنه كان يريد تبادل القميص مع ميسي بعد المباراة، وأنه فوجئ بتصرف الأرجنتيني، فيما دافع محبو البرغوث عن تصرفه، ورأوا فيه ردّ فعل على الاستفزازات التي قامها بها الهولندي خلال المباراة المشحونة التي أدارها الحكم الإسباني ماتيو لاهوز، وشهدت عددًا قياسيًا من البطاقات الصفراء.
انتقل فيخهورست بعد المونديال للعب مع مانشستر يونايتد، تحت قيادة مواطنه إيريك تين هاغ، جماهير كرة القدم التي وجدت بعض الصعوبة في نطق اسمه، استعاضت عنه بتسمية " كيميرا بوبو"، أي العبارة التي اشتهر بسببها.
مع وصول فيخهورست إلى الأولد ترافورد، كانت الجماهير تنتظر اللقاء بينه وبين الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، بعدما تواجه اللاعبان في ربع نهائي المونديال الشهير.
فيخهورست قال ممازحًا بعد وصوله إن ليتشا ( ليساندرو مارتينز) وجد صعوبة بنطق اسمه بالبداية، فأسماه "بوبو"، لكن الأجواء كانت ممتازة بين الرجلين، حيث أشاد مارتينيز بالمهاجم القادم من نادي بيرنلي على سبيل الإعارة، على هامش المباراة التي فاز بها على الفريق ضد نوتنغهام فوريست بالكأس بثلاثية نظيفة، حيث قال إن فيغهورست ترك انطباعًا جيدًا لدى المجموعة خلال التدريبات، بفضل أخلاقياته في العمل والجودة التي يمتلكها، وأعرب عن فرحته بالهدف الذي سجله فيخهورست بالمباراة.
فيخهورست ليس مجّرد " كي ميرا بوبو "، اللاعب شارك بداية الموسم في الدوري التركي مع بشيكتاش، قبل أن ينتقل إلى بيرنلي وتتم إعارته للشياطين الحمر. مع بشيكتاش سجل فيخهورست ثمانية أهداف وصنع أربعة في 16 مباراة، وكان أكثر اللاعبين في الدوري تسديدًا على المرمى، وأعلى اللاعبين بنسبة الأهداف المتوقعة، بينما كانت أفضل مواسم اللاعب مع فولفسبورغ في ألمانيا موسم 2020-2021 عندما سجّل 20 هدفًا وصنع ثمانية، أهدافه جميعًا أتت من داخل منطقة الجزاء.
