31-ديسمبر-2017

من ملصقات العمل

نافذة جديدة يرِدها العاملون في الدراما السورية هذه المرة من بوابة اليوتيوب ومن دون قيود الرقابة وحرية المشاهدة التي تمنحها للمتابعين، ومن جهة أخرى تتناول بطريقة سريعة ومن دون تفاصيل تافهة ما حصل لوطن عبر ثلاث شخصيات مختلفة التوجه والمصير.

"بدون قيد" ينتقل بحلقات قصيرة عبر المكان والزمان السوريين قصصًا مفعمة بالإنسانية والمصائر المفزعة

"بدون قيد" عمل جديد تم البدء ببثه على اليوتيوب اعتبارًا من منتصف هذا الشهر، من تأليف وبطولة رافي وهبي ومجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين، ويشاركه في التأليف اللبناني باسم بريش.

اقرأ/ي أيضًا: رافي وهبي: العراب 2 كان للقضاء على مشروعي

ينتقل مسلسل "بدون قيد" بحلقات قصيرة - حوالي 3 دقائق للحلقة الواحدة- عبر المكان والزمان السوريين لقصص سورية مفعمة بالإنسانية والمصائر المفزعة، وتعامل النظام السياسي الذي يمثله أحد أفرع الأمن العسكري مع هذه الشرائح ومن ثم تغيير مصائرها بين الهجرة والضياع والقتل، وكذلك تلك الحكايات الصغيرة المجاورة للخط الرئيسي التي تؤجج وتستغل فوضى الأوضاع المريعة، وتحويلها لاستثمارات رخيصة على حساب الحرب التي لا تغيب سواء في المعتقل أو الجبهات.

شخصيات مسلسل "بدون قيد" هي الضابط في الشرطة وفيق الحكيم (رافي وهبي) الذي يتحول إلى الأمن السياسي للتحقيق في ملف فقدان الهويات الشخصية لآلاف السوريين في بداية الحراك، عبر سرقتها وتزويرها واستثمارها في تهريب من يشاء خارج البلاد بمبالغ كبيرة، وفي هذا الفرع تتلاقى مصائر المهندسة الزراعية المطرودة من عملها ريم سلامة (عبير حريري) بسبب فضحها لملف فساد ومن ثم سرقة هويتها التي يقودها للفرع، وكذلك أستاذ الدروس الخاصة كريم (ينال منصور) الذي يعتقل على خلفية علاقته بأحد النشطاء الإعلاميين، وما يذوقه من هوان واحتقار من محقق الأمن السياسي.

الضابط وفيق، يمثّل أحد الخطوط التي تتلاقى عنده بقية القصة، يفقد ولده بعد أن يرفض التوقيع على ملف بيع أراضٍ من خلال تزوير هويات لأشخاص فارين خارج البلاد، وهذا يجعله يأخذ قرار الرحيل بعد انتحار زوجته (نادين تحسين بك) حزنًا على ابنها.

تلتقي مصائر شخصيات مسلسل "بدون قيد" في الهدف وهو الرحيل خارج الوطن، بعد أن ضاقت عليها الحياة فيه بسبب العسف وتسلط الأجهزة الأمنية التي تقود عمليات القتل والنهب وتغييب البشر، ويقرر الضابط مغادرة مؤسسته ومعه ملف الهويات، وريم تهرب مع ابنتها الوحيدة عن طريق الجبال بواسطة أحد المهربين بعد أن تدفع مبلغًا كبيرًا من المال، وكذلك يغادر المدرس الذي يتم الضغط عليه للعمل كمخبر مع الأمن بعد اعتقاله فيعمل في الدفاع المدني.

أما النهاية لحكايات هؤلاء في مسلسل "بدون قيد" فليست أكثر من مشاهد سريعة عن تجربة اغتراب لريم في لبنان، وانخراط المدرس في الدفاع المدني ومشاهدته لويلات القصف وموت المدنيين، وبالصدفة يلتقي الثلاثة في محطة وقود على الحدود اللبنانية؛ ضابط الفرع مع مراجعيه الفارين كلهم... وقرار بالعودة إلى (درعا) أول محطات الثورة فيما يشبه الهمس بالعودة إلى سلمية الثورة وأيامها الأولى التي امتازت بالشفافية والصدق.

"بدون قيد" تجربة جديدة تستحق المشاهدة بعمق بعد سبع سنوات من الحرب البشعة

حول مسلسل "بدون قيد" يقول الكاتب والممثل رافي وهبي لموقع "عنب بلدي" المعارض: "العمل الدرامي بدون قيد هو محاولة جادّة لتقديم دراما تلفزيونية سورية واقعية وجريئة وبطبيعة الحال لا تتنازل عن مهمتها الأساسية وهي التسلية والترفيه".

اقرأ/ي أيضًا: 4 من أهم المسلسلات السورية في الموسم الماضي

وقد حفل مسلسل "بدون قيد" بترحيب من بعض الإعلاميين والناشطين السوريين المعارضين، واعتبر الصحفي إياد شربجي المسلسل في منشور على صفحته  على الفيسبوك من أهم ما أنتجته الدراما السورية منذ عام 2011: "بعد أن شاهدت حلقاته الثلاث المرتبطة (وفيق، ريم، كريم) كاملة وعلى جلسة واحدة، أعتقد أن مسلسل بدون قيد هو أهم ما أنتجته الدراما السورية منذ العام 2011... فهذا أول عمل واقعي أراه عن الأحداث في سوريا يكشف أثر ما يحدث بشكل غير مؤدلج، وغير موجه عبر ملامسة تفاصيل شخصية تظهر تناقضات النفس الانسانية في هذه الأزمة بكل جرأة ومباشرة، دعم ذلك بث العمل على وسيلة حرة وخارجة من قيود ورقابة الممولين والفضائيات العربية هي اليوتيوب".

"بدون قيد" تجربة جديدة تستحق المشاهدة بعمق بعد سبع سنوات من الحرب البشعة، ومحاولة لقول الحقيقة من وجهة نظر متعقلة.

اقرأ/ي أيضًا:

دراما الثورة السورية (1).. سنعود بعد قليل

شخصيات الأدوار الثانية في الدراما السورية